تنطلق اليوم مباريات دور الـ 16 من كأس أوروبا 2016 بثلاث مباريات حامية، الأولى تجمع سويسرا الطموحة ببولندا القوية، والثانية ويلز التي تسعى للوصول إلى النهائي بإيرلندا الشمالية المتواضعة، والثالثة البرتغال بقيادة النجم كريستيانو رونالدو بكرواتيا المتألّقة.
تخوض المنتخبات بدءاً من اليوم مباراة «الحياة أو الموت»، بتركيز عالٍ في دور الـ 16 من البطولة، لأنّ أيّ تعثّر سيُطيحها خارج المسابقة.

سويسرا – بولندا

تقصّ سويسرا وبولندا شريطَ افتتاح الدور ثمنِ النهائي من كأس أوروبا 2016 اليوم في سانت اتيان، في مباراة متكافئة على الورَق بين فريقين يخوضان الأدوار الإقصائية للمرّة الأولى.
واحتلّ المنتخبان وصافة مجموعتهما في الدور الأوّل، سويسرا في الأولى بفارق نقطتين عن فرنسا، وبولندا في الثالثة بفارق هدف عن ألمانيا بطلة العالم. وحقّقت سويسرا بداية جيّدة بفوزها على ألبانيا 1-0 بهدف فابيان شار، ثمّ تعادلت مع رومانيا بهدف ادمير محمدي قبل أن تنهي الدور الأوّل بتعادل سلبي مع فرنسا المضيفة.

وكان مشوار بولندا مشابهاً نوعاً ما، فتخطّت إيرلندا الشمالية افتتاحاً 1-0 بهدف اركاديوش ميليك، ثمّ تعادلت سلباً مع ألمانيا قبل أن تتخطّى أوكرانيا 1-0 بهدف ياكوب بلاشتشيكوفسكي، لتنهي الدور الأوّل من دون أن تهتزّ شباكها على غرار ألمانيا. ومن بين المتأهّلين إلى دور الـ 16، تمتلك سويسرا وبولندا أضعفَ هجوم (2)، بالتساوي مع الإيرلنديتين. بلغَت سويسرا ربعَ نهائي بطولة كبرى آخر مرّة عندما استضافت كأس العالم على أرضها عام 1954، فيما حلّت بولندا ثالثة في مونديالي 1974 و1982.
ووقع المنتخبان في الجهة الشمالية من الجدول، حيث تغيب المنتخبات الكبرى، على غرار ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وإنكلترا، ما يَجعل مشوارَهما نحو أدوار متقدّمة أكثرَ احتمالاً.

هل يسجّل ليفاندوفسكي؟

وتتركّز الأنظار مجدّداً على البولندي روبرت ليفاندوفسكي (27 عاماً) مهاجم بايرن ميونيخ وهدّاف الدوري الألماني (30 هدفاً)، صاحب الرقم القياسي في التصفيات (13 هدفاً) و42 هدفاً في مختلف المسابقات الموسم الماضي، الذي يأمل تعويضَ ما فاتَه في الدور الأوّل عندما صام عن التسجيل.
ويعرف السويسريون ليفاندوفسكي جيّداً، إذ احترَف 11 من لاعبي سويسرا في البوندسليغا، بينهم نجم وسطِها غرانيت تشاكا الذي أمضى أربعة مواسم مع بوروسيا مونشنغلادباخ قبل انتقاله إلى أرسنال الإنكليزي أخيراً.

ولا ينحصر الخطر البولندي فقط بليفاندوفسكي، إذ يمتلك المدرّب آدم نافالكا سلاحاً ثانياً مع ياكوب بلاشتشيكوفسكي صاحب هدف الفوز على أوكرانيا، كما يعوِّل على ظهير أيمن بوروسيا دورتموند الألماني لوكاس بيتشيك ومهاجم أياكس أمستردام الهولندي اركاديوسش ميليك صاحب هدف الفوز على إيرلندا الشمالية.
وتتفوّق بولندا في المواجهات المباشرة مع أربعة انتصارات في 10 مباريات، فيما فازت سويسرا مرّة يتيمة. ويعود الفوز السويسري الوحيد إلى مباراة ودّية في بال عام 1976 بنتيحة 2-1.

ويلز – إيرلندا الشمالية

في المقابل، لم يكن أكثر المتفائلين في المعسكرين الويلزي والإيرلندي الشمالي يحلم بأن يتواجد هذان البلدان الصغيران أمام فرصة تاريخية قد تفتح الباب أمام أحدهما للتواجد في مباراة العاشر من تمّوز، لكنّ الحلم قد تحوّل إلى حقيقة. وتتّجه أنظار جمهور الجارَين البريطانيَين إلى ملعب «بارك دي برينس» في العاصمة باريس حيث سيتواجهان اليوم.

