دعت صحيفة "الأهرام" الرسمية المصرية السلطة الفلسطينية لرعاية حوار وطني فلسطيني في أقرب وقت لتحقيق المصالحات المطلوبة بين جميع الأطراف الفلسطينية، وذلك في مقال لها نشرته بعنوان "تراجع الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية"، الأمر الذي دفع صحيفة "الحياة الجديدة" التابعة للسلطة للرد على هذا المقال.

وأكدت الصحيفة المصرية في مقالها القصير أن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق السلطة " فهذه السلطة لا تمثل فصيلا معينا ولا جناحا في فصيل، وإنما تمثل كل الفلسطينيين".

وأضافت "من هذا المنطلق عليها أن ترعي حوارا وطنيا في أقرب وقت لتحقيق المصالحات المطلوبة بين جميع الأطراف الفلسطينية، والوصول إلى وحدة الموقف الفلسطيني، فهذه هي السبيل الأساسية لمواجهة التعنت الإسرائيلي وإزالة الجمود الذي يعتري جهود استئناف عملية السلام".

وأردفت صحيفة "الأهرام" أننا "نثق في أن السلطة الفلسطينية، والرئيس محمود عباس (أبومازن) قادران على تحقيق ذلك".

وحاولت "الرباعية العربية" والتي تضم مصر والأردن والإمارات والسعودية مؤخرا عقد صلح بين الرئيس محمود عباس والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان و"تياره" إلا أن ذلك لم ينجح.

واستعرضت في بداية مقالتها أسباب "تراجع الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية"، ومنها "بروز مشكلات أخري أكثر تأثيرا على الأمن والاستقرار الدولي، مثل انتشار جماعات التطرف والإرهاب، وأعمال العنف التي ضربت دولا مثل اليمن وسوريا والعراق وليبيا".

ولفتت إلى أن "المشكلة الأبرز في هذا الصدد، هي الانقسامات الفلسطينية المتعددة مقابل وحدة الموقف السياسي داخل إسرائيل، وإذا كنا نسعى خلال السنوات الماضية لإتمام مصالحة وطنية بين حركتي فتح وحماس، فإن الانقسامات الفلسطينية للأسف الشديد قد اتسعت وتعددت الآن، وأصبحنا بحاجة إلي مصالحة بين الأجنحة المختلفة داخل حركة فتح، لتحقيق الوئام الداخلي ووحدة الموقف داخل هذه الحركة الكبرى، ثم العمل على المصالحة بين فتح وحماس".

في المقابل، ردت صحيفة "الحياة الجديدة" التابعة للسلطة الفلسطينية على مقال صحيفة "الأهرام" المصرية بمقال لرئيس تحريرها محمود أبو الهيجاء بعنوان "بهدووووووء".

وقال أبو الهيجاء في بداية مقاله "ستعرف الزميلة الأهرام القاهرية أن العنوان أعلاه هو عنوان برنامج تلفزيوني للإعلامي المصري المعروف عماد الدين أديب لم نجد أفضل وأكثر حنوا منه، ليكون عنوانا لردنا على ما جاء في رأي الأهرام من مقالة تحت عنوان مسؤولية السلطة الفلسطينية".

وخاطب الصحيفة المصرية قائلا: إن "القضية الفلسطينية ليست موضع تراجع في أية اهتمامات دولية أو اقليمية، بدلالة ما حققته في السنتين الأخيرتين، تحديدًا من تقدم بحضورها السياسي والدبلوماسي في المحافل الدولية ومنظماتها من الأمم المتحدة، التي صار فيها لدولة فلسطين مقعدا وعلمها يرفرف هناك بين أعلام الأمم، إلى مختلف هيئات المنظمة الأممية، وبالأمس سجلت "اليونسكو" لدولة فلسطين انتصارا لهوية أيقوناتها التاريخية المقدسة، في المسجد الأقصى، وحائط البراق، بأنها فلسطينية إسلامية خالصة".

وأضاف "لم يكن هذا الانتصار ليتحقق لو كان الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية قد تراجع، وقبل ذلك لو لم يكن الحضور السياسي والدبلوماسي لفلسطين الدولة على هذا القدر من الفعالية والتأثير".

وأردف أبو الهيجاء "بهدوء وروية نقول للعزيزة الأهرام من المثير للغرابة، بل وللأسف أن ترى انقسامات فلسطينية متعددة مقابل وحدة الموقف السياسي الإسرائيلي"..!!

ولفت في ختام مقالته إلى أن الرئيس عباس يرعى حوار وطني ويصر عليه ويؤكد على ضرورته ويعمل بدأب لتحقيقه بدعم فلسطيني وطني شامل وموقف عربي ولو كره الخارجون عن الصف الوطني"، على حد قوله.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]