بعد 18 عشر عاما من الدراسة الجامعية، احتفلت عائلة السيدة مأمون وايمان غنايم امس الخميس، بنجاح الزوجة، الام الطبيبة ايمان(36 عاما) التي حصلت بالامس على شهادة الطب من جامعة بار ايلان فرع كلية صفد. ويكمن من وراء هذا النجاح قصة مؤثرة، وذلك بعد ان تحدتت الطبيبة ايمان غنايم صعاب كثيرة، واجهتها في مسيرتها التعليمية التي انطلقت في عام 1998 حين كانت قد اتمت الـ 18 عاما ، حيث بداية دراستها الجامعية كانت في الجامعة العبرية في القدس، وبعد اربع سنوات حصلت على اللقب الاول في التمريض، ومن ثم تعرفت على شريك حياتها وتزوجت من مأمون غنايم الذي كان يدرس في بئر السبع موضوع التربية البدنية، لتضطر الطبيبة ايمان بالتنقل بين العمل في القدس، ولقاء زوجها في بئر السبع وبيتها في سخنين، كل هذا بعد ان حافظت ايضا على عائلتها حيث رُزقت بثلاث بنات اكبرهم في سن الحادية عشر والصغيرة 3 سنوات.

نجحت بتخطي جميع هذه المراحل بامتياز وتحقيق حلمي لدراسة موضوع الطب

طموح الدكتورة ايمان غنايم لم يتوقف عند اللقب الجامعي الاول وانما حصلت ايضا على اللقب الثاني في موضوع التمريض من جامعة القدس، "وضعت امامي تحدي وهو دراسة موضوع الطب" هذا ما صرحت به د. ايمان غنايم لموقع بكرا حيث اضافت:" بعد سنتي الاولى في دراسة اللقب الثاني، انتقلت للسكن في بئر السبع بجانب زوجي وعملت في مستشفى "سوروكا" لمدة سنتنين، وهناك درست لمدة سنتين اختصاص جديد (تنفس،علاج مكثف وقلب) هذا بالاضافة لدراستي للقب الثاني، ورغم هذا لم اتنازل عن حلمي بدراسة موضوع الطب، للاسف الشديد لم يتم قبولي في جامعة بن غوريون لدراسة موضوع الطب، ولن عملت هناك في قسم الابحاث.
واضافت د. غنايم:" بعد اعلنت جامعة تل ابيب عن فتح برنامج الاربع سنوات لتعليم الطب، على الفور قمت بالتسجيل، ولكن ايضا هنا لم تكن الطريق مفروشة امامي بالورود، حيث قاموا بوضع العراقيل امامي، وذلك من خلال وضع شروط تقريبا مستحيلة، ولكن كل هذا لم يمنعني من المحاولة مرة اخرى، حيث كان جل تفكيري منذ السنة الاولى للتمريض في جامعة القدس هو متى سوف انتقل لدراسة موضوع الطب. لم اتندم على كل ما مررت به، وجميع دراستي كانت حسب رايي صحيحة وسليمة، ومن ثم تم قبولي للطب في جامعة بار ايلان فرع كلية صفد، وفي جامعة تل ابيب، بعد ان مررت بمراحل اختبار صعبة جدا ولكن نجحت بتخطي جميع هذه المراحل بامتياز وتحقيق حلمي لدراسة موضوع الطب، وتم اعطائي منحة تعليمية، دراسة اربع سنوات مجانا، اضافة الى منحتين ماليتين من الجامعة.

اولادي وزوجي هم جزء لا يتجزأ من الانجاز

واردفت:" رغم محاولتي بان تكون كل الامور متكاملة، الا كان هنالك بعض النقص، ولكن لم يكون هناك أي تقصير من ناحيتي في الامور الاساسية في البيت، وخاصة تربية البنات، حيث بدات دراسة الطب مع بنتين، انتقلنا من بئر السبع الى سخنين، ولكن مع مساعدة الزوج، الاهل، نجحنا بتخطي كل هذه الصعاب، وذلك بالارادة القوية يمكن تحقيق الحلم.، اضطررت لتقليص الفعاليات والعلاقات الاجتماعية في سخنين، وكان هنالك تقصير، وذلك لضيق الوقت، والعمل حسب سلم الاولويات، لكن كلي امل بان الجميع سامحني لتغيبي عنهم في فترة معينة.
الان سوف اجري فترة التدريب في مستشفى رمبام في حيفا، كان املي ان اختص جراحة قلب وصدر، ولكن الان افضل ان اكون طبيبة نساء، وذلك نتيجة لحاجة المجتمع العربي لمثل هذا الاختصاص، مجتمعي بحاجة لي، وموضوع الطب هو رسالة سماوية، التعليم لا ينتهي، تربية الاولاد مهمة جدا، يمكن التنازل هنا وهناك عن اشياء في سبيل تحقيق الاهداف، اليوم اولادي وزوجي هم جزء لا يتجزأ من الانجاز الذي حصلت عليه، ربما هذه السنوات الكثيرة التي قضيتها في التعليم تعود الى النقص في التوعية لدى الطلاب في المدارس الاعدادية والثانوية، كان يجب على المسؤولين ارشاد الطلاب وتوعيتهم لاختيار الموضوع الملائم لهم، ولو حصل هذا لما كنت قضين هذه السنوات للوصول الى موضوع الطب".
واختتمت ايمان حديثا بقولها :" لا يوجد أي امر يقف امام الإرادة امل ان يستفيد البعض من تجربتي هذه، ويصروا على تحقيق احلامهم واهدافهم".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]