عقدت مراكز ريان للتشغيل والتأهيل المهني وشركة الفنار امس في مدينة سخنين مؤتمراً لبحث الفرص والتحديات أمام دمج النساء العربيات في سوق العمل بمشاركة المئات من الناشطين والعاملين في هذا المجال، ومن ضمنهم، ممثلي وزارة الاقتصاد والصناعة وسلطة التطوير الاقتصادي للأقليّات في وزارة المساواة الاجتماعيّة ومؤسّسة جوينت وغيرها من الجهات الفاعلة لتعزيز دمج النساء العربيات في سوق العمل.

وتضمّن المؤتمر محاضرة مركزّية حول الفقر في المجتمع العربي برؤية جندريّة قدّمها د. سامي ميعاري، الباحث والمحاضر في جامعة تل أبيب، والذي قام بعرض وتحليل كافة المعطيات، وبالأخص الاشكالية في العلاقة ما بين المشاركة في سوق العمل والخروج من دائرة الفقر، اذ هنالك تناقض يثير الدهشة بين الأمرين، ففي السنوات الأخيرة كان هنالك ارتفاع في نسبة التشغيل من ناحية، وأيضاً ارتفاع في نسبة العائلات الفقيرة التي يوجد فيها معيلين، وعزا د. ميعاري السبب إلى أنّ النساء في هذه العائلات تعمل في وظائف غير نوعيّة ودون مردود عالٍ، الأمر الذي يحول دون خروج العائلة من دائرة الفقر، لذا فإنّ السياسات العامّة يجب أن تنصب لصالح دمج النساء بوظائف نوعيّة وذات مردود مالي عالي.

وشمل المؤتمر كذلك ندوة حول الفرص والتحديات أمام دمج النساء العربيات في سوق العمل، شارك فيها سماح هيب جلجولي، مديرة مركز ريان في الطيرة، د. أسماء غنايم، المحاضرة والباحثة في مجال الشبكات الاجتماعيّة، غسان صالح، مدير الموارد البشريّة في مجموعة المشهداوي، د. ياسر عواد، المختص في مجال المخاطر المالية، ووفاء شاهين اطراد، مديرة ومؤسّسة جمعيّة الزهراء. وتلى الندوة، حلقات حوار عقدت بالتوازي حول دور المجتمع في ازالة العوائق التي تواجه دمج النساء العربيات في سوق العمل، وكذلك التوجيه الأكاديمي والسيرة المهنيّة، والعوائق أمام استيعاب العاملين العرب من وجهة نظر المشغلين وأيضاً الآليات الحكوميّة لدعم التشغيل في المجتمع العربي.

ومن الجدير بالذكر أنّ مراكز ريّان أقيمت بمبادرة من قبل وزارة الاقتصاد والصناعة بهدف زيادة مشاركة المجتمع العربي عامةً، بما في ذلك الدرزي والشركسي والبدوي والنساء خاصةً في سوق العمل، وهنالك 21 مركز في مختلف البلدات المركزية والتي تقدّم الخدمات في هذا المجال.

ايلا بار دافيد، مديرة تشغيل المجتمع العربي في وزارة الاقتصاد والصناعة، قالت: "قبل العام 2010 موضوع تعزيز المشاركة في سوق العمل لم يكن مطروحاً بتاتاً، نقطة التحوّل كانت في العام 2010 ومنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا، نحن نشهد تغيّر جذري من حيث توجهات الدوائر الحكوميّة، اذ أنّ زيادة تشغيل المجتمع العربي عامةً والنساء العربيّات خاصةً يأخذ حيّزا مركزيّاً في عملنا كوزارة، كافة القرارات والمخططات الحكوميّة خرجت إلى حيّز التنفيذ وتمّ ترجمة كل ما هو على الورق إلى أرض الواقع، نحن نفحص بشكل مستمر مدى نجاعة عملنا وسنستمر في هذا النهج لغاية تحقيق كافة أهدافنا وعلى رأسها دمج 41% من النساء العربيات في سوق العمل لغاية العام 2020"

وقال د. ياسر حجيرات، مدير عام شركة الفنار، من جانبه: "إنّه خلال الثلاث سنوات الأخيرة شارك في النشاطات المختلفة التي تقوم بها مراكز ريان ما يقارب 30،000 شخص، تمّ دمج 60% منهم في سوق العمل، و 70% من مجمل الذين تمّ دمجهم هم نساء، وهذه معطيات غير مسبوقة وفي غاية الأهميّة، بالذات أنّنا نؤمن بأنّ تمكين المرأة العربيّة هو تمكين للمجتمع بأكمله". وأعرب د. حجيرات عن امله بأن يتم قريباً توسيع دائرة مراكز ريان لتشمل كافة البلدات العربية على الاطلاق وذلك للاستجابة لكافة احتياجات المجتمع العربي في مجال التشغيل".

مازن غنايم، رئيس بلديّة سخنين، أثنى بدوره على عقد المؤتمر بالغ الأهميّة، موضحاً أنّ خروج النساء إلى سوق العمل من شأنه خفض البطالة وبالتالي تقليص ظاهرة الفقر والحد من آفة العنف المستشرية. وأشار إلى أنّ نسبة النساء العربيات الأكاديميات والعاطلات عن العمل مرتفعة جدّاً، لذا فإنّ ايجاد فرص عمل مناسبة لهنّ، يجب أن يكون هدفاً مركزيّا لكافة الجهات ذات الصلة، وعلى رأسها الحكومة، لكن كلٌ من موقعه عليه أخذ زمام المبادرة بما في ذلك رؤساء السلطات المحلية، فبلديّة سخنين تفخر أنّ 66% من موظفيها هم نساء. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]