لم يعرف الإرهاب يوما معنى الحفاظ على المقدسات الإسلامية، ولم يعرف يوما ان قتل الانفس البريئة جريمة لا تغتفر، فما زالت ايدي الإرهاب والإرهابيين تطال اقدس الإمكان واطهرها على وجه الأرض، وما زالت عملياتهم الانتحارية تحصد الأرواح تلوى الأخرى، حتى شهدنا اخرها في السعودية والتي استهدفت قبر المسجد النبوي الشريف، وفي العراق التي خلفت عشرات القتلى والجرحى قبل عيد الفطر.

في هذا السياق ادان الناس في البلاد هذه الجرائم واجمعوا على استنكارها في تقرير اعده مراسلنا وتحدث معهم، حيث اتفق جميعهم رغم اختلافاتهم السياسية على ان تلك التفجيرات هي عمل تخريبي إرهابي لا دين له، وان المقدسات هي خط احمر.

المسلمون يعانون أكثر من غيرهم 

د. سمير خطيب قال لـ "بكرا": الإرهاب لا دين له ولا جنس، ولا زمان ولا مكان، فهو يمكن أن يكون موجودا بين بعض الأديان دون بعضها، وكذلك في الأجناس والأزمنة والأمكنة المختلفة . والمناخ الوحيد الذي يزدهر فيه وينشط هو بيئات الجهل والعصبية وقلة العلم وفساد العقل والبيئات التي يشعر أهلها بالظلم .

وقال د. خطيب: لقد اثبتت التفجيرات الاخيرة ان المسلمين يعانون قبل غيرهم، من شرور الجماعات الإرهابية وجرائمها من قتل وتفجير في عدد من بلاد المسلمين، وبلدان العالم الأخرى. بل إن أعداد قتلى المسلمين من حوادث الإرهاب أكثر من أعداد غير المسلمين . أن كثيرا من الحوادث والاعتداءات تقع بسبب الظلم والبغي، وكثيرا منها بسبب سوء استخدام الدين في تبرير العنف من فئات متعددة من مسلمين وغير مسلمين، تسبب فيها الجهل والعصبية، وسوء التأويل وقلة العلم، فيؤدي ذلك إلى إراقة الدماء المحرمة، والتعدي على حقوق الناس بغير حق، وعلى الأمن والسلم بين البشر، حتى أصبح العالم مضطرب الأحوال، ممزقا بالحروب والقتل والتهجير.

وأضاف د. خطيب: باعتقادي تفجيرات بيروت واسطنبول وباريس وبغداد والسعودية تستوجب من كل المعنيين العمل سوية على تجفيف منابع الإرهاب المادية والسياسية فالبعض يحصد ما زرعت يداه.

رسالة رسولنا الكريم تصل مشوهة 

بدوره قال الناشط نسيم بدارنة من عرابة: ارهاب الآمنين في كل مكان جريمة حقيرة، وكيف وهي تنفذ في مدينة رسول الله !، أظن أن هذه التفجيرات تغلق الدائرة أمام الفارق والبعد بين الرسالة التي بعث بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبين الحال الذي وصلت إليه أوضاع المنطقة، فإن كانت هذه التفجيرات باسم الدين فهذا يدل بكل تأكيد أن رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم تصل مشوهة إلى هؤلاء المجرمين القتلة، وإن كانت باسم السياسة فالرسالة تؤكد أنه يجب عدم تبرير أي ارهاب كان بل ويجب محاربته مهما كانت رايته ويجب العمل على إزالة مسبباته من ظلم وقهر واغتصاب للحقوق واعتداء على الشعوب .

مشروع تكفيري يهدف إلى تفكيك المنطقة 

اما الناشط والشاب حسين مريسات فقال لـ "بكرا": جريمة التفجير الإرهابي في بغداد وبعده في المسجد النبوي والقطيف، هي خطوات من مشروع تكفيري شامل يهدف لتفتيت المنطقة وزرع الفتنه المذهبيّة والدينيّة فيها . فداعش وكُلّ الفصائل التكفيريّة تعيش أزمة جراء تراجعها الميداني، وتسعى لتسجيل نقاط لصالحها عبر عمليّات انتقامية من الناس الأبرياء .

وقال مريسات: برأيي مقاتلة الحركات التكفيرية وهزيمتها لغير رجعة تأتي عن طريق مقاومة شاملة، عن طريق المواجهة العسكرية وفضح التمويل الأجنبي للمرتزقة والإرهابيّين، وأيضًا عبر خنق البيئة الحاضنة لهذه التنظيمات داخليًّا، عبر تنمية اجتماعية اقتصادية وثقافية تقضي على جذور التعصّب الأصولي، وتسعى للبناء، وهذا ما فشلت فيه الأنظمة العربيّة الحاليّة.

السحر انقلب على الساحر 

الناشط وسكرتير الحزب الشيوعي في عرابة توفيق كناعنة قال بدوره: بكل تأكيد نحن ندين هذا العمل الارهابي الذي وقع بالمدينة المنورة، وهو عمل اجرامي ينضم الى سلسلة اعمال اجرامية ينفذها تنظيم داعش الارهابي، ان كان في السعودية او الدول الأوروبية .

