يصادف اليوم ذكرى وفاة الزعيم العربي جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية الموحدة، وتأتي ذكرى وفاة عبد الناصر في اسوأ حال ممكن للأمة العربية، فتعيش معظم الدول العربية حالات انقسام دموي شديد ونخص بالذكر سورية واليمن وليبيا، الدول التي حارب جمال عبد الناصر لأجلها.

فى الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970 توفى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وتحل علينا اليوم الذكرى 46 على وفاته، وفيما يلى بعض ما أنجزه "عبد الناصر" فى المجال السياسى:-

ما أن أتم جمال دراسته الثانوية وحصل على البكالوريا فى القسم الأدبى قرر الالتحاق بالكلية الحربية، ولكنه لم يقبل فى الكلية، ثم تقدم إلى كلية الحقوق ومكث فيها ستة أشهر إلى أن عقدت معاهدة 1936، واتجهت النية إلى زيادة عدد ضباط الجيش المصرى من الشباب فتقدم للكلية الحربية مرة أخرى ونجح هذه المرة، وتخرج فيها برتبة ملازم ثان فى يوليو 1938.

التحق جمال فور تخرجه بسلاح المشاة، ونقل إلى منقباد فى الصعيد، وهو ما أتاح له النظر إلى أوضاع الفلاحين وبؤسهم من جديد.

وفى عام 1939 طلب جمال نقله إلى السودان.. فخدم فى الخرطوم، وفى مايو 1940 رقى إلى رتبة ملازم أول، وفى نهاية عام 1941 بينما كان روميل يتقدم نحو الحدود المصرية الغربية عاد جمال إلى مصر ونقل إلى كتيبة بريطانية تعسكر خلف خطوط القتال بالقرب من العلمين.

رقى جمال عبدالناصر إلى رتبة اليوزباشى "نقيب" فى 9 سبتمبر 1942، وفى 7 فبراير 1943 عين مدرسا بالكلية الحربية.
وفى 29 يونيو 1944 تزوج جمال من تحية محمد كاظم، وأنجب منها ابنتيه هدى ومنى وثلاثة أبناء هم خالد وعبدالحميد وعبدالحكيم.
شارك فى حرب 1948 خاصة فى أسدود ونجبا والفالوجا، وعقب انتهاء الحرب، عاد عبد الناصر إلى وظيفته مدرسا بالكلية الحربية.
كان لعبد الناصر دورا مهما فى تشكيل وقيادة مجموعة سرية فى الجيش المصرى أطلقت على نفسها اسم "الضباط الأحرار"، حيث اجتمعت الخلية الأولى فى منزله فى يوليو 1949 وضم الاجتماع ضباطا من مختلف الانتماءات والاتجاهات الفكرية، وانتخب فى عام 1950 رئيسا للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، وحينما توسع التنظيم انتخب قيادة للتنظيم وانتخب عبد الناصر رئيسا لتلك اللجنة.
علم ناصر أن الملك فاروق قد عرف أسماء الضباط الأحرار، وسيلقى القبض عليهم، فانطلق مع زملائه صباح يوم 23 يوليو 1952 ليستولوا على الأجهزة والهيئات الحكومة، ومبنى الإذاعة، والمرافق العامة، ليعلنوا للشعب انتهاء فترة الاستعباد وبداية لعصر جديد مشرق فى تاريخ مصر والعرب، ولأن ناصر اعتقد أن الشعب المصرى لن يتقبل أن يكون قائد الثورة برتبة "مقدم" لذلك اختار اللواء محمد نجيب ليكون قائدا للثورة.
وفى يوم 18 يونيو عام 1953، تم إلغاء النظام الملكى وأعلن قيام الجمهورية فى مصر، وكان نجيب أول رئيس لها.
وبعد أن استقرت أوضاع الثورة أعيد تشكيل لجنة قيادة الضباط الأحرار، وأصبحت تعرف باسم مجلس قيادة الثورة وكان يتكون من 11 عضوا برئاسة اللواء أركان حرب محمد نجيب، وفى يونيو عام 1956 أصبح عبدالناصر أول رئيس منتخب لجمهورية مصر العربية فى استفتاء شعبى.
فى 26 يوليو عام 1956، قدم ناصر خطابا فى الإسكندرية أعلن فيه تأميم شركة قناة السويس كوسيلة لتمويل مشروع سد أسوان فى ضوء انسحاب القوات البريطانية الأمريكية، الأمر الذى استفز بريطانيا وفرنسا وإسرائيل مما أدى إلى قيام حرب 1956، والتى انتهت بانسحاب القوات الأجنبية.
وبدأت إسرائيل بعد ذلك الوقت بالتوسع فى عمليات الاستيطان فى فلسطين والاعتداءات على سوريا الأمر الذى دفع مصر إلى الدخول فى حرب 1967 والتى انتهت بالنكسة.
بعد حرب 1967 خرج عبد الناصر على الجماهير طالبا التنحى من منصبه، وأعقب ذلك خروج مظاهرات فى العديد من مدن مصر طالبته بعدم التنحى عن رئاسة الجمهورية واستكمال إعادة بناء القوات المسلحة تمهيدا لاستعادة الأراضى المصرية، واستجاب عبدالناصر لرغبة الشعب المصرى واهتم بإعادة بناء القوات المسلحة المصرية، وبدأ حرب استنزاف مع إسرائيل عام 1968.

وفى 28 سبتمبر 1970 رحل عن دنيانا الزعيم جمال عبدالناصر بعد 14 عامًا قضاها رئيسا لمصر فى مرحلة فارقة من تاريخها الحديث، تاركا إرثا عظيما من الوطنية وتحدى قوى الاستعمار، وقد شيع جثمانه فى مشهد مهيب حيث خرج ملايين المصريين لتوديع جثمان الزعيم الراحل. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]