تصادف اليوم الذكرى الخامس عشرة لاستشهاد القائد أبو علي مصطفى، الذي استشهد بصاروخ موجه من طائرة أباتشي إسرائيلية في العام 2001، ابو علي هو "مصطفى علي العلي الزبري" وهو من مواليد عرابة، قضاء جنين. شغل منصب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وكان أول زعيم سياسي فلسطيني من الصف الأول يتم اغتياله من قبل إسرائيل خلال انتفاضة الأقصى، بكرا التقى شقيقه وتحدث إليه حول ابو علي الإنسان.

أبو علي.... الإنسان
وعن الساعات الأخيرة للشهيد أبو علي مصطفى، قال شقيقه تيسير الزبري ان أي شخص كان يعرف أبو علي وعلاقته بالوضع الفلسطيني يدرك أن أبو علي كان معرضا للاستهداف من الاحتلال، وأبو علي كان يتوقع الأسوأ في مواجهة الاحتلال فما يجري هو صدام بين مشروعين الأول إمبريالي عنصري استيطاني والاخر وطني على حق تقرير المصير، وهناك تصادم كبير وهذا شيء طبيعي استهداف شقيقي أبو علي.
وأضاف أن الشهيد أبو علي مصطفى القائد تعرض لجريمة لا تقل عن الجريمة التي تعرضت لها عائلة دوابشة في دوما فالاحتلال يستهدف جميع الفلسطينيين القادة والمدنيين، وأبو علي كان قائدا وحدويا داعما لأبناء شعبه، وكان يتوقع أن يتعرض للاغتيال من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وقال إن أبو علي كان يقوم بدوره الوطني انطلاقا من قناعته لكنه كان إنسانا أيضا يقوم بدوره العائلي في منزله على أتم وجه رغم أن جل وقته كان في المهمات الحزبية والوطنية، وكان يعيش حياة بكل تفاصيلها دون مغالاة أو تطرف، بل كان إنسانا واقعيا له زوجة وأبناء وهو فرحا بهم ويعيش معهم على الدوام، وكان إنسانا يعيش حياة طبيعية وليس بعيدا عن مجتمعه ومطاردا في الجبال، وكان يمارس دوه النضالي من موقعه الطبيعي بين مجتمعه وأسرته.
ويقول الزبري لـ"بكرا"،: " كما علمت فيما بعد انه كان يتوقع أن يتعرض للاغتيال من الاحتلال وكان يضعها في صورة احتمالات الخطر التي قد يتعرض لها هو وكل المناضلين، وكان يوصي بأن يدفن في بلده في عرابة بجنين، وما زال هذا المشروع قائما فنحن ننتظر اللحظة المناسبة لنقل جثمانه إلى عرابة في جنين، هذه كانت وصيته الإنسانية البسيطة فهو لا يملك مال وليوصي به لأحد.

نبأ الاستشهاد كان صاعقة

يقول الزبري انه كان في حي المصايف بمدينة رام الله، وسمع الانفجار وشاهد الدخان ينطلق من عمارة قريبة من مكان تواجده، وهو يعلم أن مكتب أخيه هناك، لكنه قدر ان ما تم هو قصف لموقع الامن الوطني القريب، وبعد دقائق بدأت أشعر أنه يجب أن أذهب لأرى ماذا حدث، ووضعت احتمالا أن يتعرض اخي لأية أضرار نتيجة للقصف، وذهبت وأنا متشكك بالأمر وكلما اقتربت أكثر اشاهد الدخان يزداد وبعد أن وصلت على بعد 10 أمتار من المكتب لاحظت أن الضربة كانت في المكتب وفي تلك اللحظة أدركت ان أخي تعرض لضرر نتيجة استهداف مكتبه، ولدى وصولي كانت سيارة الإسعاف قد نقلت الإصابات ودخلت إلى المكتب كان كل شيء يحترق والكراسي مقلوبة والدماء في كل مكان، وعلمت بالفاجعة التي أصابت العائلة.

أبو علي ترك أثرا وارثاً كبيرين
وعن الأثر الذي تركه أبو علي مصطفى بعد استشهاده ،قال شقيقه تيسير إنه كان أثرا كبيرا، فقد نجح في كسب قلوب شعبه وكان ذخرا لأبناء شعبه ومثلهم الأعلى مثل آلاف الشهداء وهو من الرموز للشعب الفلسطيني ومن القادة العظام الذين استهدفهم الاحتلال الإسرائيلي، فقد كان إنسانا وحدويا يعمل من أجل وحدة وطنه وتحرره من الاحتلال.

وقال إن أبو علي يرمز إلى شهداء الشعب الفلسطيني خصوصا الشهداء القادة العظام أمثال أبو جهاد وأبو إياد وأبو الهول وغسان كنفاني وجورج حبش وخالد نزالة، وهذه رموز وإشارات إلى أهمية القيادات التي استشهدت في الميدان، وأبو علي استهدفه الاحتلال لدوره الكبير في خدمة مجتمعه، فقد أعطى مثالا على صدق القائد وميدانية القائد وطليعية القائد، فالقيادة الفلسطينية الجزء الأكبر منهم استشهدوا في الميدان، وبالتالي الشعب الفلسطيني قدم تضحيات كبيرة تشكل عبئ وواجب على الاحياء للإخلاص للأهداف التي ارتقى من أجلها الشهداء.
وقال الزبري إن شجرة الشهداء لا تموت فهي شجرة مثمرة، ثمرة الوفاء للشهداء، وأبو علي هو فرع من هذه الشجرة وأحد من عملوا من أجل فلسطين، وأحد غصون هذه الشجرة التي يعتز بها شعبنا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]