بين عشرات الطالبات اللواتي تقدم لامتحان الثانوية العامة في مدرسة الأموية الثانوية بقرية بدو شمال غرب القدس، حضر منذ الصباح الباكر علي داود عبد منصور (60 عاما) والد الشهيد سوسن علي منصور لتفقد مقعدها المخصص لها في الثانوية العامة، لكنها لم يجدها، ويقول إنه رغم إيمانه بقضاء الله وقدره إلا أنه غير مصدق لما حدث لأبنته التي كانت تستعد بكل جد لامتحان الثانوية العامة وتحلم بإكمال دراستها في الجامعية.

واستشهدت الفتاة سوسن منصور قبل خمسة أيام على حاجز بيت إكسا العسكري لدى مرورها من هناك حيث أطلق عليها جنود الاحتلال النار بحجة محاولة الطعن، وسلم جثمانها وجرى تشيعها في مسقط رأسها قرية بدو مساء أمس.

ويقول الوالد المكلوم، كل طالبات الثانوية العامة تقدمن اليوم لامتحان التوجيهي باستثناء سوسن، فهي اختارت الشهادة الأخرى عند ربها بارتقائها شهيدة برصاص الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف عملت ووالدتها على توفير الجو المناسب لها لتنجح في الثانوية العامة، وكانت تتلقى الدروس الخاصة، وكانت مجتهدة وتعد لامتحان التربية الإسلامية في يوم استشهادها.

ويضيف بعد انت انتهى الامتحان توجهت طالبت صفها إلى منزل العائلة لمواساة والدتها المكلومة التي قالت: "درست سوسن هذا العام بجد كبير أملا بالحصول على معدل مرتفع كانت تحلم به، ولم تنله في الدنيا".

وسوسن كانت واحدة من سته أبناء وبنات وهي أصغرهم، وكانت تحلم بالدراسة في جامعة الاستقلال بمدينة أريحا حسب ما تقول عائلتها.

شهداء، وطلاب 


وقد ارتقى منذ بداية العام الدراسي الحالي الذي شارف على نهايته بتقديم امتحان الثانوية العامة، 13 طالبا في التوجيهي، استشهدوا جميعا برصاص الاحتلال الإسرائيلي منذ أيلول الماضي وهم: مصطفى الخطيب طالب ثانوية عامة مدرسة الكلية الابراهيمية استشهد باب الأسباط بالقدس، ودانية جهاد ارشيد ارتقت بالخليل، وأحمد عوض أبو الرب استشهد بقباطية، ونور سباعنة من قباطيا أيضا، وعدنان المشني من الخليل وكلزار العويوي وهي طالبة ثانوية عامة من البلدة القديمة بالخليل، ومحمود شلالدة من سعير، ومحمد زعلول من قريوت بنابلس، وأحمد يونس الكوازبة من سعير الخليل، وأحمد عامر من مسحة بسلفيت، ويوسف الطرايرة من بني نعيم بالخيل، وسوسن منصور من بدو بالقدس المحتلة.

وفد تفقد رئيس الوزراء رامي الحمد الله، قاعات امتحان الثانوية العامة في مدرسة بنات الأموية الثانوية للبنات بمديرية ضواحي القدس.

وأعتبر رئيس الوزراء أن ذلك يأتي إكراما وتخليدا لروح الشهيدة الطالبة سوسن منصور، ابنة مدرسة بنات الاموية، التي ارتقت برصاص الاحتلال الإسرائيلي، وانتصارا للعملية التعليمية في القدس.

وقال: "هذه الزيارة تأتي كرسالة انتصار للعملية التعليمية في القدس وضواحيها، كونها لب وجوهر الدولة الفلسطينية، في ظل محاصرة هذه المناطق بالجدار والاستيطان".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]