يقضي معظم يومه في المختبر بين عيّنات البحث يحمل ادواته المخبرية، تستنشق منها روائح المركبات الكيميائية، لا تفارق محياه الابتسامة وروح المزاح باحث شاب يتحلى بروح المسؤولية انه الأستاذ الدكتور إسماعيل ورّاد، عضو هيئة التدريس في قسم الكيمياء في جامعة النجاح الوطنية، بعمر ال 43 حقق من الإنجازات ما يجعله واحداً من أهم الباحثين ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العالمي.

بدأت مسيرة الإبداع بحصول الأستاذ الدكتور ورّاد على شهادة البكالوريوس من جامعة النجاح الوطنية في تخصص الكيمياء، هذا التخصص الذي لطالما شكّل مصدر شغفه الأول. ثم أكمل دراسته في النجاح أيضاً ومنها حصل على شهادة الماجستير في تخصص الكيمياء الفيزيائية.

حِرصُه على إكمال مسيرته التعليمية جعله ينتقل إلى ألمانيا وهناك حصل على شهادة الدكتوراه مع مرتبة الشرف في تخصص (حفّازات عضو معدنية) من جامعة توبنجن التي تعتبر واحدة من أهم الجامعات على مستوى العالم.

تميُّزه في أبحاثه فتح له أبواب أكبر مختبرات البحث العلمي في ألمانيا، وفيها عمل لخمس سنوات تضمنت فترات ابتعاث لتدريس في اليونان وسويسرا.

حياته المهنية واكبتها حياة اجتماعية تقاطعت معها بشكل أو بآخر، فالأستاذ الدكتور إسماعيل ورّاد تزوج أثناء دراسته وأنجب ثلاثة أبناء، في مرحلة ما أدرك أن حياة أبناءه لن تكون في بلدٍ بعاداتٍ وتقاليد مختلفة، عندها حصل تحوّل في مسيرته المهنية حين قبل عملاً في السعودية، ليترُك ألمانيا ويترك فيها جزءاً من أحلامه ومن ماضيه ومستقبله.

في السعودية عمل الأستاذ الدكتور ورّاد سبع سنوات تضمنت العمل في جامعة الملك سعود إحدى أهم الجامعات العربية وفيها أكمل نشاطه البحثي ليخطو مزيداً من الخطوات في طريق التميز حيث حصل على مرتبة الأستاذية مبكراً نظراً لنشاطه البحثي المتميز.

الحنين للوطن ولجامعته الأم جعله يحط رحاله أخيراً في جامعة النجاح الوطنية، فمنذ العام 2013 يعمل الأستاذ الدكتور ورّاد كعضو هيئة تدريس في قسم الكيمياء في جامعة النجاح الوطنية، ويعتبر واحداً من أهم الباحثين في جامعته واسم معروف على الصعيد العالمي.

غزارة في الأبحاث..

يُعتبر من أكثر الباحثين نشراً للأبحاث ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العالمي أيضاً، ففي مسيرته المهنية نشر أكثر من 200 بحثاً، نُشر منهم قرابة ال 160 بحثاً في مجلات ذات معامل تأثير، وتناولت أبحاثه بشكل رئيس ثلاثة مواضيع هي: أبحاث تتحدّث عن تحضير الحفّازات الصناعية ودراسة نشاطها، وأبحاث تتحدّث عن مضادات السرطان، وأبحاث تتحدّث عن تحضير معقدات معدنية لدراسة البنية الفراغية والحسابات النظرية.

يُضاف لتلك الإنجازات أرقامٌ أخرى تتضمن عدد الاقتباسات المأخوذة من أبحاثه المنشورة، وكل تلك الأرقام إن دلّت على شيء فإنما تدل على غزارة الأبحاث وعالمية الباحث.

جوائز وإنجازات..

حقق الأستاذ الدكتور إسماعيل ورّاد الكثير من الإنجازات والجوائز ولازال يطمح لغيرها، فعظمة الإنجاز تُقدّر بأهميته العلمية، ومن هذه الإنجازات:

في ألمانيا حصل عام 2002 على جائزة (Graduiertenkollegs) والتي تقدّم للحاصلين على منح مميزة، كما حصل في ألمانيا على منحة التميز العالمي لإكمال دراسة الدكتوراة والتي تعتبر من أصعب المنح على مستوى العالم، ولا يزال هو العربي الوحيد الحاصل على هذه المنحة. وفي السعودية حصل على جائزة التميّز البحثي أربع مرات.

أما في فلسطين وفي جامعة النجاح الوطنية تحديداً فقد حصل على لقب (أستاذ مميز) الذي يُمنح للباحثين الحاصلين على درجة الأستاذية وقاموا بنشر أبحاث مميزة بمقاييس معينة, كما حصل على جائزة التميز البحثي وغزارة البحث العلمي مرتين.

تخرّج على يده أربعة طلاب دكتوراة و30 طالب ماجستير وكان ممتحناً للكثير من طلاب الدراسات العليا محلياً وعالمياً.

كما أودع الأستاذ الدكتور ورّاد في قاعدة إيداع البلورات في جامعة كامبرج أكثر من 140 مركب عضوي وغير عضوي حيث أودع 12 مركب في 2016 , فضلاً عن مشاركته في الكثير من المؤتمرات العلمية.

وفي عام 2015 نشر الأستاذ الدكتور ورّاد براءة اختراع في علم مواد الوقاية من الأمراض الوراثية استأثرت على الكثير من الإهتمام العالمي.

خدمة المجتمع دون انتظار أي مقابل..

يرى الأستاذ الدكتور ورّاد أن لعائلته وخصوصاً زوجته الأثر الأكبر في هذه الإنجازات، كما يُعتبر المجتمع مصدر مهم في دعمه وتشجيعه.

أما النصائح التي يقدّمها الأستاذ الدكتور ورّاد لزملائه وطلبته فقد اختصرها بكلمات بسيطة تلخص أهم قواعد نجاحه وهي: المحافظة على الوقت، الجد والاجتهاد كعادة شخصية، وخدمة المجتمع دون انتظار أي مقابل.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]