عاشت بلدة كفر كنا مؤخرًا واحدة من اسوأ لياليها، وذلك بعد حادثة مقتل الشاب محمد زريقات دهسًا قرب مفترق كفر كنا على خلفية شجار عائلي! 

ويُشار إلى أنّ المرحوم شاب في الـ28 من عمره وقد تزوج حديثا ورزق بطفله الأول قبل شهر! ولاقت الجريمة سخطًا وغضبًا في الشارع الكناوي بشكل خاص، والشارع العربي بشكل عام، خاصةً وأنّ العنف المستشري في مجتمعنا بات يثير قلق الجميع. 

وفي خطوةٍ، أقل ما يمكن وصفها بالنبيلة، والمحزنة في ذات الوقت، نشر عبد الفتاح زريقات، والد محمد، اليوم الإثنين، رسالة على أهالي كفركنا محتسبًا ابنه محمد شهيدًا وآملا أن يكون محمد آخر ضحايا العنف!

والد القاتل صديق عزيز علي وقريب لي

وجاء في الرسالة: انا عبد الفتاح زريقات والد المقتول محمد زريقات من كفركنا، والذي قتل مساء يوم الاربعاء على يد اثنين من افراد عائلته دهسا، بدون أي سبب يدعو للقتل.

وقالت الرسالة: ابني محمد من الشباب المحبوبين في العائلة والقرية، وخبر قتله كان مفجعا لاهل القرية خاصة وللناس عامة، فهو معروف بحسن خلقه وكرمه مع اصحابه ونشاطه في عمله ومساعدته للناس، حتى ان علاقته مع القاتلين كانت ممتازة قبل الحادث، فقد كان ابني يحاول مساعدتهم بتحسين وضعهم الاقتصادي وايجاد فرص عمل.

وأضافت: والد القاتل صديق عزيز علي وقريب لي ويسكن في نفس الحارة، وهذا ما جعل الحادث أشد صعوبة وقسوة علي حيث جاء القتل من اعز الاصدقاء بصورة بشعه وغدرا.

اهمالنا للتربية 

وجاء فيها ايضًا: بحكم كوني من وجهاء العائلة حاولت الاصلاح بين والد القاتل وابن عمه، واستجاب لي، لكن ابنه لم يرضى بالصلح وقام مع ابن عمته باستدراج ابني لمكان الجريمة وخططوا لضربه ودهسه والذي ادى الى قتله.ان بشاعة التخطيط والتنفيذ للجريمة تدل على عمق آفة العنف في قلوب القاتلين، وبالتالي يدل على انعدام الاخلاق وقلة الدين.ان اهمالنا لتربية ابنائنا كافراد مجتمع وتركهم يقضون ساعات طويلة خارج البيت واطار الاسرة في المقاهي والشوارع، غذى فيهم الابتعاد عن الاسرة والتماسك الاجتماعي وقلة الخوف من الله وعقوبته والبعد عن تعاليم الدين واداب المجتمع.

وناشدت الرسالة: انا ابو محمد ربيت ابنائي على حب الناس والمجتمع، احترام الصغير والكبير، صلة الرحم وبر امهم واخواتهم، والله اختارني لامتحان ما ربيت عليه ابنائي، لذلك بعد الحادث مباشرة طلبت من جميع افراد العائلة لجم غضبهم وعدم القيام بأية ردة فعل والسماح لذوي القتلى بمغادرة البلدة بسرعة لحقن الدماء، وعدم التعرض لهم ولممتلكاتهم بل وحراستها، وقد التزموا جميعهم بذلك وهذا ما اثار دهشة اهل القرية وافراد الشرطة، حيث اقتصرنا الترحيل على بيتين فقط وهما بيتي القاتلين. وقد فعلت هذا امتثالا لوصية رسولنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم وامتثالا لامر الله بكظم الغيظ والعفو عند المقدرة.

"بودي اوجه رساله للمجتمع : ان العنف مسؤولية الجميع، علينا الوقوف متكاتفين لايقاف هذا الوباء ومعالجته عن طريق تربية ابنائنا على التحكم بأنفسهم وقت الغضب واختصار مظاهر العنف".

بيئة آمنة لحفيدي 

وقالت الرسالة: اطلب من افراد قريتي ومجتمعي بان يوفروا بيئة أفضل لحفيدي عبد الفتاح ابن محمد ابن الثلاثة اسابيع وللاجيال القادمة ليعيشوا بمجتمع أفضل خالي من العنف وقريبا من كنف الاسرة بجو من التفاهم والحوار والمودة. واخيرًا اقول ان لله وانا اليه راجعون واستودع ابني محمد برحمة الله واحتسبه شهيدا واتمنى ان يكون اخر ضحيه للعنف، وان يقتدي بي الناس في خلق العفو وكظم الغيظ. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]