نظمت ما يسمى بـ "الدائرة الاسلامية في قسم الطوائف في وزارة الداخلية" مساء الثلاثاء إفطارًا جماعيًا في قاعة متنزه ميس الريم في بلدة عرعرة، ذلك بحضور وزير الداخلية ارييه درعي (شاس) وجميع الأئمة والمؤذنين من مختلف أنحاء البلاد.

وشارك في الفطور ايضًا العديد من رجال الطوائف الاسلامية، المسيحية، اليهودية، الدرزية، الشركسية والبهائية وعدد من رؤساء السلطات المحلية العربية واليهودية من بينهم رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية، مازن غنايم.

و- "بشّر" -إن صح التعبير- وزير الداخلية المحتفلين بالإفطار أنّ وزارة الداخلية بدأت مؤخرًا بخدمة "نقل المُسلمين، من كل أنحاء البلاد، للصلاة في المسجد الأقصى"! وللتذكير فقط، هي خدمة كانت تُقدمها مؤسسة "البيارق" قبل حظرها من قبل وزير الأمن الداخلي، جلعاد اردان (الليكود)، بذريعة تقديم "نشاطات غير قانونيّة"- أي نقل المصلين إلى الأقصى!.

وعلم "بكرا" نقلا عن الناطق بلسان وزارة الداخلية أنه وفقًا للخطة ستنطلق سفريات مُنظمة كهذه لنقل المُصلين المُسلمين من أنحاء مُختلفة من البلاد إلى المسجد الأقصى، في حين لم يذكر أي بلدات بدأت بتلقي الخدمة، ولأي فترة تستمر.

لا تعارض أو تضارب مع مشاريع أخرى

وفي حديثٍ مع الشيخ د. عمر كيال، المنسق العام للأماكن المقدسة والأئمة في وزارة الداخلية، قال لـ "بكرا" أنّ المشروع قد بُدأ بتطبيقه منذ ايام، من النقب إلى الشمال، وأنّ الحافلات انطلقت وشارك بها المئات من المسلمين.

وأوضح د. كيّال لـ "بكرا" أنّ المشروع كان قائمًا منذ فترة، إلا أن الجديد أن وزارة الداخلية برئاسة درعي بدأت بدعمه ماديًا، بعد أن توجه رئيس القسم يعقوب سلامة بطلب إليه وصادق عليه.

ونفى د. كيّال أن يكون المشروع "يضارب" مشاريع أخرى، سواءً للحركة الإسلامية الجنوبية أو ما كانت تقوم به مؤسسة البيارق سابقًا، مؤكدًا أنّ المشروع جاء لخدمة المسلمين وتطبيقًا لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام القائل "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى".

حث الناس على الصلاة دون تمويل من وزارة الداخلية 

وفي حديثٍ خاص مع الشيخ مهدي مصالحة، المنسق الإعلامي في الهيئة العليا لنصرة القدس والمسجد الأقصى، أكّد أنه وبدون أي علاقة للمخطط المذكور فإن المسجد الأقصى لا يخلو من فلسطيني الـ 48، "فرغم طول المسافة إلا أنهم يداومون يوميًا على زيارته والصلاة فيه على مدار الأسبوع"- قال.

وأوضح الشيخ مصالحة أنه يمكن القول أنّ الأعداد التي تصل إلى الأقصى يوميًا -دون أي علاقة للمبادرة- هي مضاعفة مقارنة بأيام رمضان 2015 فقد تصل عدد الحافلات من فلسطيني الـ 48 أسبوعيًا إلى 700 حافلة.

وأكد الشيخ مصالحة أنّ زيارات الاقصى والصلاة فيه تأتي بمبادرات فردية، خاصةً وبعد حظر مؤسسة "البيارق"، حيث قام عددٌ كبير من فلسطيني الـ 48 بتبني عادة كفالة حافلة عن ارواح امواتهم، لذا يقوم الفرد بالتواصل بشكل مباشر مع شركة الحافلات وتسيير حافلة إلى الأقصى.

وعن المبادرة المذكورة قال الشيخ مهدي: ان مسؤولية ربط المسلمين في الداخل الفلسطيني بمسرى نبيهم صلى الله عليه وسلم هي مسؤولية جميع مؤسسات وفعاليات شعبنا في الداخل ومن ضمن وجوه هذا الربط هو حث الناس على شد الرحال الى المسجد الاقصى المبارك كجزء من عباداتنا التي حثنا عليه ديننا الحنيف ( لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد ومنها المسجد الاقصى ) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم ( ائتوه فصلوا فيه ) وغيرها من الاحاديث .. ولما يحظى به هذا المكان المقدس من مكانة في ديننا .. وعلى رأس من يتحملون مثل هذه المسؤولية في حث وحمل الناس على شد الرحال الى المسجد الاقصى المبارك هم ائمة المساجد في الداخل الفلسطيني ، لما لهم من كلمة مسموعة ومكانة مرموقة في مجتمعنا ؛ ولكن يجب ان ينطلق كل من يريد المساهمة في تحقيق هذه العبادة من جملة حقائق ومسلمات؛ اولا، المسجد الاقصى المبارك يقع تحت الاحتلال الاسرائيلي ويجب عدم التعامل مع هذا الاحتلال في كل ما يخص المسجد الاقصى المبارك حتى لا يفسر هذا التعاون بانه اعطاء شرعية لهذا الاحتلال في التصرف بشؤون المسجد الاقصى المبارك ومن ذلك تخصيص الدائرة الاسلامية التابعة لقسم الطوائف في وزارة الداخلية ميزانية خاصة لنقل المسلمين الى الاقصى على نفقة وزارة الداخلية .ثانيا؛ على ائمة المساجد والعاملين في الدائرة الاسلامية قسم الطوائف في وزارة الداخلية حث الناس وترتيب الرحلات المنظمة لهم انطلاقا من مساجدهم وعلى نفقة الاهالي الخاصة من دون تنفيذ قرارات وزارة الداخلية التي تعتبر جزءً من المؤسسة المحتلة للمسجد الاقصى المبارك ، وان اي قبول لمبادرات تأتي عبر جزء من مؤسسة احتلالية للمسجد الاقصى تعتبر محاولة لأخذ موافقة من ائمة المساجد واهل الدين على شرعية ما للاحتلال في المسجد الاقصى .ثالثا، كيف يمكننا ان نصدق ان هذه الحكومة تريد الخير للمسجد الاقصى المبارك من خلال نقل المسافرين من بلادنا اليه وهي لا تفتأ تعطي غطاءً رسميا وحماية شرطية لمنظمات بناء الهيكل المزعوم وما أحداث بداية الاسبوع الاول من العشر الاواخر من رمضان الحالي الا دليل على استمرار هذه المؤسسة في دعم وتشجيع هذه المنظمات الساعية لتقسيم او هدم المسجد الاقصى المبارك .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]