أكد رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، في خطابه أمام الألوف المشاركة في مسيرة سخنين الوحدوية اليوم السبت، احياء لذكرى هبة القدس والاقصى، على أن معركتنا الأساس هي في مواجهة المؤسسة الصهيونية الحاكمة، داعيا الى مزيد من الوحد ورص الصفوف في مواجهة كافة السياسات العنصري، وفي هذه المرحلة بالذات، تصعيد نهجد الملاحقات السياسية، من أجل ضرب القيادة وتفتيت الجماهير لتكون لقمة سائغة امام مؤامرات السلطة الحاكمة.

وافتتح رئيس المتابعة بركه كلمته، موجها التحية لأرواح الشهداء وعائلاتهم، ولعموم شهداء شعبنا. واستذكر تلك الأيام، حينما اقتحم المجرم أريئيل شارون المسجد الاقصى المبارك ليدنسه بحماية حكومة إيهود باراك، الذي أرسل جيشه في اليوم التالي ليرتكب مجزرة في باحات المسجد الاقصى المبارك، ثم ليوجه ذات السلاح الينا هنا، ليمنعنا من حقنا بالإضراب والاحتجاج على الجريمة التي ترتكب ضد شعبنا، وعلى مدى أيام سقط من بيننا 13 شابا شهيدا ومئات الجرحى والمعتقلين، بسلاح القمع والاجرام.

وقال بركة، إنه بعد تلك الجريمة التي ارتكبتها الأجهزة بإيعاز من حكومة باراك، اقيمت لجنة أور، وبعد ذلك عينت لجنة وزارية برئاسة الوزير يوسيف لبيد. وكان الأحرى بمؤسسة حاكمة أن تستخلص النتائج من قتل مواطنيها، لكن إسرائيل قررت أن تبحث عن السبل ليس كي تصحح جرائمها، وإنما كي تضرب جماهيرنا. وهذا كان واضحا من لجنة لبيد إياها، التي اوصت بشكل واضح، بضرب قيادة الجماهير العربية، وتفتيت الجماهير العربية، وبلغة تصويرية أخرى، كانوا يقصدون قطع الرأس السياسي للجماهير العربية.

الأصوات المبحوحة والمشبوهة

وتابع بركة قائلا عن توصيات لجنة لبيد، قائلا، إنه بموازاة تلك التوصيات بدأت تصدر اصوات في شارعنا تقول، "شو عاملة لنا الأحزاب"، "شو عاملين لنا أعضاء الكنيست العرب"، وغيرها من عبارات التيئيس، من أجل أن يقطعوا دابر العلاقة بين شعبنا وقيادته. وأضاف، أنا لا اقول هذا الكلام، كي يفهم أحد وكأن القيادة منزّهة عن النقد، لا بل اقول وأدعو شبابنا أن يوجهوا انتقادهم لغرض التصحيح، ومن كل شعبنا أن يقولون ما يرونه من أجل تصويت المسيرة، ولكن الأصوات المبحوحة والمشبوهة، التي تريد أن تلعب في ملعب السلطة وتقول، لا نريد أحزابا، لا نريد نوابا، لا نريد رؤساء بلديات، لا نريد قيادة، من أجل أن يبقى هذا الشعب مشتتا، رهن أهواء ومؤامرات المؤسسة الحاكمة.

لذلك كان القرار في لجنة لبيد، التي عينتها حكومة أريئيل شارون، هو التحريض على القيادة وتفتيت المجتمع. والاستخلاص الأساسي الذي توصلوا اليه في ذلك الوقت، كان نشر ما يسمى "الخدمة المدنية"، التي تطورت في ما بعد الى "الخدمة العسكرية"، التي تطورت في ما بعد الى نشر سلاح الفتنه، الذي تطور في ما بعد الى دب العنف، سوس العنف في مجتمعنا من أجل أن يتآكل من الداخل. لذلك من يفهم، يجب ان يفهم أن العنف وأن مصادر الأرض، والهجوم على جهاز التعليم، والهجوم على حق العامل، وزيادة نسبة البطالة والفقر، كل هذا ناجم عن سياسة مخططة. ونحن لا نقول هذا من أجل أن نعفي أنفسنا، ولكن علينا أن نقرأ الخارطة جيدا، ويجب ان نقرأ مستقبلنا جيدا، ويجب أن نقرأ مستقبل اولادنا جيدا، كي لا نصل الى يوم ننظر فيه الخلف، لا نجد فيه إلا هباء.

الملاحقات السياسية

وتوقف بركة عند الملاحقات السياسية وسن القوانين العنصرية على شتى مسمياتها، ولكن بشكل خاص، هناك هجوم مركز على حياتنا السياسية، فإخراج الحركة الاسلامية (الجناح الشمالي) عن القانون، ليس قرارا موجها فقط ضد الحركة، إنما هو قرار موجه ضد كل واحد منا، من أن يضعوا كل شعبنا في خانة الارهاب، وخانة التطرف، بينما الارهاب والتطرف فيهم.

وتابع بركة قائلا، وفي الأيام الأخيرة، شّنت حملة على حزب التجمع الوطني الديمقراطي، والادعاء كان مخالفات وقضايا ادارية ومالية، فنحن رأينا مخالفات مالية في أحزاب أخرى، ولكنها لم تصل الى مداهمة البيوت في منتصف الليل، ولم تُساق الناس الى السجون في منتصف الليل، ويجب أن لا يفهم أحد، من كل قيادة الجماهير العربية، معنى أو له مصلحة في أي شكل من اشكال الفساد المالي، أو الفساد السياسي. ولكن هم رأس الفساد من رأس الهرم حتى أخمص قدميه، من بنيامين نتنياهو نفسه. وقلت في حينه، أنه لو كان يجب أن يُسجن قادة وناشطي التجمع بسبب هذه التهم، لكان يجب ان يقتحموا أولا بيت نتنياهو ذاته ويسجنوه أولاد.

وقال بركة، إنه يجب ان لا يخطئ أحد في ذلك، فالقضية هي محاولة لقمع وقطع رأس العمل السياسي في مجتمعنا، ووضعنا في خانة الفساد، بعد أن وضعونا في خانة الارهاب والتطرف، ولكن كل ما ينسبوه لنا، هو ممارساتهم هم على ارض الواقع، بينما نحن طلاب حق. وقال بركة، يجب أن لا يلتبس عليه أحد حقيقة الموقف، فنحن نمارس نضالا عادلا، والنضال العادل يُمارس بأدوات عادلة ونظيفة، هكذا كنا وهكذا سنبقى.

وتابع بركة، نحن نعتز بلجنة المتابعة، حيث تجتمع كل أطياف العمل السياسي، ونعتز بالوحدة التي انجزناها في القائمة المشتركة، وهذه الخطوات هي جواب للمؤسسة التي تريد أن تفكك وأن تقطع الرأس السياسي، هذا هو جوابنا، الوحدة ثم الوحدة، الكفاحية والنضالية، ومن أجل تعزيز هذا، علينا أن نحدد لأنفسنا ما هو التناقض الاساس الذي نعيشه. والتناقض الأساس هو ليس بيننا ببعض، إنما بيننا مجتمعين وبين المؤسسة الصهيونية الحاكمة، فمن يخطئ في هذا التقييم، فهو يخطئ بمصير شعبه. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]