ويُعتبر وصول المنتخبَين إلى هذا الدور إنجازاً بحدّ ذاته لأنّهما يخوضان غمارَ البطولة القارّية للمرّة الأولى في تاريخهما، كما أنّ ويلز لم تظهر إلى ساحة البطولات منذ عام 1958 حين وصلت في مشاركتها الأولى والوحيدة في كأس العالم إلى الدور ربع النهائي.
أمّا بالنسبة إلى إيرلندا الشمالية، فهذه مشاركتها الكبرى الأولى منذ مونديال 1986 حين خرجَت من الدور الأوّل بعد أن وصَلت إلى ربع النهائي عام 1958 والدور الثاني عام 1982 في مشاركتيها الأخيرتين في العرس الكروي العالمي.

ومِن المؤكّد أنّ مشاركة هذين المنتخبين في البطولة القارّية مستحقّة تماماً، لأنّهما لم يكونا بحاجة إلى الاستفادة من النظام الجديد للبطولة بعد رفعِ عدد المنتخبات المشاركة من 16 إلى 24، وذلك لأنّ إيرلندا الشمالية تصدّرَت مجموعتها في التصفيات أمام رومانيا والمجر، فيما حلّت ويلز ثانيةً في مجموعتها بفارق نقطتين فقط عن العملاق بلجيكا المتصدّرة.
ونجح المنتخب الويلزي في نهائيات فرنسا 2016 في تحقيق حلم مزدوج، لأنّه تجاوز دور المجموعات في أوّل مشاركة له، كما تفوّق على الجار الإنكليزي «المتعجرف» الذي اكتفى بالمركز الثاني بعد تعادلِه في الجولة الأخيرة من الدور الأوّل أمام سلوفاكيا 0-0، فيما حقّق الجار «الصغير» فوزاً كبيراً على روسيا 3-0.

وتدين ويلز بوجودها هنا إلى نجم ريال مدريد الإسباني غاريث بايل الذي سجّلَ ثلاثة أهداف في ثلاث مباريات وكسبَ التحدّي الذي أطلقَه عشية لقاء الإنكليز في الجولة الثانية رغم الخسارة التي منيَ بها منتخب بلاده أمام «الأسود الثلاثة» في مباراة سجّلَ خلالها هدفَ التقدّم، لكنّ رجال روي هودجسون عادوا في الشوط الثاني ونجحوا بخطف الفوز في الوقت بدل الضائع.

البرتغال – كرواتيا

من جهته، استيقظ كريستيانو رونالدو في ثالث مباراة لفريقه في دور المجموعات وسجّلَ هدفين، لينتزع بطاقة التأهّل للبرتغال إلى الدور الثاني، حيث ينتظره تحدٍّ أكبر يتمثّل في مواجهة كرواتيا اليوم.
ودخلَ رونالدو التاريخ من بابه الواسع في البطولة القارّية عندما بات أوّل لاعب يسجّل في أربع نسخات مختلفة بعد تسجيله هدفَه الأوّل الشخصي له في مرمى المجر، قبل أن يضيف الثاني ليرفعَ رصيده إلى 8 أهداف ويصبح على بُعد هدف واحد من الرقم القياسي المطلق المسجّل باسم الفرنسي ميشال بلاتيني (9 أهداف).

ويملك رونالدو أيضاً الرقم القياسي لعدد المباريات في النهائيات الأوروبية، حيث خاض 17 مباراة حتى الآن، متقدّماً على الحارس الهولندي ادوين فان در سار والفرنسي ليليان تورام.
وبلغَت البرتغال الدور الثاني لاحتلالها أحدَ أفضل مركز ثالث، وقد خرَجت بثلاثة تعادلات في الدور وبشَقّ النفس في مواجهة منتخبات عادية هي، بالإضافة إلى المجر، ايسلندا المغمورة والنمسا.

لكنّ منتخَب كرواتيا أعلى من المنتخبات التي واجهتها البرتغال في الدور الأوّل، وقد وصَف المدرّب فرناندو سانتوس منتخبَ البلقان بالـ»حيتان».
وقدّمَ المنتخب الكرواتي بقيادة صانع ألعابه المتألق لوكا مودريتش عروضاً رائعة في الدور الأوّل توَّجَها بفوز لافت على إسبانيا 2-1 في المباراة الأخيرة، لينتزع من بطلة النسختين السابقتين صدارةَ المجموعة، والأهمّ مِن ذلك التواجد في القسم الأسهل من البطولة والذي لا يضمّ المنتخبات الخمسة الكبرى، وهي: إنكلترا، ألمانيا، إسبانيا، إيطاليا وفرنسا الدولة المضيفة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]