أعلن خبراء الاقتصاد في الهيئة الإسرائيلية للتصدير ، أن انسحاب بريطانيا من الإتحاد الاوروبي ، لن يؤثر بشكل جوهري على صادرات إسرائيل إلى هذه الدولة ، واصفين هذه الصادرات بأنها " صادرات ثابتة " كالأدوية ، لكنهم أشاروا إلى أن الهزات التي ستصيب الأسواق العالمية خلال الأشهر المقبلة نتيجة خروج بريطانيا من الإتحاد لا بد أنها ستؤثر على الصادرات الإسرائيلية إلى دول العالم عموماً .
ويستفاد من التقديرات العامة ، أن انسحاب بريطانيا سيؤدي إلى تراجع الطلب على البضائع والاستهلاك في الدولة ( المملكة) وإلى ارتفاع في أسعار وتكلفة العمليات التجارية، وإلى انخفاض قيمة العملة المحلية، ما يعني إنخفاض الرغبة بالتصدير إلى بريطانيا ، إذ أن المصدرين الإسرائيليين سيحصلون مقابل بضائعهم المشتراة في المملكة المتحدة بالجنيه الاسترليني على مقابل أقل بالشيكل .
وبالمقابل ، فأن الواردات الإسرائيلية من بريطانيا ستصبح أرخص وأقل قيمة من جهة سعرها بالشيكل . وقد ظهرت وتجلت هذه المخاوف من خلال صفقات الاستيراد الشخصي نهاية الأسبوع عن طريق المواقع الالكترونية المتخصصة بالتجارة ( البيع والشراء) .
حتى تتضح الصورة ...
وصرح رئيس الهيئة الإسرائيلية للتصدير ، شاؤولي كتسنلسون ، بأن بريطانيا هي ثاني أهم عنوان للصادرات الإسرائيلية ، بعد الولايات المتحدة ، حيث بلغ اجمالي صادرات البضائع والخدمات من إسرائيل إلى بريطانيا العام الماضي (2015) أربعة مليارات و (700) مليون دولار ، علماً أن التصدير إلى بريطانيا تنامى وتطور في السنوات الأخيرة بفضل تصدير الأدوية ، ولولا ذلك لتبين أن الصادرات قد انخفضت بنسبة 15% ،والسبب الرئيسي لذلك هو انخفاض سعر صرف الجنيه الاسترليني مقابل الدولار .وظهر التراجع الأكبر في قيمة صادرات المواد الكيماوية والبلاستيك والمطاط والمواد الزراعية واجهزة الإتصالات والعتاد الأمني والعسكري .
ويعتقد خبراء شركة "اسرا" للتأمينات الحكومية (الإسرائيلية ) أن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوروبي سيؤدي على المدى القريب إلى فوضى في الأسواق " و "حرب العملات" ، مما يمس بالصادرات الإسرائيلية إلى أوروبا . وتوقع المدير العام للشركة ، تساحي ملاخ ، أن يطرأ خلال الاسابيع القادمة تأخير ملحوظ على ابرام وانجاز صفقات التصدير التي لم يتم الانتهاء من التوقيع عليها من جهة الدول الاوروبية "إلى أن تتضح صورة الوضع بالكامل" – كما قال ، مضيفاً أن "الفوضى" ستتسع وتتصاعد فيما لو قررت دول أخرى الانسحاب من الاتحاد الاوروبي ، مشيراً إلى أن هنالك دولاً أخرى ستتأثر بشكل جوهري من انسحاب بريطانيا – مثل لوكسمبورغ ومالطا وايرلندا وقبرص .
التمور والبطاطا ...
وأضاف تساحي ملاخ أن انسحاب بريطانيا يعزز حاجة المصدرين الإسرائيليين إلى تخفيف وتقليص اعتمادهم على التصدير إلى اوروبا ، وإلى البحث عن اسواق جديدة إضافية ، مثل الصين ودول افريقيا .
ومن جهته صرح السكرتير العام لاتحاد المزارعين الإسرائيليين، افشالوم فيلان ، بأن الصادرات الزراعية الإسرائيلية إلى اوروبا، التي تشهد تراجعاً متواصلاً منذ ثلاث سنوات ، وتقدر قيمتها حالياً بمليار يورو – ربما تمنى بخسائر وأضرار إضافية في حال حدوث ركود اقتصادي في بريطانيا . وأشار في هذا السياق إلى أن فروع التصدير الزراعي الأساسي من إسرائيل إلى بريطانيا هي التمور والبطاطس، تليها الافوكادو والمانغو والحمضيات .
[email protected]
أضف تعليق