مهنة التصوير الفوتوغرافي هي مهنة إبداعية احترفها العديد من الفنانين وحاولوا من خلالها توثيق تاريخ شعب أو معاناته أو تخليد لحظات سعادة أو اثارة معينة موجودة في الطبيعة الخلابة لا نشهدها يوميا، وكل هذه المحاولات تصب في نهر الابداع الخلاق والأفكار الجديدة.

المصور الفوتوغرافي جمال كيوان، أحد المبدعين والمؤسسين لنادي تصوير فوتوغرافي، يقول أن أحد أهم أحلامه، أو أن تزول  الحدود بين الدول في الشرق الأوسط حتى يتنقل بحرية من دولة الى أخرى ويوثق الفرح والحب الذي يخلفهما السلام مكان الحرب.

أحب الناصرة كثيرا وخاصة سوق البلدة القديمة الذي اكن له عشقا خاصا

يقول كيوان لـ"بـُكرا": بدأت بالتصوير الفوتوغرافي منذ ثلاثون عاما، كان عمري حينها 16 عاما، وبدأت التصوير في الطبيعة، لانني اعشق الطبيعة، وحتى يبقى لدي تذكار من كل رحلة أقوم بها خارج البلاد او داخلها كنت احمل بشكل دائم كاميرا واقوم بالتجوال وتصوير الصور التذكارية، ومع الزمن تطورت الموهبة لدي، وبدأت بالتوجه برفقة الوالد الى قريتي المهجرة صفورية واقوم بتوثيق البلدة من خلال الصور، وبدأ الناس يطلبون مني ان اصور لهم بعض الصور، حتى ان هناك بعض الأشخاص الذين وصلوا من خارج البلاد حيث امضوا كل حياتهم هناك، استطاعوا الوصول الى ارضهم المهجرة صفورية من خلال صوري، وذلك من خلال صور قمت بتصويرهم في طيارة قمت باستئجارها.

وتابع: اعشق الطبيعة، واعشق توثيق القرى المهجرة، كما انني احب الناصرة كثيرا وخاصة سوق البلدة القديمة الذي اكن له عشقا خاصا، وفي أوقات فراغي أتوجه للسوق وأوثق زقاقاته واناسه، ومحلاته القديمة وبيوته الاثرية، كما اقمت نادي للتصوير الفوتوغرافي في الناصرة، يكون بمقدور أي نادي فوتوغرافي يريد ان يزور الناصرة ان يتواصل معنا من البلاد او خارج البلاد، ونرافقهم في جلسة تصويرية بهدف تعريف الناس على الناصرة وسوق الناصرة، والكثير من اهل الناصرة حتى لم يعرفوا من قبل عدة أماكن في سوق الناصرة ومن خلال النادي الذي أسسته عرفوا هذه المحلات، وهذا الامر ينشط الحركة التجارية في الناصرة والسياحية أيضا.

أحلم أن يكون هنالك بيت للفنانين يشمل جميع الفنانين رسم تمثيل وغيره

ونوه قائلا: بشكل عام انا اهدف من خلال التصوير الفوتوغرافي الى نقل المعرفة للجيل الصاعد، موضوع التصوير الفوتوغرافي هو موضوع صعب وبنفس الوقت شيق وواسع، كما ان الهواية لوحدها لا تساهم في تطوير التصوير لذلك قمت بدراسة التصوير الفوتوغرافي في التخنيون كما أقوم بورشات تصويرية بهدف نشر التوعية وتطوير المعرفة في هذا المجال، واحلم ان يكون هنالك بيت للفنانين يشمل جميع الفنانين رسم تمثيل وغيره، يعمل على تقديم الدعم لاي فنان صاعد، انا شخصيا قمت بهذا الامر بمجهود شخصي حيث توجهت للندن وتحملت جميع التكاليف، للأسف لا يوجد في مجتمعنا جهات تقدر الفن بينما هناك عدة مواهب في مجتمعنا تختفي ولا يسمع بها احد.

وتحدث عن نشاطاته قائلا: عندما أرى ان هناك اشخاص تقدر الفن ولوحاتي وتتحدث معي عن مقابلاتي، كما اذكر ان الجالية الإيطالية توجهت لي وتحدثت معي حول فني ومعارضي في ظل غياب الدعم في بلادنا، هذا الامر يشجع من ناحية ومن ناحية أخرى اشعر بالألم لانني لا اجد الدعم الكافي في بلادي، علما ان لدي اسمي، في عدة بلدان في العالم، ولكن اعتقد ان الجهات المختلفة في بلادي لا تدعم التصوير الفوتوغرافي ربما لا يعتبرونه فن.

واختتم: أحلم ان يكون هناك سلام في الشرق الأوسط وان اتجول بسيارتي بين الدول دون ان يكون حدود، كما افعل في أوروبا، وان يكون لي معارض في بلادي اكثر من أي مكان اخر.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]