نظم حزب الوفاء والإصلاح مساء أمس الجمعة، مهرجانا حاشدا إحياءً للذكرى الـ 16 لشهداء هبة القدس والأقصى في قرية جت المثلث تحت عنوان “لن ننسى”، شارك فيه حشد كبير من أهل الداخل الفلسطيني وفي مقدمتهم عائلات وأسر الشهداء والاستاذ محمد بركة رئيس لجنة المتابعة وقيادات سياسية وحزبية أخرى.

واستهل المهرجان بآيات من القرآن الكريم تلاها الشيخ محمود محمد العارف، فيما تولى العرافة الأستاذ أحمد بشناق.

وتحدث في المهرجان كل من الشيخ حسام أبو ليل رئيس حزب الوفاء والإصلاح والسيد محمد بركة رئيس لجنة المتابعة ووالد الشهيد أحمد صيام، بالإضافة إلى فقرات فنية عرضت أمام الحضور.

لن ننسى شهدائنا تاج الوقار والعز والفخار

رئيس حزب الوفاء والإصلاح الشيخ حسام أبو ليل قال في كلمة له أمام الحشد الجماهيري، إن الحزب له الشرف أن يبدأ فعالياته بإحياء ذكرى هبة القدس والأقصى، “لن ننسى أقصانا وقدسنا وكيف ننسى وهو عقيدة في ديننا”.

وأكد الشيخ أبو ليل أن مشروع الاحتلال الإسرائيلي بتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا من خلال تميع اقتحامات المستوطنين وتدنيسهم لحرمة المسجد لن يقبله أي مسلم ولا عربي حر ومن يسلم فيه فهو خائن، وقال: “لن تروا منا أصبع ولا أذن ولا طرفة عين تقول نعم للتقسيم، فالأقصى أقصانا والقدس قدسنا والأرض أرضنا وهي ثابت من ثوابتنا ولن نتخلى عنها”.

وتطرق الشيخ حسام إلى قرار المحكمة المركزية في القدس يوم أمس الخميس التي أصدرت حكما جائرا على ثلاثة مسنين بالسجن 14 شهرا وفرضت عليهم غرامة مالية بقيمة 15 ألف شيكل، “جريمتهم أنهم يصلون ويعتكفون في الأقصى ويكبرون وجريمتهم أنهم يعترضون على التدنيس” مضيفا أن الصلاة والتكبير صارت جريمة في القضاء الإسرائيلي علاوة على الأحكام التي كانت قبل من الاعتقالات الإدارية والابعادات والغرامات ومنع القائمة الذهبية من دخول المسجد الأقصى”.

وعن شهداء هبة القدس والأقصى قال رئيس حزب الوفاء والإصلاح: “لن ننسى شهدائنا تاج الوقار والعز والفخار وجماهيرنا لن تنسى دماء شهدائنا الذكية التي سالت دفاعا عن أوطاننا ومقدساتنا، ولن ننسى أن نحيي ذكرى شهداء يوم الأرض وذكرى النكبة وشهدائنا الذين سفكت دمائهم بدم بارد واعدامات ميدانية الى يومنا هذا لا لذنب ولا لجريرة إلا لأنه عربي، كل التحية والرحمة لهؤلاء الشهداء الذين ضحوا بدمائهم وكل التحية لأهلهم وذويهم من صبروا وقدموا أغلى ما يملكون دفاعا عن أوطاننا”.

وطالب أهل الداخل الفلسطيني عامة ومعلمي المدارس خاصة أن تبقى قضية الشهداء وقضية هبة القدس والأقصى حية لا تموت في وعي الأبناء “لا يكفي أن نحمل القيادة المسؤولية فقط، كل فرد فينا وكل في مكانه يؤدي هذا الدور كي تبقى هذه الثوابت حية بين أبناء الجيل”.

ودعا الشيخ حسام أبو ليل القيادة الفلسطينية لتوحيد صفوفهم نصرة للقضايا والثوابت، وقال: “يا قيادة الشعب الفلسطيني لن يكون يوما تحرير ولا فرج طالما يبقى هذا الانقسام والتشرذم والانبطاح من البعض وما تزال أيضا هذه الخدمة التي تسمى التنسيق الأمني قائمة، انحازوا إلى قضاياكم والى شعبكم والى أسراكم والى القدس والمسجد الأقصى”.

