تزامنًا مع دخول الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها روسيا في مدينة حلب السورية حيز التنفيذ صباح اليوم الخميس، ومع ترقب خروج المسلحين من أحياء حلب الشرقية، قالت مصادر سورية أن قناصة جبهة النصرة وأحرار الشام بدأوا باستهداف معابر خروج المسلحين والمدنيين من أحياء حلب الشرقية بالرصاص بشكل مكثف، فاستهدفوا معبر سوق الخير الذي تعرض للاستهداف المباشر .

وقالت قناة الميادين أن مسلحي النصرة وأحرار الشام أطلقوا الرصاص على المدنيين الذين كانوا يرغبون بالخروج من حلب منذ الأمس، وكذلك أطلقوا قذائف الهاون على المعابر، مشيراً في المقابل إلى أن الجيش السوري لا يزال يلتزم الهدنة في حلب ولا يرد على رصاص القناصة.

كذلك أفادت أن الجماعات السلحة وبعد النداء الذي أطلقه الجيش السوري استهدف بالصواريخ دوار الجندول شمال شرق حلب لمنع الراغبين في المغادرة. وأشار إلى أن قوات الشرطة السورية تنتشر عند أطراف معابر المغادرة ولا وجود لقوات عسكرية، لافتاً إلى أن الجيش حريص على تأمين كل مستلزمات المغادرين من أحياء حلب الشرقية.الحكومة السورية كانت أرسلت جرافات وآليات ثقيلة إلى طريق الكاستيلو لرفع السواتر الترابية.

من جهته، بدأ الجيش السوري بالتذكير ببنود الهدنة عبر نداء مباشر للأهالي في الأحياء الشرقية في حلب.

وأعلن الجيش السوري في بيان عن تأمين ممري الجندول - طريق الكاستيلو وبستان القصر لمغادرة الأحياء الشرقية لحلب. كذلك دعا إلى إخراج الجرحى والمرضى من الأحياء عبر ممري الجندول وبستان الباشا، مؤكداً على ضمانه للمغادرين من أحياء حلب الشرقية الخروج الآمن وتأمينأماكن إيواء لهم.

وطلب الجيش السوري من المسلحين في أحياء حلب الشرقية عدم استخدام المدنيين دروعاً بشرية، وقال لهم "حافظوا على عائلاتكم، مستودعاتكم ومواقعكم ومقراتكم معروفة بدقة بالنسبة إلينا".

عدد المسلحين في الأحياء الشرقية من حلب
هذا وأكدت مصادر معارضة مقربة من الفصائل المسلحة في الأحياء الشرقية من حلب أن عدد مقاتلي جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) يتعدى 1500 مقاتل بخلاف التقديرات السابقة التي قللت من عددهم بشكل كبير.

وقالت المصادر: إن تقديرات المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا هي لعدد مسلحي «فتح الشام» قبل فك ميليشيا «جيش الفتح» الحصار جزئياً عن مسلحي الأحياء الشرقية قبل شهرين، إذ أضيف إليهم 200 رافقوا دخول« شرعي الفتح» السعودي عبد اللـه المحيسني إلى تلك الأحياء عقب فك الحصار وبقوا فيها في حين اضطر 200 إلى الانسحاب من منطقة الراموسة إلى حي العامرية عند إعادة الجيش العربي السوري حصارهم، في حين انشق عدد مماثل عن فصائل مسلحة، وخصوصاً من ميليشيا «لواء كرم الجبل»، وانضموا لمسلحي «فتح الشام» ليصل الرقم إلى 1500 مقاتل.

وكان دي ميستورا قدر عدد مسلحي «فتح الشام» عند طرح مبادرته لإخراجهم من الأحياء الشرقية من المدينة مقابل وقف إطلاق النار وإدخال مساعدات غذائية بـ900 مسلح، في حين ذهبت مصادر دبلوماسية غربية، عشية لقاء لوزان الأخير بين وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة ووزراء خارجية دول إقليمية، إلى أن عددهم لا يتجاوز 200 وربما أقل من 100 مسلح، في مسعى للتقليل من حجم الدور والضغط الذي يمارسه هؤلاء على نحو 9 إلى 12 ألف مسلح محاصر في تلك الأحياء يرفضون الرضوخ لتسويات والبدء بمصالحات وطنية مع الجيش السوري أسوة بزملائهم في داريا وقدسيا والهامة والمعضمية في ريف دمشق والوعر في حمص المدينة.

ولفت خبراء عسكريون تحدثت إليهم «الوطن» أن الهدف الرئيس من التصريحات الغربية لتقليل عدد مسلحي «فتح الشام» هو نزع ذريعة قصفهم من الجيشين السوري والروسي والحؤول دون فك ارتباط فصائل المعارضة المسلحة، التي تصفها وتصنفها واشنطن بـ«المعتدلة»، عنهم كما تطالب روسيا، وعدم إيجاد المبررات لاستمرار حصارهم من الجيش السوري في وقت تسري فيه هدنة روسية اليوم لـ11 ساعة بغية إخراج هؤلاء إلى مناطق يسيطر عليها المسلحون اليوم وورود أنباء عن رفضهم الاستجابة للمبادرة.
المصدر: صحيفة الوطن السورية

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]