في اعقاب الانتشار الكبير والواسع لعدوى "الحمى المالطية" في عدة بلدات ومدن عربية واكتشاف حالات مرضية لاشخاص من الناصرة وضواحيها وخاصة بلدة كفركنا التي شهدت ما يقارب الـ70 حالة "حمى مالطية"، الى جانب قطعان مواشي مصابة بالبكتيريا المسببة للحمى، "بكرا" توجه الى عدة أطباء بيطريين حيث حدثونا حول الظاهرة، انتشار المرض، أسبابه، وطرق اجتنابه.

عبد السلام خمايسي: بالدرجة الأولى تقع المسؤولية على المواطن والمستهلك الذي يستهلك ويشتري الحليب ومشتقاته من محلات غير مرخصة ومؤهلة

بدأ البيطري المخول من قبل وزارة الزراعة في كفركنا عبد السلام خمايسي حديثه ل"بكرا" قائلا: الحمى المالطية هو موضوع الساعة ولكنه مرض قديم وليس جديد وهو معروف منذ عشرات السنوات وهو عبارة عن مرض تسببه بكتيريا البروتسيلا وهي عبارة عن بكتيريا تعيش في المواشي وممكن ان تنقل العدوة الى الانسان واكتشفت منذ عشرات السنوات في جزيرة مالطة من طبيب يدعى بروس كان يعمل في الجيش الأمريكي حيث أصيب بعض الجنود الامريكان بسبب تناولهم للحليب من عند الفلاحين المالطيين، لذالك سميت تيمنا به، هو مرض خطير جدا ومعدي ممكن ان يصيب الانسان.

وتابع موضحا: في الفترة الأخيرة كان هناك انتشار للمرض في بلدات عربية وخاصة بلدة كفركنا حيث كان هناك حظيرة مواشي تواجدت فيها بكتيريا البروتسيلا وعن طريق هذه المواشي انتقل المرض لاصحاب الحظيرة، تم التعرف على المرض من خلال فحوصات مخبرية وعرفنا ان مصدر المرض المنتشر في كفركنا هي نفس الحظيرة، عندها وزارة الصحة قامت بحظر صحي على الحيوانات الموجودة في الحظيرة وقامت بابادتها مع دفع تعويضات لصاحب الحظيرة، علما ان أصحاب الحظيرة كانوا قد باعوا منتجات القطيع من حليب وجبن لزبائنهم واقربائهم في كفركنا، نعم اننا ابدنا الحيوانات ولكن الضرر كان قد حصل لان من اشترى من هذه المنتجات فمن المتوقع ان يمرض مستقبلا، قسم ظهر المرض عليه وقسم اخر سيظهر مستقبلا والسبب في ذلك ان هذه الجرثومة لها فترة سبات طويلة تصل أحيانا الى أسابيع واحيانا الى اشهر، لذلك نرى كل فترة حالات جديدة.

وعن طرق محاربة الحمى المالطية قال: في الطب البشري يتم التوجه الى المستشفيات والأشخاص المصابين يتلقون العلاج اللازم، اما بالنسبة للحيوانات فليس هناك أي علاج للحمى المالطية، الحظيرة التي يتم فيها اكتشاف حمى مالطية يتم ابادتها حتى لا تنتقل العدوى الى حظائر أخرى، الحل الأساسي هو ان صاحب الحظيرة تقع عليه مسؤولية كبيرة بهذه الحالة خاصة اذا كان يبيع منتجات غير معقمة ولا يملك ترخيص لتسويق منتجات الحليب، وأيضا بالدرجة الأولى تقع المسؤولية على المواطن والمستهلك الذي يستهلك ويشتري الحليب ومشتقاته من محلات غير مرخصة ومؤهلة، في حين ان منتجات الحليب والاجبان موجودة بالسوق والمحلات بكثرة ووفرة.

واسهب: بشكل عام المصنع او صاحب الحظيرة او القطيع هو المسؤول ولكن وزارة الزراعة من مسؤوليتها التفتيش على محلات مشابهة في كل مرة يتم فيها التوجه الى وزارة الزراعة وتقديم شكوى اما التطعيم فيكون سنويا او مرتين في السنوي، وفي حالات اشتباه بوجود مرض معين فممكن كل شهر ان تقوم وزارعة الزراعة بفحص الحيوانات واخذ عينات دم من الذكور، وتفحص الذكور وبعض الاناث حيث ان هذه العينة تعطينا صورة عامة عن حالة الحظيرة.

