بمناسبة اليوم الخاص للغة العربية في الكنيست الذي بادر اليه النائب د. يوسف جبارين (الجبهة، القائمة المستركة) في الأسبوع الماضي، أكد العديد من السياسيين والأكاديميين اليهود الذين شاركوا في النقاشات على أهمية تقوية وتعزيز مكانة اللغة العربية، خاصةً وأنها لغة رسمية في البلاد.

فقد قال رئيس لجنة المعارف البرلمانية، النائب يعقوب مرغي (شاس) أن "اللغة العربية هي آداة مهمة للتعرف على الأخر وهي جسر يوصل بين مواطني الدولة". كما وطالب ميرغي وزارة المعارف تخصيص نقاط "بونوس" للطلاب الذين يتقدمون لامتحانات البجروت. وأكد ميرغي أنه يعمل على اقتراح قانون يعزز من مكانة اللغة العربية.

أما النائب البروفيسور يوسي يونا (المعسكر الصهيوني) فقد ألقى خطابه أمام الهيئة العامة للكنيست كاملًا باللغة العربية، حيث أشار إلى أن جذوره عراقية وأن الموسيقى العربية كانت جزءًا من ثقافة عائلته. كما وقال يونا: "لا يستطيع أي شخص إلغاء الجذور المشتركة والتشابه اللغوي بين اللغتين، العربية والعبرية. ولكن وللأسف فقد ابتعد اليهود عن اللغة العربية ويتعاملون معها كلغة أجنبية أو غريبة"، مضيفًا "إن تعلُّم اللغة العربية ليس بهدف التعرُّف على العدو، بل لتكون جسرًا للسلام والتعايش والأُخوّة".

وفي السياق ذاته، أكدت النائبة كسانيا سفيطلوفا (المعسكر الصهيوني) التي شاركت في المؤتمر حول اللغة العربية أن اللغة العربية ليست فقط لغة المواطنين العرب في البلاد، وانما هي لغة العديد من العائلات اليهودية أيضًا. وأضافت "اللغة العربية تعتبر اللغة الخامسة في العالم من حيث الاستعمال وهي لغة اكثر من ٣٥٠ مليون انسان، بالإضافة إلى أن اللغة العربية هي لغة رسمية في اسرائيل، كما أنها لغة غنية المعاني والمضامين، لذلك يجب تعزيز مكانتها وليس تهميشها".

وأكد د. يوني ماندل، من معهد فان لير في القدس، على أهمية المبادرة ليوم اللغة العربية بالكنيست في ظل موجة التحريض ضد الجماهير العربية. وقال "أن هذه الخطوة هي خطوة جريئة خاصةً ونحن نشهد تطورات سياسية تحريضية وتمييزية ضد المواطنين العرب". وأضاف "أن إتقان اللغة العربية بالإضافة إلى العبرية سيعزز من إمكانية تحقيق السلام والعيش المشترك بين الشعبين".

أما البروفيسور بروفيسور يهودا شنهاڤ فقد تطرق إلى كيفية تعلمه للغة العربية، حيث قال "تعرفت على اللغة العربية منذ نعومة أظفاري وقبل تعلمي للغة العبرية، ولكن مع مرور الوقت تحولت العبرية لتكون اللغة الأولى". وأضاف "وبصفتي يهودي عربي، آمل أن تنجح مبادرة اليوم الخاص للغة العربية بالكنيست بهزّ الأسس العنصرية في إسرائيل".

وقال رئيس الكنيست، يولي ايدلشطاين، "هناك حاجة لتعليم اللغة العربية للطلاب اليهود، كما يتعلم الطلاب العرب اللغة العبرية"، مضيفا أن "اللغة تعتبر جسر سلام بين الشعوب، ولذلك فمعرفة اللغتين، العربية والعبرية، من شأنها تعزيز العيش المشترك". كما وأكد إيدلشطاين أن موقع الكنيست يعمل على شمل اللغة العربية وذلك بهدف تعزيز مكانة اللغة العربية والشفافية.

بدوره، أكد النائب يوسف جبارين على ضرورة ترجمة النقاشات الايجابية نسبيًا التي سادت في يوم اللغة العربية إلى تغيير حقيقي في السياسات العامة من خلال ضمان حضور العربية في الحيّز العام، وخاصة في الخدمات العامة والتربية والتعليم والمواصلات واللافتات واليافطات. وأكد جبارين أن الطريق ما زالت طويلة لاحداث التغيير في ظل التوجهات اليمينية للحكومة ووزارئها، لكن الجهود التراكمية تبقى أساسية في محاولات التغيير.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]