بغياب معظم نواب القائمة المشتركة، عدا رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة، والنائب دوف حنين، ووصول النائبان طلب ابو عرار واسامة السعدي في وقت متأخر، ناقشت اللجنة البرلمانيّة الخاصة لتطبيق مبدأ مناليّة وشفافية المعلومات من المؤسسات الحكوميّة للمواطن، اليوم، موضوع معالجة "العنف" من قبل رجال الشرطة تجاه المجتمع وكيفيّة التعامل في هذه القضية، ويأتي ذلك اثر ازدياد الحالات التي قام بها أفراد الشرطة بالاعتداء على المواطنين، خاصة العرب، بذريعة الحفاظ على الأمن، آخرها كان الاعتداء على الشاب ميسم ابو القيعان.

ودعيّ إلى النقاش كل من وزارة الأمن الداخلي، شرطة اسرائيل، وزارة القضاء، جمعية حقوق المواطن، "شتيل"، جمعية "سيكوي"، مركز مناهضة العنصرية، مركز الاحتجاج على عنف الشرطة، جمعية حقوق المثليين، مركز مساواة، واللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل، نقابة المحامين، وصندوق إبراهيم، اضافة الى عددٍ من ضيوف.

وحضر ممثلو وحدة التحقيقات مع افراد الشرطة (ماحاش) الذين قاموا بدورهم بالرد على الاتهامات التي اكيلت لهم من قبل الحضور.

خالد الجعار: لم احصل على جواب يشفي عليلي

وبرز من بين الحضور والد الشهيد سامي الجعار من قرية راهط، خالد الجعار، الذي تحدث عن المعاناة التي يعانيها منذ سنة ونصف على مقتل ابنه بأيدي رجال الشرطة، الذين انهالوا عليه بالضرب اولا ومن ثم اطلقوا النار عليه واردوه قتيلا، وتفاعل الحضور لقصة معاناة الاب واجهشوا بالبكاء.

وفي حديثٍ لمراسلنا مع الاب خالد الجعار قال: بما ان الجلسة تتحدث عن مناليّة المعلومات والشفافية، شاركت بها بهدف الحصول على اجابات عن عدة اسئلة تدور في ذهني منذ سنة ونصف.

وقال: كنت على ثقة أنه يتوجب عليّ إيصال رسالة للمسؤولين، ولكن للأسف الشديد لم يكن لدى الحضور اي اجابة تشفي عليلي، وانما اجابتهم كانت لا توجد هنالك ادلة، هذا الرد يزيد من اصراري وعزيمتي في الاستمرار في هذه القضية، حتى الوصول الى محكمة العدل العليا، وحتى الى المحاكم العالمية.

وأضاف: انا على يقين بان هذا لن يعيد الي ابني، ولكن لتكون هذه سابقة قضائية تنقذ الضحايا القادمة، لان ابني ليس الوحيد الذي قتل بدم بارد على ايدي افراد الشرطة وانما هنالك العديد من ابناء النقب الذين قتلوا من قبل افراد الشرطة بدم بارد.

الام ما زالت تنتظر عودة ابنها من المدرسة واخيه يبحث عنه في الحارات

وتحدث الاب خالد الجعار عن معاناته امام الحضور قائلا: انتم لا تدركون حجم المأساة التي نعيشها، ام تنتظر ابنها كل يوم على أمل ان يعود الى المدرسة، اخاه الصغير الذي ما زال يبحث عنه في الحارات على أمل العثور عليه، واب عاطل عن العمل يعاني من مشاكل صحية، ويصرف جميع امواله للمحامين من اجل ادانة المتهمين بالقتل ليكون عبرة في المستقبل.

واسهب: تعبت، ولكن لم امل وسوف استمر طالما انا على قيد الحياة، لومي هو على المجتمع العربي الذي تخلى عني وعلى غيري الذين ايضا قُتلوا ابنائهم بدم بارد، لذلك يتوجب اقامة جمعية من قبل المجتمع العربي تعتني بمثل هذه الحالات، التي تحتاج الى مختصين نفسيين واجتماعيين لمساعدة العائلات، لانكم لا تدرون ما هي النفسية التي تعيشها زوجتي واولادي بعد مضي سنة ونصف، اضف لذلك الامور المادية الاخذة بالتدهور نتيجة التوجه الى القضاء.

رغم الحضور الجزئي للنواب العرب...

واختتم الاب خالد الجعار حديثه لموقع "بكرا": كل هذا من اجل ان يكون ابني اخر الضحايا، يتوجب على اعضاء الكنيست العرب ان يكون حديثهم اليومي عبر منبر الكنيست عن مثل هذه القضايا، لكي تتحدث عنها وسائل الاعلام بشكل يومي، رغم الحضور الجزئي لاعضاء الكنيست العرب اليوم في هذه الجلسة، الا انهم بتواصل دائم معي، وادعوهم دائما للمشاركة في الذكرى السنوية لاستشهاد ابني، امل بان يساعد ايضا النضال البرلماني في مثل هذه الحالات.

ايمن عودة: اتهم الشرطة

وفي حديثٍ مع النائب أيمن عودة قال لـ "بكرا": كانت جلسة هامة جدًا، تناولت عنف الشرطة تجاه المواطنين العرب وقطاعات مختلفة من المجتمع. في الجلسة أكدت بأن توصيات لجنة اور شددت على عنف الشرطة بتعاملها مع العرب، ورغم هذا التشديد إلا انّ 51 عربيًا قتلوا بيد الشرطة منذ اكتوبر 2000 وحتى اليوم.

وأضاف: إلى ذلك، وخلال الجلسة تطرقت إلى خطاب رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو في ديزنغوف، وعن الكشف عن تفاصيل قضية الشاب من عرعرة نشأت ملحم، وتساءلت، يوميًا يقتل عربي على يد عربي آخر في مجتمعنا العربي، لماذا لا يتطرق رئيس الحكومة لذلك، لماذا لا يهتم بالعنف في المجتمع العربي، وهنا انا اتهتم الشرطة...انتم جهاز عنصريّ.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]