في يوم الخميس 22 ايلول، وبعد ما يقرب من ستة أشهر من الموت المفاجئ للمهندسة المعمارية زُها حديد عن عمر ناهز الخامسة والستين عاما، افتتح في مدينة انتويرب البلجيكية واحداً من اروع المباني التي قامت بتصميمها الراحلة زُها حديد ، ، وقد أُقيم حفل كبير في الساحة التي حملت اسم زُها حديد في مدينة انتويرب البلجيكية.والمبنى هو المقر َ الجديد لإدارة ميناء مدينة "آنتويربْ . ويتميز تصميم ُ المبنى الذي يتسع لنحو 500 موظف، بأنه ُشيّد فوق مبنى قديم لرجال الإطفاء في المدينة يعود إلى القرن الـ 16 وهو القرن الذهبي للمدينة ويتألف المبنى الجديد من 2000 مثلث من الزجاج.. يعود الإبداع ُ في تصميم البناء الجديد الذي أُطلق عليه اسم "بيت الميناء" أن المثلثات الزجاجية التي تُظهر شكلَه الخارجي موجهة ً نحو السماء مما يعكس ألوان َطبقات السماء وبريقِها، وأدت الفرقة الموسيقية التي أحيت الحفل"نشيد الفرح" من السمفونية التاسعة لبيتهوفن.

وأثناء مراسم حفل الافتتاح،اشار مارك فان بيل، رئيس ميناء أنتويرب، الى روعة تصميم المبنى المتعدد الأوجه ، والى واجهته التي تبدو وكأنها تتفجّر في خضم حقل عاصف من مثلثات عاكسة، واصفاً إياه بـ"سفينة الماس" في اشارة على حدٍ سواءٍ الى تجارة الألماس الشهيرة في المدينة وموقع المبنى الذي يطل على ميناء مترامي الأطراف. وحتى سائقي سيارات الأجرة ابدوا اعجابهم بالتصميم حيث قال أحدهم " لقد أعجبني كثيرا لأنني أحب الخيال العلمي، ولأن من صممته كانت امرأة ". و"لأنه تصميم ساحر."

من المعروف ان مشاهير المعماريين في العالم لا يدخلون عادة في هكذا مسابقات مفتوحة مع احتمالات ان يكون العائد منها في الامد البعيد. ولكن في عام 2008، تنافست السيدة حديد مع مئات من المهندسين المعماريين للحصول على فرصة لتطوير وتوسيع محطة الإطفاء القديمة،وتحويلها إلى مبنى يضم مكاتب 500 موظف يديرون الأعمال في الميناء.

بذلت السيدة حديد كل جهودها للفوز بالمسابقة. لأن المبنى الحالي، يعود تصميمه الى العمارة السائدة في القرن السادس عشر، وبسبب قدم المبنى ورمزيته التاريخية، قامت بالاستعانة بخبير في التراث للعمل معها وقد اشار بأن هناك برجاً قد صمم أصلا لمحطة الإطفاء، ولكن لم يتم بناؤه أبداً، وتم تبرير الأمر بأنه " قطعة زائدة فوق المبنى المؤلف من اربعة طوابق، وأشار السيد شوماخر (خبير التراث) إلى أن السيدة حديد عندما تفحصت خريطة وصور الموقع، قالت انه ذو حجم هائل - ميناء أنتويرب اكبر عشر مرات من المدينة نفسها – وان المبنى يجب ان يكون قطعة مميزة "من شأنها أن تكون جزءاً من الميناء وتشير في ذات الوقت الى المدينة ".

ومنذ وفاة السيدة حديد، فان شركتها لا زالت تتلقى عروضاً للعمل في اماكن عدة في العالم ،من بينها حي الأعمال المركزي متعدد الاستخدامات في براغ مع ما يقرب من مليون قدم مربع من المكاتب ومحال التجزئة، ومقر للاعمال التكنولوجية في موسكو عاصمة روسيا. ومطار واسع في بكين هو قيد الإنشاء. "وغيرها من العروض.

مثل كل المشاريع التي صممتها السيدة حديد، وخاصة في السنوات الأخيرة، تم إنتاج التصميم من قبل شركتها الخاصة " وعلى الرغم من التصور السائد من ان السيدة حديد تقوم بانجاز تصميماتها لوحدها وبشكل مستقل، ، لكنها تدير مكتبا مفتوحا حيث الأفكار ، تتدفق فيه بشكل ديمقراطي وليس هرمي .

وخلال 35 سنة من العمل،فان السيدة حديد، والمهندسين المعماريين الآخرين، سواء كانوا كبارا ام صغارا، كانوا يناقشون الأفكار معاً، وكان مهندسو التصميم الأصغر عمراً يقدمون المقترحات التي من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التخطيطات. "ولم تكن هناك وصفة جاهزة للتصاميم"، "فقد أرادت السيدة حديد أن تتخطى كل الحدود".

ويقول احد كبار المسؤولين في الشركة :لا تزال هناك قضية واحدة تتعلق بوضع اعمال الشركة من دون وجود زُها حديد، هل الشركة لديها القدرة على جذب العملاء من مؤسسات وزبائن يتمتعون بالمستوى الثقافي الراقي كما كان الأمر في الماضي في غياب القائدة صاحبة الكاريزما المدهشة ؟ "انه التحدي الأكبر. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]