مع اقتراب العطلة المدرسية الصيفية التي تستمر لشهرين يبدأ قسم من الطلاب بالبحث عن عمل في مجالات مختلفة التي من خلالها يسعون الى كسب المال، الا ان هناك بعض ارباب العمل وأصحاب المصالح لا يعملون وفق القانون، ويبقى عمل الشباب الصغار بعد التخرج أو في العطلة من اكثر القضايا التي تشغل من يطالبون بحقوق العامل، خاصة في المجتمع العربي الذي يكاد لا يعطي العامل الصغير حقه مستغلا وضعه وحاجته الى كسب المال وقلة معرفته بحقوقه المستحقة التي وجب على كل مشغل ضمانها الى العامل الصغير .

في هذا السياق تحدث مراسلنا الى بعض الطلاب والطالبات الذين ينوون الخروج لسوق العمل أو بدأوا العمل حتى وقد اجمعوا جميعًا أنهم باتوا اكثر وعيا وادراكا لحقوقهم، وانهم اليوم لا يفضلون العمل لدى مشغل لا يعطي العامل حقة او يحاول استغلالهم .

الشاب هادي واكد نصار من عرابة قال : انا اليوم وفي خضم تجربتي واندماجي في سوق العمل استطيع القول بانني وبفضل انتمائي الحزبي متطلع على غالبية حقوقي كعامل، ومطلع ايضا على الطرق والوسائل التي استطيع انتزاع حقوقي بواسطتها ان كان من المقاول او من الشركات المشغلة ، ولهذا السبب كنت قد سرحت من عدة اماكن عمل التي حاولت استغلالي كشاب صغير ووجدت نفسي في مكان عملي الحالي بدون استغلال احد لي.

وقال واكد: نستطيع ملاحظة محاولات الاستغلال للشبان والشابات الصغار في العمر وانتهاك حقوقهم كعمال ، الامر واضح جدا، الشركات وارباب العمل والمقاولون يبحثون دائما عن عمال ويضعون صوب اعينهم شريحة الشباب لأنها في اغلب الاحيان تكون غير متطلعة وغير واعية لحقوقها كعمال وبهذا يكونون فريسة شهية ومربحة لأرباب العمل بحيث يمكن استغلالهم ببساطة.

وأضاف واكد : أخيرا يتوجب علينا كشباب الاطلاع على حقوقنا كعمال والا نتجاهلها ونحاول تحقيقها بكافة الوسائل من محامين ونقابات واضرابات ، هذا أمر ضروري لا يمكن تجاهله، فالمال ليس رأس الهرم ولا قاعدته هناك حقوق للعامل تحافظ على صحته وكرامته وهي برأيي أهم من المال.
 
في بعض اماكن العمل تتواجد ظاهرة الاستغلال للعامل الصغير

الشابة نداء شعبان من مدينة سخنين قالت: حقوقي كعاملة بالتأكيد اعرفها وحريصة على الا تمس، ويجب على كل عامل وعاملة مهما كان الجيل ان يعرفوا حقوقهم بالعمل قبل مزاولته لكي يتم حمايتها من المساس بها على يد أصاحب العمل او من قبل زملاء العمل.

وقالت نداء: انا شخصيًا راضية عن مكان عملي ، لان كل حقوقي في العمل حصلت عليها بدون استثناء او مساس بها، فمن المهم ايضًا لي ان يحظى العامل بمعاملة حسنة من قبل المشغل والعامل لكي يتواجد الرضا للطرفين .

وأضافت نداء: نعم في بعض اماكن العمل تتواجد ظاهرة الاستغلال للعامل الصغير من عدة جوانب، ابتداءً من الاجور للعمال الصغار نسبيًا في العمر اي تقليل الاجر وتغيير الاجر المسموح به قانونيًا و تغيير عدد ساعات العمل ايضًا ، فبعض المشغلين وارباب العمل يستغلون ذلك للتوفير من جهة واستغلال القوى الشابة في العمل من جهة أخرى ، وانا شخصيا لست مستعدة للعمل في مكان لا يحترم حقوقي ويمنحني إياها كاملة ، لان احترامي وكرامتي وحقوقي فوق كل شيء بما في ذلك المال .

وتابعت نداء: للأسف هناك الكثير من الشباب الصغار يذهبون للعمل فقط من اجل كسب المال ، لا يكترثون لحقوقهم ولا يدركونها ، والغريب في الامر انهم مقابل المال يوافقون على استغلالهم ، في تشغيلهم ساعات عمل إضافية دون دفعها وحتى هناك بعض المشغلون لا يفرون الحماية للعمال الصغار ، حتى بدنا نسمع بين الحين والأخر عن حوادث عمل كثيرة ، والضحية غالبيتها من الشباب الصغار ، لذلك يجب ان تكون هنالك حملات توعية مكثفة توعي الشباب العمال الصغار على حقوقهم وكيف يتم استغلالهم ، وان يبدأ الصغار يعرفون حقوقهم قبل ان يعرفوا كيف يأتي المال .
 
 إن توفرت لي فرصة عمل غير كاملة الحقوق سأقبلها لعدة اسباب

اما الطالبة والمتخرجة حديثا من المدرسة عرين نصار قالت : كطالبة تخرجت حديثا من مقاعد الدراسة قبل ايام ، من المؤكد حتى لو كان لدي الفكر الكافِ عن حقوق العامل كعامل في دولته، فلن تكون معلوماتها كافية ، وانا شخصيًا دائمة الاطّلاع على حقوق العمال وقضاياهم في الدولة لكن لا املك كل الحقوق المفروضة لحماية حق العامل في العمل.

وقالت عرين : إن توفرت لي فرصة عمل غير كاملة الحقوق سأقبلها لعدة اسباب، اهمها تلاؤم الجهد المطلوب من العامل مع التلاؤم مع الجهد الذي تستطيع الفتاة تقديمه، ثانيًا سهولة الوصول الى مكان العمل، ذلك مراعاةً لحالة الطقس وحالة المجتمع الاكثر تأثيرًا سلبيًا من المناخ على الانسان.

وأضافت عرين : فرصة العمل التي تتوفر لنا كطلاب صغار هي مرحلة انتقالية لن تكون بتلك الاهمية قبل التخرج الاكاديمي والعمل في المجال الذي ندرسه ، لذا القبول بالنقص الآن يؤدي لمساعدتنا للوصول للوظيفة الكاملة الحقوق فيما بعد ، ولا اعتقد ان هناك من يرد أي صدى لنداء حقوق العامل وليس امانا سوى الرضى بالقليل وان لا نبقى بلا عمل نهائيا .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]