صوّت مجلس الشيوخ البرازيلي، أمس الأربعاء، لصالح عزل رئيسة البلاد، ديلما روسيف، من منصبها بأغلبية الثلثين الضرورية لهذا الإجراء.
وتعد روسيف أول امرأة تتولى منصب رئيس البرازيل، وسيشغل نائب الرئيس منصبها.
وبدأ مجلس الشيوخ البرازيلي أمس الثلاثاء، التصويت بتأييد أو رفض اتهام رئيسة البلاد بالتقصير في أداء مهامها وعزلها من منصبها.
وصوّت 61 عضوا لصالح قرار العزل فيما ساندها 21 عضواً فقط.

وعزل مجلس الشيوخ البرازيلي رئيسة البرازيل، ديلما روسيف، على خلفية تهم بالفساد وتحملها مسؤولية تلاعب بحسابات عامة لإخفاء عجز كبير، وتوقيع مراسيم تنص على نفقات غير متفق عليها من قبل البرلمان البرازيلي.

وقالت روسيف، أمام مجلس الشيوخ، إنها ضحية محاكمة "ظالمة"، مؤكدة أنها لم ترتكب أيّة جرائم، وقالت إن البرازيل "على بعد خطوة من انهيار مؤسساتي خطير وانقلاب فعلي".

وكان أحد مستشاري روسيف قال إن كل التوقعات ترجّح إقالة "هذه المناضلة السابقة التي تبلغ من العمر 68 عاماً وسجنت وعذبّت في عهد الحكم الديكتاتوري العسكري (1964-1985).

وبإقصاء روسيف، حلّ نائبها ميشال تامر، من أصل لبناني محلها بشكل تام ونهائي، وكان قد مارس مهام الرئاسة بالنيابة منذ أن علّق مجلس الشيوخ، في 12 أيار/ مايو الماضي، مهمات روسيف.

وأدى ميشال تامر اليمين الدستورية رئيسا للبرازيل بعد ساعات على إقالة الرئيسة روسيف. وأقسم تامر وهو من حزب الحركة الديموقراطية البرازيلية، بالحفاظ على الدستور البرازيلي امام مجلس الشيوخ، ليتسلم بذلك رئاسة اكبر دولة في اميركا اللاتينية.

وقال تامر في اول جلسة لمجلس الوزراء بعد تسلمه الرئاسة، بثها التلفزيون مباشرة "اليوم نفتتح عهداً جديداًمن عامين وأربعة أشهر" حتى الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة في نهاية 2018.
وبحسب الدستور البرازيلي فإنه إذا صوّتت أغلبية الثلثين، بما لا يقل عن 54 عضواً من أعضاء مجلس الشيوخ، لصالح تأييد اتهام روسيف بالتقصير في أداء مهامها، يتم عزلها من منصبها كرئيسة للبلاد ومنعها من تولي أي منصب سياسي لمدة ثماني سنوات.

كوبا تدين وفنزويلا وبوليفيا تسحبان سفيريهما

وفي رد على نبأ عزل ديلما روسيف، أعلنت وزارة الخارجية الفنزويلية، أن سلطات البلاد قررت تجميد العلاقات مع البرازيل وسحب سفير فنزويلا من عاصمتها "بشكل نهائي.

وقالت الخارجية الفنزويلية، في بيان، إن فنزويلا تدين بشدة "الانقلاب البرلماني المرتكب في البرازيل ضد الرئيسة ديلما روسيف".
وبحسب نص البيان، فإن عزل روسيف جاء نتيجة لـ"تزييف غير شرعي لإرادة 54 مليون برازيلي وانتهاك الدستور في البلد الشقيق".


من جانبه، أعلن رئيس بوليفيا، إيفو موراليس، أن بلاده تسحب سفيرها من البرازيل بسبب عزل روسيف. وكتب موراليس على صفحته في تويتر: "إننا ندين الانقلاب البرلماني ضد الديمقراطية البرازيلية. ونقف إلى جانب ديلما والشعب البرازيلي في هذه اللحظة العصيبة".

من جهتها، اعتبرت الحكومة الكوبية أن "عزل الرئيسة (روسيف) من منصبها، من دون إظهار أي دليل على ارتكابها جناية فساد أو جرائم مسؤولية، ومعها "حزب العمال" وغيره من القوى السياسية اليسارية الحليفة، يشكًل عملاً مخالفاً لإرادة الشعب الذي انتخبها بملء إرادته".

ورأت في بيان لها أنه "خلال عهدي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا وديلما روسيف تم الدفع بنموذج اقتصادي-اجتماعي سمح للبرازيل بتحقيق قفزة في نموّها الإنتاجي بمشاركة اجتماعية، والدفاع عن مواردها الطبيعية، وتوفير فرص العمل، ومحاربة الفقر، وإخراج أكثر من 35 مليون برازيلي من حالة البؤس حيث كانوا يعيشون ظروفاً لاإنسانية ، ورفع مستوى دخل أربعين مليوناً آخرين، وتوسيع إطار فرص التعليم والطبابة في متناول أبناء الشعب، بما فيها قطاعات كانت مهمّشة حتى ذلك الحين".

وأضاف البيان "خلال هذه الفترة، لعبت البرازيل دوراً هاماً فكانت عاملاً نشيطاً في دفع عملية التكامل في أميركا اللاتينية والكاريبي. وإلحقت الهزيمة بـ"اتفاق التجارة الحرة للأمريكتين" (ألكا)، والدعوة لعقد "قمة أميركا اللاتينية والكاريبي حول التكامل والتنمية"، التي أدّت لاحقاً الى تأسيس "اتحاد دول أميركا الجنوبية"، " أوناسور" وكذلك منظمة "سيلاك".
وجددّت الحكومة الكوبية التأكيد "على تضامنها مع الرئيسة ديلما والرفيق لولا، ومع حزب العمال"، وعبّرت "عن ثقتها بأن الشعب البرازيلي سيدافع عن الإنجازات الاجتماعية التي حققها، وسيعارض بحزم السياسات النيو -ليبرالية التي يسعون لفرضها عليه كما سيمنع سلبه موارده الطبيعية"

المصدر: الميادين

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]