فجعت دير حنا في الخامس من أيار الماضي بنبأ وفاة الشاب مجدي سالم، طالب الطب الذي كان قد أنهى سنوات تعليمه في رومانيا وعاد للبلاد في عطلة الفصح، وكأي طالب "جدع" توجه للعمل فورًا بمجال البناء، وكان قدره أن يلقى حتفه بحادثة خلال العمل، حيث سقط عن سطح إحدى البنايات.

مجدي كان أمل عائلته وأقاربه، وكان مُحبًا لطيفًا ويعمل بجد، وهذا لا نذكره لأنه توفي ، بل لأنها حقيقة يعرفها الصغير قبل الكبير في بلده، حتى أن يوم العمل المشؤوم الذي توفي فيه، كان اليوم الذي سبق موعد سفره لرومانيا، وقد أصر أن يعمل في هذا اليوم أيضًا.

إعادة ذكر موضوع المرحوم الشاب مجدي ليس بهدف تفتيح الجروح، إنما لحادثة مؤثرة حصلت في الأيام الأخيرة، حيث شارك خالد سالم، والد الطالب مجدي ووالدته في حفل تخرج بمدينة "ياش" الرومانية، واستلما شهادة اللقب الأول في الطب، وحملا معهما صورته وأحزانهما، وتلقيا من زملاء ابنهما التعازي في حين كانا يحلُمان بتلقي التهاني في هذا اليوم.

يذكر أنه وفي نفس الفترة، وقع حادث في رومانيا أسفر عن وفاة الطالبين ضياء زبيدي من اللد وتوفيق القريناوي من رهط، وقد كانا يتعلمان في جامعة "ياش" أيضًا، حيث تعلم المرحوم مجدي.

صحيح أننا لا نستطيع أن نغلب القدر، ولكن علينا وكي لا تقع كوارث أخرى ولا نرى أحزانًا أخرى، علينا الحذر، في عملنا وفي قيادتنا وفي كل شيء.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]