في لفتة إنسانية بعيدة عن أي انتماء عرقي او قومي او طائفي حتى لشاب يهودي أراد الاستمرار في الحياة وأم تحلم باكمال حياتها مع أبناءها واحفادها، بدأت حكاية سوسن بياضي-طه منذ 20 عامًا، وتحديدًا بعد سبعة أعوام من زواجها من رائد بياضي، حيث اكتشفت مرضها وارهاق جسدها الذي كان بحاجة الى زرع كلية، 20 عاما مر منذ أول يوم بدأت سوسن العلاج وكانت حالتها الصحية يوماً بعد يوم تسوء الى أن وصلت مرحلة علاجها في غسل الكلى، هذا يعني أن سوسن خلال مرحلة الـ 20 سنة من علاجها غسلت كليتها ما يقارب الـ 3200 مرة وما يعادل 12500 ساعة من الألم .
سوسن، رزقت بلينا وخليل، لينا التي درست الحقوق وام لطفل وخليل ايضاً في المرحلة الأخيرة من دراسته الحقوق وقد شارف على الانتهاء، كبر الأولاد وما زالت سوسن تنتظر الرحمة ورائد يبحث عن متبرع بكليته لزوجته، مرت الأيام والزوج رائد المحب لزوجته لا يعرف كيف يستطيع الاسهام في علاج زوجته التي يحب، الا أن وصل الى حلٍ قبل أشهر تقريباً وهو التبرع لزوجته بكليته علماً أنه لا يستطيع التبرع بكليته لها بشكل مباشر لان فصيلة دمه O وزوجته سوسن تحمل فصيلة دم A.
من تبرع لمن ..
ولكن ماذا حصل؟ّ في نفس المشفى التي كانت ترقد فيها سوسن كان شاب يهودي القومية ويدعى اوري كرمرز، هو أيضا يحتاج لتبرع بكلية، وكان يحمل نفس الفضيلة من الدم التي يحملها رائد، ففي موقف انساني غير مُعتاد، خاصة في ظل تنامي مظاهر التفرقة والعنصرية، تم تجاهل القومية والدين وتبرّع رائد لاوري كرمرز بكليته!، تبرع رائد دون أي مقابل فقط منح الحياة لاوري دون أي مصلحة او هدف بني عليه، فرحة اوري كانت لا تصف فقد رجع له امل الحياة بعدما ساءت صحته وبدأ يفقد الأمل في العيش، ليست تختصر الأمور فقط بقرحته اوري انما عائلته وأصدقائه فرحوا لأجله، الأمر الذي دفع ببارك صديقه إلى رد الجميل بطريقة غريبة جدا، وهي التبرع بكليته لـ "سوسن"!
وفي حديثٍ لمراسلة "بكرا" مع احد أقارب السيد رائد والسيدة سوسن، قالت: الجميع هنا مسرور بهذا المشروع العظيم والإنساني، فالجميع هنا في هذه العملية ترك الخلاف القومي والجانب الديني وتعامل الجميع مع بضهم على أساس انساني، حمدلله اليوم سيتم خروج رائد واوري وبיراك من المشفى لكن حتى الان لا نعلم متى سيتم خروج سوسن، ولكن ما نعرفه وما قاله الأطباء الذين يشرفون على علاجها انها بخير أملين أن تسير الأمور حتى شفاءها على خير.
[email protected]
أضف تعليق