رغم الجراح متمسكون بحقنا وقدسنا

ونيابة عن ذوي شهداء هبة القدس والأقصى، تحدث والد الشهيد أحمد صيام وشكر القائمين على المهرجان الحاشد ووصفة بمهرجان العزة والكرامة وقال: “إنها للفتة نبيلة كريمة تغمرني وتغمر أهالي الشهداء بشعور يعجز البيان عن وصفه”.

وقال: “ها نحن نطوي العام السادس عشر من ذكرى استشهاد أبنائنا ولا يزال موكوب الشهداء يسير وما زلنا نودع أبنائنا يوما تلو الأخر، فشلال الدماء ما زال يسيل في كل أنحاء الأرض المباركة وما زال المجرم طليقا ونحن ما جئنا هنا إلا لنوقع من جديد على ثبات نبض شعبنا دمه وعرقه من غزة حتى الضفة والداخل الفلسطيني وتأجج هذا الترابط بإحياء ذكرى هبة القدس والأقصى ونشحن النفوس بضرورة استمرارية النضال في سبيل الحصول على حقوقنا وحقوق الشعب الفلسطيني”.

وتابع: “الشهداء مفخرة للشعب الفلسطيني والعربي وللأمة أجمع، سيجِلهم التاريخ في سجلاته ويذكر أبطالنا الصغار بين عطاء التاريخ، رغم الجراح متمسكون بحقنا وقدسنا وبقضيتنا العادلة وسنضحي بالغالي والنفيس من أجل الدفاع عن حقنا المغتصب ورسالة إلى الاحتلال أنك مهما عربدت وغطرست وسلبت الأرض والمقدسات وقتلت الأبرياء لن تنال من عزيمتنا ولن تكسر ارادتنا والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار”.

الداخل الفلسطيني يمر بمرحلة دقيقة

وقال السيد محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا، إن المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني يمر بمرحلة دقيقة “لم تنقطع للحظة سياسة الاضطهاد والتمييز ضدنا ولم تنقطع سياسية فرق تسد”.

وأضاف: “نحن نريد كامل حقوقنا في المسكن والعمل والصحة والعيش الكريم وفي كل شيء لكن لا نريد من أحد أن يساومنا على انتمائنا وهويتنا وعلى أرضنا وتاريخنا وتراثنا مقابل فتات يلقونه إلينا، نحن لسنا دواجن في القفص الصهيوني نجلس ليعلفونا كما يشاؤون ونجلس في هذا القفص خانعين خاضعين، هذا لن يكون ابدا وعلينا ان نكون متيقظين متنبهين الى هذا المسعى”.

وأشار بركة إلى أنه في 17/11/2015 أقدمت المؤسسة الإسرائيلية على قرار له أبعاد كبيرة وخطيرة على مجتمعنا عندما قررت حظر الحركة الإسلامية، وبيّن أن حظرها لم يكن موجها ضدها فقط، إنما كان خطوة أولى كبيرة من أجل الإجهاز على العمل السياسي الوطني الملتزم في أوساط شعبنا وكانت الحجة في حينة الارهاب ودعمه، والذي يمارس الإرهاب هو تلك الحكومة التي تقتل أبناء شعبنا بإعدامات يومية والتي تعتدي على المقدسات والمسجد الأقصى واقامت التقسيم الزماني في الحرم الابراهيمي الشريف والتي تنتهك الحفريات والتي قتلت 13 شابا في عام 2000 وحتى اليوم قتلت 53 مواطن عربي وهذا ارهابا وأرادوا ان يضعونا في خانة الإرهاب، أما اليوم أرادوا أن وضعنا في خانة الفساد في موضوع حزب التجمع وقيادته.

وشدد رئيس لجنة المتابعة على أن الهجوم على الحركة الاسلامية والتجمع هو هجوم علينا جميعا ولا نريد ان يأتي يوم وأن نقول أكلنا يوم أكل الثور الأبيض، وبعث تحية الى ثلاثة أسرى من قيادة الداخل الفلسطيني وهم السيد أمير مخول والنائب سعيد نفاع والشيخ رائد صلاح.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]