شهدت مدينة نابلس الفلسطينية حادثة عرضية عبارة عن شجار وقع بين فتيات من فلسطيني الـ48 وبين اشخاص من نابلس أدى الى ازمة كبيرة وتدخل افراد الشرطة وسجن الفتيات، حيث اختلفت وتنوعت الروايات حول أسباب الشجار، ولكن المصدر والمنبع هو ذات الرواية التي تؤكد بان سبب الشجار هو "اللبس الفاضح الذي كان يرتدينه هؤلاء الفتيات والذي لا يتلائم مع العادات والتقاليد النابلسية ومع الشهر الفضيل"- وفق ادعاءات البعض.

نظرا لانتشار الحادثة والحديث حولها الى جانب بعض المنشورات الفيسبوكية التي حرضت ضد الجماهير العربية في الـ48 وعملت على اشعال الفتنة، إضافة الى بعض المنتقدين من الطرفين الذين من ناحية رفضوا التدخل بحريات والتهجم على نساء بسبب لباسهن ولكن من ناحية أخرى طالبوا باحترام عادات وتقاليد البلاد الأخرى، والبعض الاخر الذين اتهموا الفلسطينيين بالتخلف والرجعية والبحث عن القشور محملين مسؤولية هذه الحادثة الى الكبت والجوع الجنسي، قام "بكرا" برصد بعض الآراء من الطرفين في التقرير التالي. 

يجب عدم الانجرار وراء الفتنة وخلف أي عامل قد يساهم في إيقاظ الفتنة

هيثم طاطور قال لـ "بكرا" معقبًا عن الحادثة: بكل تأكيد أنا ضد أي خلاف ممكن أن ينشأ بين أبناء الشعب الواحد مهما كانت الاسباب، والشجار في مدينة نابلس مؤسف للغاية، نحن في شهر رمضان المبارك، شهر المحبة والتآخي والتسامح.. ونحن كاصحاب قضية عادلة ما ينبغي علينا أن إيصاله إلى العالم كله يجب أن يندرج ضمن أسس الوحدة والتلاحم.

وتابع بدوره: هناك أكثر من سرد للحادثة، وأكثر من صيغة تناقلتها وسائل الاعلام، ولا أعلم ما الذي حدث بالضبط، ما يهم هو أن يتم تدارك هذه الأزمة فورًا، وأن يأخذ العقلاء من الجانبين( تخيلوا الجانبين من أبناء الشعب الواحد) دورهم في رأب الصدع وأن لا يقتصر التعاطي مع الموضوع على النقاشات في صفحات التواصل الاجتماعي والتي من شأنها أن تزيد من وتيرة الغليان وتحميل الموضوع أكثر من حجمه.

ونوه قائلا: سبق وأن صدر قبل اكثر من عام كلام على لسان مفتي نابلس في موضوع زوار المدينة من مواطني الـ 48 في ما يخص اللباس وما شابه .. وكاد الموضوع في حينه أن يأخذ حيّزًا أكبر.. ولولا تدارك الأمر لوصلنا إلى ما لا يحمد عقباه. أدعو الجميع إلى التروي وأخذ الموضوع بمسؤولية كاملة، واحترام العادات والتقاليد وعدم الانجرار وراء الفتنة وخلف أي عامل قد يساهم في إيقاظ الفتنة..

علينا ان نتحرر من الجهل حتى نتحرر من الاحتلال

سهيل محاميد بدوره اكتفى بالقول: اللباس قصه ذوق وحرية شخصية، لا ادري ما العيب في ذلك الا اذا كانت فاضحة ولا أظن ذلك.

معتز بسيوني عقب قائلا لـ"بكرا": هذا كلة نتيجة سكوتنا لفترة طويلة على هذه الاصوات السرطانية بالذات ونحن نعيش في مجتمع ذكوري لا يعطي للمرأة حقها ودائما تفكيرة اسود تجاهها، هذه الاصوات لا تمثل الفلسطيني الحقيقي انما تمثل التخلف والجهل الموجود داخل مجتمعنا ، كيف نريد لهؤلاء الناس ان يطالبوا برحيل الاحتلال وهم محتلين لانفسهم بقيم غير اخلاقية علينا ان نتحرر من الجهل بعدها سنتحرر من الاحتلال.

بدوره، قال امجد حنون: ما حدث في نابلس هو فردي، ونابلس بلد الكرم والجود وترحب بكل الناس، وانا شخصيا مع حرية اللباس ولكن كان الاجدر بهم حل ما حصل بطريقة وديه وبالكلام الجميل.

