إذا كان مسموحًا لرئيس الحكومة، نتنياهو، أن يستخدم أهوال المحرقة النازية لترهيب وتخويف اليهود من العرب، فمسموح لي أن استخدمها للتحذير من مخاطر الفاشية والعنصرية المحدقة بالمجتمع الإسرائيلي"!

هذا ما قالته في مقابلة مع "بـُكرا"، د.نوعا لافي، الباحثة في الإعلام السياسي، والمحاضرة في الكلية الأكاديمية تل أبيب- يافا، خلال مشاركتها في المؤتمر الرابع الذي نظمته مؤسسة "غفعات حبيبه" تحت عنوان "اسقاطات الصراع الاسرائيلية- الفلسطيني على المواطنة المشتركة للعرب واليهود في إسرائيل".

وصرّحت د.نوعا لافي بهذه الأقوال، في معرض توصيفها للاعتداء الوحشي الذي تعرض له الشاب العربي ميسم أبو القيعان (من حورة بالنقب) من قبل شلّة من أفراد حرس الحدود يرتدون الزي المدني ، أثناء عمله في أحد المتاجر بتل ابيب (بالقرب من منزل الدكتورة لافي- كما قالت).
والداي وأسرتاهما عانتا من فظائع النازية في ألمانيا.

ووصفت د.نوعا لافي رفض الإسرائيليين للمقاربة بين أوضاع ألمانيا النازية في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي- ومظاهر العنصرية والفاشية في إسرائيل الآن، بأنه "هروب من الواقع: فإذا كان الشاب ميسم أبو القيعان قد تعرّض لاعتداء وحشي على خلفية تافهة (بطاقة الهوية) فربما أكون أنا أو أي إسرائيلي – الضحية القادمة" – كما قالت، مستذكرة أنها ابنة لوالدين قدما من ألمانيا (المغني الراحل أريك لافي – والممثلة شو شيك شاني).

وعانت اسرتاهما من فظائع النازيين، ومستذكرة كذلك عبارات الترهيب من العرب التي استخدمها رئيس الحكومة نتنياهو يوم انتخابا الكنيست الأخيرة ("العرب يتهافتون على صناديق الاقتراع بحافلات تابعة لليسار"!) – ووقائع وحوادث أخرى جرت على خلفية عنصرية.

جُبن هيرتسوغ ولبيد!
وردًا على سؤال حول رأيها في المعارضة البرلمانية لنتنياهو في الكنيست، قالت الباحثة لافي أن هيرتسوغ ولبيد منشغلان بالسعي للوصول إلى رئاسة الحكومة- ولا يكترثان بمظاهر العنصرية والفاشية والمخاطر المحدثة بالديمقراطية وسلطة القانون" وهما يلتزمان الصمت الجبان ولا يحركان ساكنًا تجاه الممارسات العنصرية التي تبدو لهما ممارسات مقبولة من جهة اغلبية الإسرائيليين"- على حد توصيفها.

وخلصت الإعلامية د.نوعا لافي إلى القول أن الخروج من هذا المأزق يتحقق باصطفاف كافة القوى والأطر العربية واليهودي، القلقة على مصير الديمقراطية والعيش المشترك وسلطة القانون على الوجه الإنساني للمجتمع الإسرائيلي- لمواجهة الواقع والمخاطر، بكافة الوسائل المتاحة، بجرأة وشجاعة ووضوح".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]