في تعقيبٍ لها، على قرار اللجنة المشتركة لوزارتي الصحة والبيئة حول الدراسة الوبائية لخليج حيفا، والتي تربط ما بين تلوث الهواء (التلوث الصناعيّ) ونسبة المرض العالية في المدينة، خاصة أمراض السرطان، والذي أقر انه لا يمكن اعتماد وقبول نتائج الدراسة بادعاء أن منهج البحث لا يمكن اعتماده علميًا، قالت المحامية جميلة هردل- واكيم، مديرة القسم القانوني في جمعية مواطنين من أجل البيئة، أنّ قرار الوزارات المذكورة ما هو إلا سياسيّ.

وأوضحت المحامية هردل- واكيم في حديثها إلى "بكرا" أن هذه اللجنة، التي ترأستها د. سيغال سديتسكي، رئيسة قسم الدراسة الوبائية عن السرطان والإشعاع في مركز "جرطنير" في مستشفى شيبا، تشّكلت كي ترسخ سياسة الدولة المستمرة منذ سنين طويلة بالحفاظ على الوضع القائم في خليج حيفا، وعدم ابراز مؤشرات تربط ما بين نسب المرض المرتفعة في حيفا، والتي تتميز بعدد كبير جدًا من الصناعات الخطيرة خاصة المصانع البتروكيماوية وصناعات مشتقات النفط، وتلوث الهواء العالي.

وأضافت المحامية هردل- واكيم أنّ وزارتي الصحة والبيئة كانت قد صادقتا على الدراسة قٌبيل البدء بها، وعلى آلية البحث ومنهجيته، فمن المثير للاستغراب أنها اليوم تعتبر أنّ الدراسة غير علمية، وذلك يعود حتمًا للنتائج التي لم تتوافق وتتلائم مع أهداف اباطرة المال، المتحكمين في خليج حيفا.
وأكدت المحامية هردل- واكيم أنّه ووفق المتبع علميًا، على وزارة الصحة والبيئة الآن ملقاة مسؤولية دحض نتائج الدراسة ببحث علمي موازي، وليس بقرار سياسي، فلا يمكن الغاء نتائج دراسة علمية بقرار حكومي، إنما بدراسة أخرى تفحص مدى دقة ما ذكر من معطيات.

عن الدراسة والتوصيات

وكان قد ​تلقى وزير الصحة، يعقوب ليتسمان، والوزير لحماية البيئة، زئيف إلكين، في 3.8.2016، تقرير اللجنة العلمية لمتابعة الدراسة الوبائية لمنطقة خليج حيفا 2015-2020 من رئيسة اللجنة د. سيغال سديتسكي. وتهدف الدراسة الوبائية المذكورة إلى فحص العلاقة بين التلويث البيئي وصحة سكان منطقة خليج حيفا.

وقامت الدراسة ببحث 6 قضايا؛ مدى انتشار مرض سرطان الرئة وسرطان الغدد اللمفاوية (NHL)، صحة الأطفال في حيفا، إصابة الأطفال في حيفا بمرض الربو، إصابة الشباب في جيل الـ 18 عاما بمرض الربو، الرصد البيولوجي لتأثير تلوث الهواء، ومعطيات جودة الهواء.

و​بعد قراءة التقرير الأول عن تقدم الدراسة والنتائج الأولية، قالت اللجنة العملية التابعة للوزارتين أنّ المنهج العلمي للدراسة التي تمّ مشكك به وغير موثوق علميًا.

ورغم خطورة ما ذكر من معطيات إلا أن اللجنة التابعة للوزارتين أقرت بوقف التمويل للبحث المذكور في المجال، وطالبت القيمين على الدراسة إعادة التخطيط لها حيث من المتوقع أن تمول الوزرات الجزئية المتعلقة في صحة الأطفال! كما وأقرت القيام بدراسات أخرى في مجال التلوث البيئي منها نسبة التلوث في حيفا مقارنة بكافة مناطق البلاد.

من أهم النتائج

وتشير الاحصائيات والأبحاث في المجال الى أنّ نسبة الإصابة بأمراض خطيرة في حيفا، خاصة السرطان، تفوق نسبة الإصابة العامة في الدولة بنسب تتراوح بين 16-40%.

وتشير ايضًا إلى أنّ سكان حيفا العرب هم الشريحة السباقة في نسبة المرض، حيث تشير الأرقام الى أن نسبة الأمراض السرطانية بشكل عام عند سكان حيفا العرب اعلى بـ 40-41% من باقي العرب في الدولة، نسبة سرطان الرئة عند الرجال اعلى بـ 50% من الرجال العرب، وسرطان الثدي عند النساء اعلى بـ 44% من باقي النساء العربيات.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]