اما فضيلة بصول دفراوي قالت بدورها: برأيي الشخصي الموضوع جدا حساس ، الحديث هنا عن شعب واحد ، حادثه عابرة كهذه من الممكن أن تؤدي الى تفرقته ، كلام من هذا القبيل يسبب فتنه، أوافق جدا انه يجب مراعاة عادات وتقاليد المكان الذي نتردد عليه، ولكن إن كانت هنالك أي حالات " شاذة" أي بمعنى لا تتناسب مع طبيعة المكان شكلا ، التعامل معها يكون بشكل لائق .

أنا ضد أن تهاجم امرأة بسبب لباسها وافتعال طوشة باشتراك العشرات بسبب التنورة؟

الكاتب سهيل كيوان عقب بدوره قائلا: الحجم نعم يقرر... "حدا عارف طول التنورة التي أثارت مشاعر "المؤمنين" في نابلس"! كم غطت وكم كشفت كي نعرف كيف نتخذ موقفا من هذه القضية! أنا ضد أن تهاجم امرأة بسبب لباسها وافتعال طوشة باشتراك العشرات بسبب التنورة؟ ومتأكد أن المؤمنين حقا لا ينظرون إلى هذا وينصحون فقط أو يشيحون، ولكن المتاجرين بالدين نعم يفعلون ويفتعلون العنف! كذلك أنا مؤمن أن فتاة تتحلى بروح المسؤولية الوطنية والإنسانية العميقة لا ترتدي لباسا يستفز مشاعر الناس في مجتمع محافظ ( ظاهريا على الأقل) وهي تعرف أن البعض قد يستغلها لافتعال مشكلة، لا تدخلي عرين فهد جائع ثم تلومينه إذا ابرز أنيابه وسال لعابه ! لا أنت ولا غيرك يحق لكم أن تفرضوا على مجتمع مشاهد لا تتقبلها أكثريته...يبقى السؤال المشروع ما هو حجم التنورة ! وكم كشفت أمام عيون جائعة للحم الأبيض...يعني هنا الحجم يقرر بالفعل

نديم شرقاوي قال من ناحيته: يتوجب علينا عدم التعميم ضد اهلنا في الضفة الغربية لأنه لا يجوز أن نظلم شريحة كبيرة من المجتمع الفلسطيني بسبب تصرف ثلة أو فئة بطريقة متسلطة وبربرية وغير أخلاقية. برأيي ما حدث بنابلس لا يعكس وجهة نظر الشارع الفلسطيني بل يعكس وجهة نظر فئة قليلة ولا يجوز التعميم لأنه خطير.

اما تميم محمود منصور فعقب لـ"بكرا": موضوع لا يستحق التعليق، انا احمل الطرفين مسؤولية الشجار لقد حدثت معي حادثة مشابهة فقد قام زعران من طولكرم باعترض بناتي رغم ان لباسهن كان عاديا تصرفوا كالكلاب المسعورة بعد ان عرفوا انهن من عرب "غربة" كما يسموننا ولولا تدخل معارفي لحدث ما يحمد عقباه بكل اسف اقول بان هذا يدل على عدم الوعي لدى الطرفين مع اننا شعب واحد وهمنا واحد، سنبقى نعتز بمدينة نابلس عاصمة جبل النار. اقول للطرفين المتشاجرين بسبب قضية تافهة انضموا للمرابطين في الاقصى لحمايته من دنس علوج المستوطنين.

متاجر نابلس هي من تبيع التنورة لبنات فلسطين!

وأشار عيد جبيلي لـ"بكرا" قائلا: اين لغة الحوار اين أبناء وبنات الشعب الواحد نحن وهم "شطرا البرتقالة" لكن خسارة الشقاق انتقل ايضا الى اهلنا في الضفة العقل الراشد تعطل وخرج الى اجازة علينا تهدئة الاوضاع وحان الوقت للقيادات العربية والتي تزور المقاطعة كل اثنين وخميس ان تقوم بواجبها وتحل هذه الاشكالية على الاقل في هذا المجال يمكن ان ينجحوا!

المحرر الصحفي محمد أبو الريش عقب قائلا: هذا القول ما حصل لا يعبر الا عن صاحبه، وخصوصا انه يدعو الى الفتنة بين ابناء الشعب الواحد، ومن يريد ان يهدي الى الاسلام فليهدي بالحسنى وليس بماء النار كما يقول ، فالدين الاسلامي دين تسامح ولا يدعو الى ايذاء الاخرين .ومن ينشر هذه الفتن الفيسبوكية هو من يجب ان يعاقب باسم القانون ، وما حصل في مدينة نابلس من اعتداء على سيدة ، هو عمل غير اخلاقي ونحن في بلد نعيش تحت القانون وليس وفق اهواء الافراد وبالتالي يجب معلقبة هؤلاء المرتزقة، حتى يكونوا عبرة لمن يحاول ان يفرض سطوته على الامنين في الطرقات

محمد قسوم قال بوضوح لـ "بكرا": رايي واضح، هذه حريات شخصية. المضحك المبكي في الموضوع انه متاجر نابلس هي من تبيع التنانير لكل فتيات فلسطين !!! مجموعات متخلفة ومتحجرة تريد فرض نمط حياة ولباس على مجتمع كامل.

