أنهى الشاب ياسر الترك (22عاما) من مدينة غزة ثلاثة أعوام عاناها في البطالة بعد أن اهتدى إلى مهنة إبداعية مبتكرة تكمن في بيع الورود في الطرقات والساحات العامة بطريقة جوّالة.

وينطلق ياسر وهو خريج جامعي مع شقيقه مهند وأبن عمه علي كل صباح على دراجات هوائية لبيع الورود إلى المارة من شبان ونساء وأطفال في فكرة لاقت رواجاً.

إذ أن بيع الورود بطريقة جوالة تعد الأولى من نوعها في قطاع غزة بما تحمله من صورة جمالية تجذب المارة في الطرقات والحدائق والاستراحات.

ظروف قاهرة

وانطلق الترك وهو خريج محاسبة من الكلية الجامعية في غزة في فكرته من الواقع الصعب في القطاع والمعاناة التي يعيشها الخريجون عقب إنهائهم الدراسة الجامعية.

ويقول الترك لمراسل "صفا"، إنها تخرج من الكلية الجامعية عام 2013 بتخصص محاسبة "لكني عانيت منذ ذلك الوقت من عدم حصولي على أي فرصة للعمل تعيل أهلي وتساعدني ولو على تدبير احتياجاتي".

وبحسب منظمة العمل الدولية فإن معدل البطالة في قطاع غزة وصل إلى 43%، في حين تقدر أعداد الخريجين في فلسطين 357 ألف خريج بواقع 202 ألف خريج بالقطاع غزة ونحو 155.5 ألف في الضفة الغربية.

وتعد هذه المعدلات قياسية على مستوى العالم بالنظر إلى المنطقة الجغرافية وعدد السكان وذلك نتيجة للحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007.

ولادة الفكرة

ويوضح الترك أن فكرة "بيع الورد بطريقة جوًالة" مستوحاة من الأرياف الألمانية عبر بيع البسطاء الورود في الشوارع والأزقة، من خلال اقتناء سلة ورود والتجول بها.

ويشير إلى أن اهتدائه للفكرة جاءت من خلال بحثه المتواصل عبر مواقع الانترنت عن مشاريع شبابية جديدة تحقق الربح بطريقة غير مكلفة.

ويقول " على صعيد الوطن العربي لا يعمل بهذه المهنة سوى شاب بالكويت كما في ألمانيا؛ لكنني طورت فكرة بائع الورد المتجول بدراجات هوائية مزينة بسلال الورد".

وتتنوع الورود التي يحملها فريق "بائع الورد" من ورود طبيعية تضم ورد الجوري والقرنفل وأخرى صناعية متعددة، فيما تبلغ تكلفة وردة الجوري 5 شيكل إسرائيلي أما القرنفل 2 شيكل.

وينوه الترك إلى أنه سيطوّر فكرته لإضافة خدمة التوصيل "ديليفري" إلى منازل المواطنين وأصحاب المحال والمؤسسات، آملاً بنجاحها.

فريق الورد

ويعمل الترك ورفيقيه كفريق موحد من حيث الملبس والقبعات والدراجات الهوائية وسلال الورد البيضاء.

ويقول أحد أعضاء الفريق الفتى علي الترك (15عاماً) إنه فور عرض الفكرة عليه من ابن عمه ياسر تشجّع لها وابدى استعداده للعمل بهذه المهنة.

ويتابع " تجربة جميلة لي للعمل بمهنة بيع الورد واستغلال العطلة الصيفية بشيء مفيد لي وإعانة أهلي".

ويعمل في "فريق الورد" خريجان، وطالبان في المدرسة الثانوية، مقسمين على فريق متجول، وشاب آخر يهتم في مواقع التواصل الاجتماعي لترويج الفكرة وتسويقها.

ويؤكد الشاب محمد الترك (23عاماً) خريج جامعي تخصص هندسة الكترونية و "عضو بالفريق" أن أهمية الزي الموحد للفريق؛ تأتي لإظهاره بشكل لافت وجذاب للمواطنين، مضيفاً " نحن لا نتسول في الطرق أو كبائعي البسطات على الأرصفة، نريد أن نظهر بشكل حضاري ولائق".

ويوضح الترك إلى أن الفريق سيوسع عمله في المناسبات والأعياد والأفراح وغيرها، بالإضافة إلى إطلاق حملات وعروض أسبوعية لبيع الورود.

ويشجع الترك الشباب لإطلاق مشاريع خاصة بعهم، بعيداً عن الاتكالية وانتظار فرص العمل الحكومية، في ظل ندرتها في قطاع غزة بفعل الظروف السائدة.

ويضيف " هناك مشاريع كثير قائمة لكن لا دعم لها، لذا على الشباب أن يشقّوا طريقهم بمشاريع ومبادرات فردية، وألاّ يستسلموا لطريق اليأس".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]