واختتم بنصيحة واحدة اعتبرها الخلاصة والفائدة موجها حديثه للمواطن او المستهلك: ننصح المواطن او المستهلك بان لا يقوم بشراء الحليب ومشتقاته من أماكن غير مرخصة او مؤهلة لصنع حليب، الحليب ومنتجاته تعتبر مواد حساسة جدا وشراءها بهذه الطريقة خاطئ، انا انصح المستهلك الذي قام بشراء مواد من محلات مشبوهة غير مرخصة او يقوم برميها وان يتوجه لشراء هذه المواد من محالب ومحلات مرخصة.

بلال عون الله: وزارة الزراعه بسنوات التسعين بحمله لتطهير القطعان المصابة وتطعيم الاغنام الخالية من المرض وبعد هذه الحملة شهدت البلاد انخفاضا حادا بانتشار المرض بين الناس

بدوره البيطري بلال عون الله قال ل"بكرا": الحمى المالطية مرض يسببه ميكروب اسمها البروتسيلا تصيب كل انواع الثديات ومنها الابقار والاغنام ، ينتشر في مجتمعنا وعامة ميكروب بروتسيلا الاغنام وينتقل للبشر عن طريق الافرازات المختلفة من الحيوان (الاغنام ) .وهي الافرازات والسوائل التي تفرزها الحيوانات وقت الولادة وهنا من الممكن ان ينتقل المرض الى الناس من مربي الاغنام والطريقة الثانية التي ينتقل بها المرض هي عن طريق الحليب ، ويعد الحليب كأفراز لغدة الحليب .

وتابع عون الله ل"بكرا": استعمال الحليب ومنتوجاته الغير معروف مصدرها من الممكن ان تكون مصدر للحمى المالطية يجب على الناس ان تسعمل منتوجات الالبان من محالب مرخصه وان يكون مصدر الحليب معروف ومن قطعان ومزارع معروفة لدى الخدمات البيطرية ، ينقل الحليب بسيارات نقل مبردة ، في هذه المصانع يتم عملية بسترة الحليب وتعقيمه ، عملية الانتاج تتم عن طريق ماكينات ومعدات معقمة ونظيفة في ظروف صحية مناسبة .

وأوضح: تنتقل الحمى المالطية بين البهائم ومنها تنتقل للبشر لذلك تقوم وزراة الزراعة بتطعيم الاغنام .قامت وزارة الزراعه بسنوات التسعين بحمله لتطهير القطعان المصابة وتطعيم الاغنام الخالية من المرض وبعد هذه الحملة شهدت البلاد انخفاضا حادا بانتشار المرض بين الناس، في حين ان اهمال اصحاب القطعان وعدم تعاونهم مع وزارة الزراعة يؤدي وبشكل مباشر الى أنتشار المرض من جديد .
واختتم: من هنا أتوجه لأصحاب القطعان واطالبهم بفحص أغنامهم والتأكد من خلوها من الحمى وتطعيمها والحفاظ على صحتها لانهم وبشكل غير مباشر يحافظون على صحة الجمهور واناشد الناس في مجتمعنا ان لا يشتروا او ياكلوا منتوجات ألبان غير معروفة المصدر وعليهم التاكد من الملصق الموجود على المنتوج الذي يشير الى ترخيص وزارة الصحة والتاكد ايضا من تاريخ صلاحية المنتج .

وزارة الصحة: برنامج توعوي يشمل جهات مختلفة لمحاربة الحمى المالطية!

وفي تعقيب لوزارة الصحة قالت لـ"بكرا": نتحدث عن مرض بروسولوزيس (الحمى المالطية) المنتشر في بلدة كفركنا، حيث أجرى مكتب الصحة في الناصرة تقصي وبائي لتحديد مصدر الإصابة بالمرض واتضح ان المصدر هو الجبن غير المبستر او المعقم المصنوع من اغنام مصابة بالحمى المالطية.

وتابع التعقيب: بدورها وزارة الزراعة دمرت القطيع المصاب، وتقوم بمتابعة كل القطعان المسجلين في القرية واتخاذ الخطوات اللازمة لتحديد وإيجاد القطعان الغير مسجلين وفحص إمكانية اصابتهم بالحمى المالطية.

وعن السبل والطرق لمحاربة انتشار المرض قالت: نقابة الصحة في الناصرة بدأت ببرنامج توعوي للسكان في كفركنا وخاصة تجار الأغنام ومسوقي الحليب ومنتجاته الى جانب السكان المستهلكين. البرنامج يشمل الأطباء البيطريين والطاوقم الفاعلة في مجال الصحة والعاملين الاجتماعيين المجتمعيين، طاقم قسم الصحة في السلطة المحلية، وقسم التغذية اللوائية وجهات أخرى...

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]