في حديثٍ خاص لـ "بكرا"، نفت عضو الكنيست الصحافية كسانيا سفتلوبا (الحركة- هتنوعا) لموقع "بكرا" أنّ يكون اللقاء الذي جمع ما بينها وبين وفد سعوديّ يحمل أي طابع رسميّ دبلوماسيّ.

وقالت سفتلوبا لـ "بكرا" أنّ اللقاء عقد في الرام القريبة من القدس وليس في فندق الملك دافيد (القدس) وتمحور حول المبادرة السعودية وعدد من المواضيع الهادفة إلى تطوير مسار السلام.

وأضافت سفتلوبا لـ "بكرا" أنّ في اللقاء شارك عدد من النواب الإسرائيليين منهم عضو الكنيست عيساوي فريج، عضو الكنيست ميخال روزين، عضو الكنيست عومر بار ليف، وجميعهم من المعسكر الصهيوني وحزب ميرتس.

وأكدت سفتلوبا لـ "بكرا" أنّ اللقاء لا يعني تطبيع العلاقات ما بين السعودية وإسرائيل، رغم أن الحديث عن وفد رفيع المستوى على الصعيد السعودي، إلا أنه وصل للبلاد في زيارة للسلطة الفلسطينية والصلاة في الأقصى.

وقالت سفتلوبا أنّه في اللقاء تم طرح مسألة المبادرة السعودية والتي ترفض إسرائيل حتى اليوم الالتفاف إليها وسررنا أنّ الاقتراح لا زال قائمًا وأن السعودية تعمل على دفعه قدمًا نحو خلق تسوية بين الجانب الإسرائيلي- والفلسطيني.

وأضافت أنّ اللقاء شمل ايضًا حديث عن معاملة الدول العربية لليهود مع تأكيد أنّ العداوة الحالية هي ليست دينية إنما وليدة اسباب سياسية من المفترض العمل على تجاوزها.

لقاءٌ مع قيادات عسكرية إسرائيلية

يُشار إلى أنّ الجنرال المتقاعد من القوات المسلحة السعودية أنور عشقي هو من ترأس الوفد السعوديّ وقد التقى بالإضافة إلى النواب من المعارضة مقرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الرياض وتل أبيب، الأمر الذي لاقى سخطًا كبيرًا وتنديدًا عربيًا.

ونفى الوفد السعودي اللقاء بقيادات عسكرية إسرائيلية إلا أنّ وزارة الخارجية الإسرائيلية عممت بيانًا الأحد أكدت فيه أنّ الجنرال عشقي الذي ترأس الوفد، عقد اجتماعًا مع المدير العام للخارجية الإسرائيلية دوري غولد المقرب من نتنياهو في فندق الملك داوود الفخم في القدس الغربية.

وقال المتحدث باسم الوزارة الإسرائيلية عمانوئيل نحشون أنّ هذا اللقاء لم يكن الأول بين الرجلين، إذ أنهما التقيا في واشنطن في السابق قبل أن يتولى غولد منصبه الحالي، كما والتقى عشقي أيضا الميجور جنرال يواف مردخاي رئيس الإدارة المدنية التابعة لوزارة الأمن الإسرائيلية والمسؤولة عن تنسيق أنشطة الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.

تغليف هذه التحالفات بـ "دفع المبادرة العربية" ما هو إلا ذرّ للرماد في العيون

وفي تعقيبٍ له، هاجم القياديّ رجا زعاترة- عضو المكتب السياسي لـ "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" وأحد مؤسّسي لجنة "BDS48" هذا اللقاء وقال لـ "بكرا": العلاقات السعودية-الإسرائيلية ليست أمرًا جديدًا. الجديد هو أنّ المملكة الوهّابية لم تعد قادرة على إخفاء تحالفها مع إسرائيل. ولقد جاء استيلاء السعودية على الجزيرتين المصريتين "تيران وصنافير" قبل بضعة شهور بهدف إسباغ الشرعية على هذه العلاقة المشبوهة، من خلال انضمام السعودية عمليًا إلى معاهدة "كامب دافيد" سيّئة الصيت.

وقال مقيّما: ما يحدث – برأيي – هو أنّ حلفاء الولايات المتحدة قلقون من التراجع الأمريكي في المنطقة، خاصةً بعد رفع العقوبات عن إيران وفي ظل فشل المخططات التي وضعوها لسوريا واليمن. هذا هو السياق الذي يفسّر انتقال العلاقات السعودية-الإسرائيلية وكذلك التركية-الإسرائيلية إلى العلن، ويفسّر انضمام إسرائيل إلى ما يسمّى "محور الاعتدال السنّي" في مواجهة ما يسمّى "المدّ الإيراني".

وأوضح: إنّ تغليف هذه التحالفات بـ "دفع المبادرة العربية" ما هو إلا ذرّ للرماد في العيون. وذلك لأنّ الاستراتيجية الإسرائيلية هي تصفية القضية الفلسطينية، من خلال تعميق الاستيطان وتكريس الاحتلال. وهذا يجري الآن بغطاء عربي يخفّف الضغوط الدولية على إسرائيل ويقدّم لها خدمات مجانية في مواجهة حركة المقاطعة العالمية (BDS). لقد تحدثت "المبادرة العربية" عن "التطبيع مقابل السلام"، بينما ما يُمارَس على أرض الواقع هو "التطبيع مقابل شفاعة إسرائيل لدى الولايات المتحدة". هذا وضع خطير جدًا على القضية الفلسطينية، التي يُراد لها أن تصبح تفصيلاً هامشيًا في لعبة المحاور الإقليمية.

وقال زعاترة: النظام السعودي كان دائمًا حليفًا لإسرائيل وخادمًا لأمريكا. ونأمل ألا تتورّط مصر في هذا التحالف، وألا تتساوق معه قيادات فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة أو في الداخل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]