أعرب المرصد الأورومتوسطي عن قلقه البالغ مما بدأت تمارسه بعض شركات الإعلام الاجتماعي في "تقييد حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير على أساس تمييزي"، خاصة الاتفاق الأخير بين شركة فيسبوك و"إسرائيل".

وعبر المرصد في كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ضمن أعمال الدورة 33 لاجتماعات المجلس الاثنين، عن خشيته أن ترتكب فيسبوك بموجب الاتفاق "خروقات قائمة على التمييز".

وأوضح المرصد أن ذلك يسهم في تغييب الرواية الفلسطينية أمام الرواية الإسرائيلية وغض الطرف عن الموجة الواسعة للتحريض والكراهية التي يمارسها بعض قادة "إسرائيل".

وكانت "إسرائيل" توصلت مؤخرًا إلى اتفاقية مع "فيسبوك" تقضي بحجب المحتوي العربي لا سيما الفلسطيني منه بدعوى "الإرهاب"، إضافة إلى تعاون مشترك بينهما لمواجهة الصفحات الفلسطينية وحسابات الناشطين عليها.

وقال المرصد إنه يتابع نتائج هذه الاتفاقية، ويرّقب بقلقٍ شديد تعزيزها لرواية قادة الاحتلال، خاصة المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في الوقت الذي تقوض فيه هذه الاتفاقية رواية الضحايا من الفلسطينيين.

ولفت إلى الدور السلبي الذي تلعبه الاتفاقية من خلال تحكمها في إحدى أشكال التعبير الحديثة "المواطن الصحفي" وهو الذي تتيحه وسائل التواصل الاجتماعي.

وطالب الأورومتوسطي بإدانة هذه الصور من التمييز بكافة أشكاله ورفضها في مهدها، مؤكدًا أن الإنسانية بحاجة إلى القضاء على صور التمييز والعنصرية التي كانت قائمة أصلًا؛ لا خلق صور جديدة تزيد من معاناة الإنسان واحتكار حقوقه.

اللجوء

كما أكد المرصد خلال كلمته على ضرورة إنهاء كافة أشكال التمييز والعنصرية؛ التي برزت خلال معالجة مشاكل طالبي اللجوء في لبنان وأوروبا بناءً على الجنسية والهوية الدينية.

وتساءل المرصد عن موقف المجلس من التصريحات المُسيئة وغير المسؤولة التي أدلى بها بعض المسؤولين في دول الاتحاد الأوروبي، والتي عبرت بشكل صريح عن نيتهم الترحيب بمهاجرين ذوي جنسيات وأديان معينة دون سواهم من ذوي الهويات والخلفيات الأخرى.

وعد المرصد الأمر تمييزًا واضحًا يسيء للمواثيق الدولية وقانون حقوق الإنسان وما تتضمنه من مبادئ العدالة والمساواة.

وطالب في الوقت ذاته كافة الجهات المسؤولة بإدانة مثل هذه التصريحات التي تنمي روح الكراهية و"رهاب الآخر" حتى لو كان إنسانًا في قمة العوز والحاجة للإيواء والحماية من الاضطهاد والحرب والقتل.

وجدد المرصد تأكيده على ضرورة إيلاء قضية اللاجئين الفلسطينيين والسوريين في لبنان اهتمامًا خاصًا، حيث تُمارس بحقهم أشكالٌ مختلفةٌ من التمييز العنصري؛ يتمثل في حرمانهم من أبسط الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وصحة وتعليم وتوظيف.

ولفت الأورومتوسطي إلى تصريحات وزير الخارجية اللبناني جبران باسل الأخيرة والذي قال فيها إن: "جمهوريته مستعدة لمنح الجنسية لأبناء اللبنانيات من غير زوجات الفلسطينيين والسوريين"، وقد علل هذا القرار بـ"الحاجة للحفاظ على هوية لبنان".

وشدد المرصد على أن تصريحات باسل ليست فقط تمييزًا ضد اللاجئين من هويات معينة ولكن أيضًا تمييزًا ضد النساء اللبنانيات وتقييد لحريتهن في اختيار أزواجهن.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]