أعلنت لجان المراقبة التابعة لقوات التحالف العربي في اليمن عن رصدها أكثر من 43 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة في البلاد، والذي أقر منتصف ليل الأربعاء.

وقالت لجنة المراقبة أن هذه الخروقات وقعت على الشريط الحدودي بين السعودية واليمن، وتحديدا في منطقتي نجران وجازان، وذلك باستخدام أسلحة متنوعة، وتمثلت في إطلاق صواريخ ومقذوفات ورماية مباشرة وقنص.

وأفادت قوات التحالف بأنه تم الرد على مصادر النيران وفق قواعد الاشتباك المعتمدة، وبأنها إذ تعلن ذلك، فإنها ستستمر في التصدي لخروقات اتفاق وقف إطلاق النار مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري والاستطلاع الجوي لأي تحركات لمليشيات الحوثي والقوات الموالية لها، مع تطبيقها لسياسة ضبط النفس تجاه هذه الخروقات.

وتحمّل قوات التحالف ميليشيا الحوثي والقوات التابعة لها تعطيل دخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة من قبل الميليشيات داخل اليمن، وأن قوات التحالف ستستمر في الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.

وقالت القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي إن المسلحين الحوثيين هاجموا مواقعها في مديرية صرواح بمحافظة مأرب وقتلوا ثلاثة جنود، في حين اتُهم هؤلاء باستهداف مواقع تلك القوات في منطقة ميدي بمحافظة حجة غرب البلاد وايضاً مواقع أخرى في تعز والضالع وشبوة. بيد أن هذه الخروق وفي غياب لجان الرقابة الميدانية لا تشكل تحديا فعليا للهدنة التي ترعاها الامم المتحدة.

وذكرت مصادر المسلحين الحوثيين أن طائرات التحالف خرقت الهدنة وقصفت مثلث مديرية باقم القريبة من الحدود السعودية، وقتلت ثلاثة أشخاص. فيما واصلت طائرات الاستطلاع التابعة للتحالف التحليق في أجواء العاصمة ومحافظة صعدة. كما استمر التفتيش البحري على السفن.

توثيق الخروقات 

من جهته، أكد اللواء أحمد عسيري، المتحدث باسم التحالف، رصد عدد من الخروق من جانب المسلحين الحوثيين وحلفائهم، وأنه سيتم توثيقها، وإبلاغ الجهات المعنية بها. غير أنه قلل من خطورة هذه الخروق، وقال: "إذا تطورت سنتخذ الإجراء المناسب". وأضاف أن لدى من أسماهم الانقلابين ثلاثة أيام، لكي يثبتوا للمجتمع الدولي أنهم على قدر المسؤولية؛ نافياً الاتهامات الموجهة إلى التحالف بفرض حصار على اليمن. وأشار عسيري إلى أن المواد الإغاثية لم تنقطع، وأن المناطق التي لم تصلها المساعدات هي محاصرة من خصومهم، وشدد على أن قوات التحالف ملتزمة بضبط النفس في الهدنة، وأنها ستُطلع المجتمع الدولي على أي خروق يتم رصدها.

وطبقا لما ذكره مفاوضون عن الجانب الحكومي، فإن الأمم المتحدة مستمرة بالتواصل مع أطراف النزاع بهدف إحياء عمل اللجنة العسكرية المكلفة بالتهدئة، وتثبيت وقف إطلاق النار والتي يُفترض أن تستأنف عملها من منطقة ظهران الجنوب السعودية خلال الأيام الثلاثة المحددة للهدنة.

وقالت الأمم المتحدة إنه بموجب اتفاق الهدنة، التزم الحوثيون وحزب الرئيس السابق بإعادة ممثليهم إلى اللجنة لاستئناف عملها في مراقبة وقف إطلاق النار. كما التزموا بإحضار ممثليهم في اللجان الفرعية الميدانية التي ستتولى فض الاشتباك بين الطرفين المتحاربين ومعالجة أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار وفتح الممرات الى مدينة تعز وغيرها لإيصال المساعدات للسكان هناك.

الخطوة التالية 


وبحسب هذه المصادر، فإنه وفي حال التزام الحوثيين وحزب الرئيس السابق بإعادة ممثليهم إلى اللجنة العسكرية للتهدئة، فإن المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد سيبدأ الخطوة التالية، وهي طرح مقترحاته للحل السياسي، والتي تستند إلى مبادرة وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري، والتي تقوم على أساس الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية وطرف ثالث محايد يتولى تسلُّم المدن والإشراف على الانسحاب وتسليم الأسلحة الثقيلة.

ووفقا لهذه المصادر، فإن المبعوث الدولي سيصل إلى الرياض الخميس (20/10/2016) للقاء الرئيس عبد ربه منصور هادي ومناقشة مسار الهدنة والأفكار المقترحة من الجانب الدولي، للتوصل إلى حل سياسي للصراع بعد نحو عامين على الحرب؛ على أن يقوم بعد ذلك بزيارة صنعاء لطرح ما لديه من مقترحات على الحوثيين وحزب الرئيس السابق.

المصادر أوضحت أن الدول الراعية للتسوية منحت المبعوث الدولي فرصة أسبوع للحصول على موافقة الأطراف على خطة السلام المقترحة، وإلا فإنها ستضطر إلى تبني قرار ملزم في مجلس الأمن بهذه الخطة، التي تنص على وقف فوري للقتال واستئناف مباحثات السلام، وفقا للمقترحات التي وضعها وزير خارجية الولايات المتحدة وتتبناها إلى جانبه وزراء خارجية بريطانيا والسعودية والإمارات. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]