بعد ساعات على بدء أنقرة عملية عسكرية ضد «داعش» والمقاتلين الأكراد في منطقة جرابلس السورية، أكد مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن جهود محاربة الإرهاب على الحدود السورية التركية «تكتسب، في المرحلة الراهنة، أهمية أكبر من أي وقت مضى»، لكنه دعا أنقرة إلى تنسيق تلك الجهود مع دمشق، التي سرعان ما نددت بما اعتبرته «خرقاً سافراً» لسيادتها.

ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن مصدر لم تسمه القول إن «إجراءات محاربة الإرهاب في سوريا تكتسب أهمية أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، ولا سيما في منطقة الحدود السورية التركية. لكن أحد العوامل الرئيسية التي تحدد فعالية هذه الجهود، يتعلق بالتنسيق مع دمشق».
ويأتي ذلك بعيد إعلان وزير الداخلية التركي، إفكان ألا، أن العملية العسكرية التي أطلقتها القوات المسلحة التركية، فجر اليوم، بدعمٍ من «التحالف الدولي» من أجل «تطهير» بلدة جرابلس السورية من تنظيم «داعش» «ستنتهي سريعاً». وقد تلا تصريح ألا كلمة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أكد خلالها أن العملية تهدف إلى «إنهاء» المشاكل على الحدود التركية، وتستهدف مسلحي «داعش» و«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي.

الوزير التركي لفت إلى إلى أن بلاده تتوقع القضاء بسرعة على التهديد الذي يمثله التنظيم، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن السلطات التركية أجلت السكان من بلدة قرقميش الحدودية التركية وست قرى أخرى، كـ«إجراءٍ وقائي» قبيل بدء العملية التي تضم طائرات ومدفعية وقوات خاصة.
وأكد ألا أن تركيا «لن تسمح لجماعات متشددة بتهديد البلاد»، ورأى أن التهديد لا يأتي من «داعش» فحسب، وإنما «من منظمات أخرى»، لم يسمها.
وكانت قوة المهام الخاصة المشتركة في القوات المسلحة التركية قد بدأت، صباح اليوم، عملية برية في مدينة جرابلس السورية الحدودية، تزامناً مع عمليات قصف مكثفة وغارات جوية شنتها مقاتلات تابعة للقوات الجوية لـ«التحالف الدولي» على مواقع تابعة لمسلحي «داعش» في المدينة، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء «الأناضول».
وبحسب ما جاء في صحيفة «جمهوريت»، فإن مدرعات ودبابات تركية عبرت الحدود السورية، فجراً، وتمركزت في محيط جرابلس. وفي تمام الثامنة والنصف بالتوقيت المحلي، بدأت القوات عملية تطهير المدينة من التنظيم بقصف مواقع المسلحين من مدافع الدبابات، فيما رجحت مصادر تركية أن تستغرق العملية المشتركة بين تركيا و«التحالف» لتطهير المدينة بالكامل قرابة أسبوعين.
وبالتزامن مع العملية البرية في سوريا، يجري الأمن التركي عملية خاصة في إسطنبول ضد خلايا يقول إنها تابعة لـ«داعش»، بمساندة مروحيات.
وفي هذا الخصوص، أفادت وكالة «دوغان» بأن شرطة مكافحة الإرهاب التركية نفذت حملات استهدفت أعضاء من التنظيم في عموم اسطنبول، تزامناً مع انطلاق العملية العسكرية في الشمال السوري.

«وحدات الحماية»: التدخل التركي في سوريا اعتداء سافر

في المقابل، اعتبر المتحدث باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية، ريدور خليل، أن «التدخل» العسكري التركي في سوريا «اعتداء سافر على الشؤون الداخلية السورية»، وأنه ناجم عن اتفاق بين تركيا وإيران والحكومة السورية. ورأى خليل أن المطالب التركية بانسحاب «وحدات الحماية» شرقي الفرات، لا يمكن تلبيتها إلا من قبل تحالف «قوات سوريا الديموقراطية»، المدعوم من الولايات المتحدة والذي تمثل الجماعة الكردية جزءاً رئيسياً منه.

بايدن في أنقرة.. وواشنطن تؤكد تلقيها طلب تسليم غولن


من جانبٍ آخر، يحاول نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، إصلاح الأضرار التي ألحقتها المحاولة الانقلابية الفاشلة في أنقرة بالعلاقات الأميركية-التركية خلال زيارته إلى تركيا التي بدأها اليوم، حيث من المقرر يبحث أيضاً الوضع في سوريا مع تزايد الدور التركي في هذه الأزمة.
ووصل بايدن، صباح اليوم، إلى أنقرة وفي جدول أعماله لقاءات عدة مرتقبة خلال زيارته القصيرة، بما في ذلك محادثات مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

ويتوقع أن تركز المحادثات على مصير رجل الدين فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة والذي تطالب أنقرة بتسليمه لها على خلفية الاتهامات الموجهة إليه بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أكدت، أمس، على لسان المتحدث باسمها، مارك تونر، عشية زيارة بايدن، الشروع في دراسة طلب تسليم غولن المقدم من قبل أنقرة، وقال تونر: «يمكننا أن نؤكد أن تركيا طلبت منا تسليم السيد غولن لها». وأوضح الدبلوماسي الأميركي أن الحديث يدور عن «طلب تسليم رسمي»، نافياً أن يكون هذا الطلب مرتبطاً بمحاولة الانقلاب في تركيا.

المصدر: الأخبار اللبنانية

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]