بدورها، قالت لبنى ريناوي: انا شخصيا احب اهل نابلس واحترمهم وهم جدا محترمون، ما حصل هو حادث فردي وما أدى اليه هو تجمع الناس، عادة تشاركني برحلاتي الى نابلس العديد من النساء اللواتي يرتدين القصير ولا يحصل ذات الشيء، ويجب ان لا نفسح المجال لبعض الدواعش ان ينشروا الفتنة بيننا

شعب واحد لكن الارقام 48 و67 فرقتنا وغيرت من اطباعنا ونمط حياتنا

المحامي علاء علاء الدين عقب متسائلا: هل نقبل بان يقوم سياح أجانب باعمال فاضحة في ساحة العين في الناصرة، ان كنا نطالب الاخرين باحترام عاداتنا وتقاليدنا علينا نحن ان نحترم عادات وتقاليد الاخرين، نعم شعب واحد لكن الارقام 48 و67 فرقتنا وغيرت من اطباعنا ونمط حياتنا.

سامر زعبي اكتفى بالقول: انا بالطبع ضد الاعتداء على الفتيات ولكن لكل مكان حرمته وخاصة في مناسبات معينة وعلينا احترام ذلك..

سلام عياش عقب بدوره لـ "بكرا": نابلس التي نعرفها وتعرفنا جيدا لا يمكنها ان تتقبل ما حصل ليس من اجل هذه التوافه استشهد اهل نابلس او اعتقلوا. طبيعي انه يكون سفهاء بكل بلد ولا يمكننا ان ننجر وراء تفاهات من هذا القبيل. لنا نصيب من نابلس ومن كل مدننا الفلسطينيه لا نحتاج الا بواب ليدخلنا اليها. سيبقى جبل النار مركز تجاري نتسوق به نساعد اهلنا ونشدد من ازرهم ،. اخيرا نحن شعب واحد وحتى لو فرقتنا التسميات والحدود.

يوسف حسن قال: من قام بهذا التهجم هم ناس متخلفين لا يحترمون المختلف ، نحن امة القشور والمظهر نطالب بالقشور ولا نطالب بالجوهر مع الاسف .

ضفة ولا غزة ولا 48.. كلنا فلسطينيين...الويل لنا من الفتنة التي يسوّقها البعض... الويل لنا من انفسنا

سلافة ريناوي عقبت بدورها: سنصبح شعبا واحدا عندما نرتقي بالتعامل وتقبل الاخر !! ولا عجب بتواجد داعش بيننا هذا يثبت مدى قوة التخلف والجهل في مجتمعنا العربي من المحيط للخليج !! وما حصل في نابلس حادثة فردية حيث هناك عدة اشخاص في نابلس رائعين ويرحبون بنا قلباً وقالبا !!انا مع تقبل الاخر بلباسه تصرفاته وحياته ومن لا يعجبه ذلك فعليه الا ينظر !! عليهم كبت جوعهم الجنسي وكل انسان له حرية اللبس.

فادي سان قال معقبًا: المنطق يقول ان نحترم عادات وتقاليد كل بلد نزوره، حتى ان السياح الأجانب عندما يدخلون الأقصى فانهم يغطون رأسهم بمنديل.

د. عدنان بكرية قال بدوره لـ "بكرا": اصرار البعض على تأزيم الأمور اثر حادثة الاعتداء التي وقعت في نابلس ضد اخوة من مناطق ال 48... هو تأزيم غير مبرر واشعال لنار الفتنة وخدش للنسيج الاجتماعي ...

وتابع: الاعتداء مدان بكل المقاييس، ويجب محاصرة ومعاقبة مفتعليه والمعتدون هم افراد ويجب لجمهم بحكمة دون تعميم الاتهام على اهلنا في الضفة والدعوة لمقاطعتهم!!! الا يكفينا نار الاحتلال حتى نصب الزيت على نار الفتنة؟!

وأختتم: اياكم والانجرار وراء الاعلام الهابط الذي ضخم الأمور لضرب تماسكنا...اياكم الانجرار وراء انسان مهووس وحاقد ...نحن شعب واحد بامل والم واحد...لا ضفة ولا غزة ولا 48.. كلنا فلسطينيين...الويل لنا من الفتنة التي يسوّقها البعض... الويل لنا من انفسنا...

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]