وقال كناعنة: ان هذه المنظمات والتي تمول وتدرب على يد الدول الغربية نفسها وعلى يد دول عربية وعلى رأسها السعودية تقوم بهكذا عمل لتأكد بان السحر انقلب على الساحر وان نفس هذه الدول الممولة لهذا الارهاب قد ذاقت مرارته وهدا ما يؤكد بان محاربة الارهاب يجب ان تبدأ بتجفيف منابع تمويله في السعودية وقطر وغيرها من الدول الداعمة له.

الفاشية الطائفية 

اما المحام محمد أبو ريا فعقب قائلا: لا يعقل أن يُؤيد أي عاقل التفجيرات التي تحدث في بغداد أو غيرها، التي وصلت أخيرا بوابات الحرم النبوي الشريف في المدينة المنورة ، في ذات الوقت من غير المعقول الاكتفاء بإدانة مثل هذه التفجيرات، دون البحث عن مسبباتها وهوية من يقوم بها ومن تخدم ، وما أسهل الإدانة والاستنكار والشجب، وما أصعب وضع اليد على الجرح النازف.

وقال أبو ريا: ولا يُعقل أن نقفز عن أسباب قيام داعش "فرضا" بهذه التفجيرات الدموية المرفوضة دون أن نتوقف عند الفاشية الطائفية التي تتحكّم بالعراق خلال وبعد الانسحاب الأميركي من العراق وتسليمها لإيران ومليشياتها الطائفية الداعمة التي زرعت الموت والدمار في أهل السنة هناك، تنفيذا لأجندة إيران الفارسية التي أصبحت تحتل العراق وتتحكَّم بأهله وثرواته من خلال استثمار الطائفية فيه، فتمخّض عنها ولادة داعش التي ربما تكون المسؤولة عن مثل هذه التفجيرات ، ولا أستثني أن تقوم الحكومة العراقية الطائفية بمثل هذه التفجيرات ونسبها لداعش لتبرير طائفيتها وظلمها واستبدادها وفاشيتها ضد سنّة العراق ، كلّما بدأ الشيعة العروبيون على وجه الخصوص بنقد واتهام حكومة العراق بالفساد وانعدام الشفافية وظلم إخوانهم السنة، لذا تقوم الحكومة بالتفجيرات لصرف الأنظار عن سياستها وضرورة الإطاحة بها بإذكاء الطائفية بالتفجيرات ونسبها لداعش ، ولكي لا يتهمني البعض بالدفاع عن داعش وممارساتها فإنني أعتبرها إرهابية نتاج لإرهاب طائفي لا يقل إرهابا عنها ، ولو كان غير ذلك لما مارست حكومات العراق وسورية بدعم طائفي إيراني كل أشكال الإرهاب بحق سنة العراق وسورية بكل ما يتضمنه هذا الإرهاب من ردود فعل داعش عليه..

وأضاف أبو ريا: بخصوص وصول عمليات التفجير للسعودية ، أربع عمليات في 24 ساعة آخرها كان في بوابات الحرم النبوي الشريف في المدينة، فهي الأخرى مدانة بغض النظر عن فاعلها، ولا أستبعد أن تقوم داعش بها ردا على إعدام رجالاتها في السعودية، كذلك فإنني لا أستبعد قيام النظام بها لرفع حالة التأهب في المملكة لأجل نبذ داعش ولأجل الحصول على بطاقة براءة من داعش بنظر أربابه في الولايات المتحدة، ازاء كل هذا يجب التوقف عند تفاصيل التفجيرات بيد أن الأهم التوقف عند الأسباب التي تُغذي استمرار مثل هذه العمليات، وعلى رأسها غياب الديموقراطية وتكريس الظلم والاستبداد والفاشية الطائفية وفاشية الأنظمة الرجعية منها والقومية. كذلك ايضا من غير المعقول ، القفز عن التدخلات الأجنبية الحاصلة في المنطقة العربية برمتها لإعادة رسم حدودها السياسية وكونها تُغذي الإرهاب ، إذ لا يعقل أن ندين إرهاب المنظمات الإرهابية دون أن نُدين الإرهاب الدولي المنظم الحاصل إقليميا ، والذي يتمثل بتأييد الفاشيات المحلية الرجعية منها والقومية ، بآلاف آلاف الطلعات والقصف الجوي اليومي للمدنيين.

وأختتم أبو ريا قائلا: على ضوء ما تقدم أتوقع المزيد من العمليات ردا على المزيد من فاشية الأنظمة العربية والإرهاب الدولي المنظم الداعم للفاشيات العربية، وأتوقع اتّساع رقعة العمليات وهجرة جماعية عربية باتجاه القارة الأوروبية تفكك الاتحاد الأوروبي وروسيا، كل ذلك بدأ بإسقاط بغداد لأجل أمن وأمان كيان الأبرتهايد في فلسطين وما زالت تتدحرج الأمور حتى يدفع ثمنها من دعمها وتسبب بها منذ سقوط بغداد وحتى سقوط من أسقط بغداد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]