قال المحلل العسكري الإسرائيلي"ألون بن دافيد" إن الجيش الاسرائيلي  لم يستخلص العبر من حرب أكتوبر 1973وكرر نفس الأخطاء خلال الحرب على غزة قبل سنتين.

خطورة الانفاق

وأضاف المحلل "ألون بن دافيد" بالقناة "العاشرة" العبرية أن الجيش واجه نفس مشكلة حرب أكتوبر 1973، وكرر نفس الشيء بغزة؛ حيث ظهرت الفجوة جلياً ما بين المعلومات والواقع وكان الجيش على دراية بالتهديد لكنه لم يستعد لها.
وأسار إلى أن الجيش وقع في فخ غزة، حيث اعتمد بشكل مبالغ فيه على المعلومات التي جمعها وبين القدرة على الانتصار في الميدان، وأن الحكومة والجيش كانا على علم بمدى تهديد الأنفاق ولكنهم لم يفهموا خطورة هذا التهديد إلا بعد خروج رجالات حماس من الأنفاق وراء الحدود.
وقال "بن دافيد": "لم يحتمل الكثير من أعضاء الكابينت الجلوس لـ 10 دقائق للاستماع خطورة الأنفاق وذلك قبل عام من الحرب، ولذلك فلم يكن من الغريب استهانتهم بتلك الخطورة.

معركة الشجاعية 

وقال واصفاً ما جرى بمعركة الشجاعية بداية العدوان: أرسلنا خيرة جنودنا وعلى مدار 52 يوم للاصطدام بخطوط حماس الدفاعية الأعنف والذين كانوا يحمون فتحات الأنفاق ولم يكن للجيش أي هدف واضح سوى إيلام حماس بشكل كبير".
وأضاف: "نتنياهو علم جيداً أن الفشل جاء من جانب الجيش ولكنه يتجنب حالياً اتهام الجيش بالإخفاق أو حتى وزير جيشه السابق موشي يعلون".
وقال: " الجيش حاول بعد الحرب دس رأسه في الرمال وإخفاء الإخفاقات، وحاول الجيش خلق هالة من الانتصار والتي أديرت خلافاً لأي منطق عسكري".
وتحدث "بن دافيد" عن نقاش دار بين ضباط كبار بعد الحرب قائلاً: "خلال أمسية تقليدية لضباط لواء جولاني القدامى وصف قائد اللواء معركة الشجاعية أنها معركة قاسية وسقط فيها الكثير من الضحايا وأظهر فيها الجنود البطولة والبسالة، وبعد دقائق طويلة من حديث القائد للمناورة البرية بالشجاعية والتي قام بها اللواء قام أحد القادة والذي سبق له وأن قام بعمليات برية بأرض العدو وسأل: ما هو عمق المناورة البرية التي أسهبت في وصفها هنا؟ 500 متر؟".

اعادة كتابة الخطة العسكرية

في حين، أوقف قائد الجيش الجديد غادي آيزنكوت ما وصفه "بن دافيد" بالمهرجان الذي أداره الجيش حول الحرب وبدأ بالعمل على استخلاص جدي للعبر وأعيدت كتابة الخطة العسكرية من جديد وعنوانها هذه المرة القدرة على الوصول إلى حسم المعركة عسكرياً مع حماس في المواجهة القادمة، وخلافاً لوزير الجيش؛ فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غير متحمس لفكرة إسقاط حكم حماس وذلك في ظل غياب بديل أفضل، ولن يوافق أيضا على الانجرار لاحتلال غزة".
ووصف واقع التهديدات القادمة من أنفاق غزة اليوم على أنها "لم تتغير وأن حماس تحفر وترمم أنفاقها ولكن ليس بالمبالغة التي تحدث بها مصدر أمني إسرائيلي مؤخراً حول حفر حماس 10 كيلومترات شهرياً من الأنفاق، مشيرًا بالمقابل فهي تحفر 10 أمتار يومياً فقط، فيما يتقدم الجيش في الحل التكنولوجي ولكنه ليس كاملاً إلى غاية الآن.
وتساؤل "بن دافيد" حول إمكانية رؤية مقاتلي حماس يخرجون من باطن الأرض مرة أخرى، في حين أجاب عل سؤاله بالقول إن ذلك مؤكد، "إلا أن حماس ولغاية الآن لا زالت غير معنية بمواجهة جديدة، في حين على الجيش الاستعداد جيداً لتلك المواجهة، أما المستوى السياسي فيجب عليه البحث عن طرق تمنع هكذا مواجهة وعلى ما يبدو فنتنياهو لا يستبعد فكرة السماح بميناء قبالة غزة وهذا كان الخبر الأفضل والذي سمعته هذا الأسبوع".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]