توفي اليوم فجرًا شمعون بيرس رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ورئيس الدولة سابقًا عن عمر ناهز 93 عاما، بعد أن نقل إلى المستشفى قبل أسبوعين عقب إصابته بجلطة، واضطر الأطباء إلى إدخاله في غيبوبة حينها لمنع وصول النزيف إلى دماغه، وساءت حالته الصحيّة أخيرًا.

وقبل رئاسته للدولة، شغل بيرس مناصب عدة خلال سبعة عقود شملت منصب رئاسة الحكومة ثلاث مرات، كما عمل وزيرًا للخارجية والمالية في حكومات متعاقبة.

وفي عام 1994 مُنح بيرس جائزة نوبل للسلام مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الراحل اسحق رابين عقب توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل والفلسطينيين! وكان بيرس قد صرّح في إحدى المناسبات بأن "الفلسطينيين هم أقرب جيراننا. وأرى أنهم يمكن أن يكونوا أقرب أصدقائنا".

وعلى الرغم من "الجائزة" والتصريحات، التي قد تبدو يسارية، فأن العالم الأفتراضي في الـ 48 لم ينسى لبيرس إنجازاته "الأمنية" السابقة والتي لاحقت الفلسطينيين، حيث قرر أن "يودعه" بطريقته الخاصة.  

المحامي والناشط الحقوقي المعروف اياد رابي كتب على الفيسبوك "مودعًا": بيرس فقد وعيه في ذكرى إتفاق أوسلو وقضى في ذكرى رحيل عبد الناصر. مُفارقة صدفت، وفي طرفي الجملة اسمان مع مشروعين، بينهما، لكل إنسانٍ حرٍّ، سنين ضوئية فاصلة بين مُوجِبات ونافيات التبجيل والتماهي.

وأضاف: هي مفارقة نادرة لكنها مقارنه مجحفة بين من قاد وألهم حركات تحررية من الاستعمار والإمبريالية والظلم ومن مثل حركة كولونيالية عنصرية استيطانية إحتلالية.. واتفاق أوسلو كان الثمرة الهجينة لتجاهل طبيعة المشروعين.

بدوره اوضح الناشط السياسي عروة سيف على الفيسبوك: هكذا حمامة السلام تألقت بمواقفها النوبلية؛ 1. بالتزامن مع مفاوضات اوسلو، وفي نظرة مستقبلية لما يخطط له بيرس قال "نحن ندخل نظاما اقليميا جديدًا، من اليوم وصاعدًا لن يكون الصراع في الشرق الاوسط بين العرب واسرائيل، وانما بين السنة من جهة والشيعة التي تقودها ايران من جهة أخرى. وستكون اسرائيل داعمة للصف السني.2. في مقابلة تلفزيونية طويلة في الفترة نفسها، سئل بيرس عن حدود اسرائيل، اين هي حدود دولة اسرائيل؟ فأجاب "ستكون لاسرائيل ثلاثة انواع من الحدود، في ثلاث دوائر: حدود سياسية، واخرى امنية وثالثة اقتصادية". وهذا هو تصور الحركة الصهيونية كحركة كولونيالية، وذراعا للامبريالية العالمية، من بداياتها.

وأضاف متطرقًا إلى المحور الثالث: في خضم العدوان الاسرائيلي على لبنان والمسمى "عناقيد الغضب" وهو العدوان الذي قاده شمعون بيرس بهدف استرضاء قوى اليمين عشية الانتخابات، وردًا على السؤال، لماذا تُقصف القرى اللبنالنية ويتم تهجير المدنيين؟ قال "نحن نهجر اهالي الجنوب باتجاه الشمال لكي يصلوا الى بيروت فيدقوا ابواب السياسيين، لعلهم يفهمون انه لا بد الخضوع للشروط الاسرائيلية". وهذا هو الارهاب بعينه، اي ايقاع الاذى بالمدنيين بهدف تحقيق اهداف سياسية. وهو يؤكد المنهجية الارهابية لسياسة بيرس في حياته. وبالمناسبة فشل بيرس في تحقيق الهدفين.

اما الناشط السياسي والحقوقي المحامي سامي مهنا فكتب معلقًا على الفيسبوك: غياب شمعون بيرس عن الحلبة السياسية، يُسقط آخر أقنعة السلام المؤثرة، ويزيل الميكياج المسرحي، عن الوجه الاسرائيلي الحقيقي، أمام الرأي العام العالمي.

اما الناشطة دعاء زيد فعلقت بالقول: كي لا ننسى، بيرس هو ليس حمامة السلام كما نعتقد!"ستدفعين الثمن يا غزة ! عشرة اضعاف!"بعد هذا الوعيد باشهر ذبحت اسرائيل 2174 فلسطيني في غزة منهم 530 طفل وخلفت 10870 جريح منهم 3303 اطفال ثلثهم سيعانون من إعاقة دائمة. 100000 مهجر فلسطيني بلا مأوى و17132 منزل مدمر. شمعون بريسكي (بيرس) - عندما تتكلم العيون.

الباحث والصحافي برهوم جرايسي كتب عن الموضوع موضحًا: شمعون بيرس مات، ظهر بيرس في المسارح العالمية، بعباءة "رجل السلام"، عباءة ورقية مهترئة.إلا أن التاريخ سيرصده كمن فتح قنوات للحوار، ولكن في حقيقته، لم يكن معنيا في أي يوم بحل الصراع، بالشكل الذي من الممكن أن ينهيه. فرجل "السلام"، يتأكد، أنه "رجل السلاح"، رجل "مفاعل ديمونة"، و"سلاح النانو تكنولوجي".

اما السياسي والقيادي د. عمر سعيد فكتب على الفيسبوك منتقدًا أصوات "المديح": اشمئزاز،لا أستطيع ان اخفي نفوري واشمئزازي من جوقة المتربصين بكل صوت وطني واضح يحلق خارج فضاء الاجماع "العربي الاسرائيلي" المحلي، هذا الإجماع الناجز وغير المعلن، والذي تؤسس له وترعاه أوساط نافذة ومتفذلكة وطنيا تعمل بين ظهرانينا، ويعبر عنه بعض حملة الشهادات والنشطاء وصولا حتى لمن تحوم حوله غيمة من الشبهات ...، لا بد لنا من مواجهته. ما كتبه النائب باسل غطاس عن شمعون بيرس صحيح بالمطلق ومعروف للجميع، ولكن أهميته تأتي في اعتراض مشهد النفاق القادم بقصائد المديح والغزل التي ستطرز بحقه بعد وفاته، وطوابير المعزين التي ستضم رؤساء أحزابنا ومجالسنا والقيادات المجتمعية، في مشهد ذليل يمكن لكل طفل تخيله.

وأضاف: علينا ان نحمي وعي اجيالنا ونقدم نموذجا صادقا لأبنائنا الذين يتعرضون لحملة مسمومة من التشويه الوطني والطائفي، ولهم نقول؛ لا يغرنكم ارتفاع منسوب بعض الأفكار والاوهام المستعادة، ولا دهاء وخبث مروجيها، فكثير من المواقف المتأسرلة التي تطل برأسها مؤخرا لا تعبر عن اعادة الاعتبار لها، بقدر ما هي جثث وهياكل فكرية ميتة تطفو على سطح الواقع التعيس، وستتبخر بزوال دوافعها ومسبباتها الطارئة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]