أظهرت نتائج استطلاع أجراه "المعهد الإسرائيلية للديمقراطية" حول كيفية رؤية الجمهور للوضع الاقتصادي العام في إسرائيل، ان هناك 44% من المواطنين في البلاد يرون أن الوضع الاقتصاديلإسرائيل جيد جدًا، في حين أن نحو 19% يعتقون بان الوضع سيء للغاية بينما تعتقد نسبة 33% من المواطنين ان الوضع بين الجيد والسيء، والمثير بالاستطلاع هو أن المجتمع العربي متفائل حول الوضع الاقتصادي العام ويقيّمه بأنه جيد، وأن نسبة العرب الذي يعتقدون أن الوضع الاقتصادي جيد للغاية هي 40.3% مقابل 9.7% بين اليهود، وقد اظهر الاستطلاع أن الجماهير العربية راضية بشكل تام عن الوضع الاقتصادي في البلاد.

اما بالنسبة للتوقعات في العام المقبل فأظهر الاستطلاع ان الجمهور اليهودي غير متفائل مسيرا الى ان الوضع سيبقى كما هو، اما بالنسبة للجماهير العربية فقد كشف الاستطلاع ان الجماهير العربية متفائلة وتتوقع ان تتحسن الأوضاع في البلاد على كافة المستويات.
وهدف الاستطلاع بالأساس الى فحص مواقف المواطنين في إسرائيل عربا ويهودا في مختلف المجالات والاحداث والمواضيع ابتداء من موقف القائمة المشتركة الرافض للمشاركة بجنازة بيرس وحتى الموقف العام من الافراج عن اسرى فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية، الى جانب فحص تصور الجمهور الإسرائيلي حول فرص الفوز لكل من المرشحين في الولايات المتحدة.

احمد الطيبي: هناك استطلاعات علمية أظهرت نتائجًا مختلفة بالكامل على مدى سنين
بدوره النائب د. احمد الطيبي عقب قائلا على نتائج الاستطلاع لـ"بـُكرا" خاصة المتعلقة بالجماهير العربية حيث اظهر الاستطلاع الجماهير العربية كأنها راضية تماما ومتساوية الحقوق، قائلا: لا أعرف ما هي العينة وما هو عدد المستطلعين ومن الذي أجرى الاستطلاع . ولكني شاهدت البث، والسؤال الأهم، ما هو وضع اسرائيل الاقتصادي وليس "هل أنت سعيد أو مرتاح من تعامل حكومات اسرائيل السياسي او الاقتصادي مع المواطنين العرب". ثم ما هذا السؤال والجواب حول رضى أكثر من 40%‏ من جيش الاحتلال؟

وتابع: ثم عندما يرد الناس على سؤال حول "ما رأيكم بوضع دولة اسرائيل" فهم يجيبون أن وضعها جيد أو ممتاز عسكريا ودوليا، بالمقارنة مع عالم عربي مفتت وضعيف وربما الرد يظهر عدم رضا من ذلك، وليس اعجاب أو ارتياح.
الأسئلة والأجوبة تستدعي دراسة أكثر. وهناك استطلاعات علمية أظهرت نتائجًا مختلفة بالكامل على مدى سنين، وهي نتائج أقرب لنتائج الأبحاث التي أجريت حول الوضع الاقتصادي للمواطنين العرب.


محمد دراوشة: يمكن قراءة هذا الاستطلاع من زاوية أوسع، وهي النظرة الإقليمية


اما السياسي محمد دراوشة فقال: يمكن قراءة هذا الاستطلاع من زاوية أوسع، وهي النظرة الإقليمية. فكثير منا يقارن واقعه بواقع الدول المجاورة، ولا شك ان من هذا المنظار اوضاعنا أفضل بكثير مما يحدث في غالبية الدول العربية. 

ولكن اعتقد ان تقييم الوضع الاقتصادي على انه جيد جداً هو تقييم مبالغ به. خاصةً اذا قارنا أنفسنا مع المجتمع اليهودي. فما زال قسم كبير من مجتمعنا، اكثر من 45٪‏، يقبع تحت خط الفقر، وما يقارب ثلث العائلات العربية يتم رعايتها من خلال أقسام الشؤون الاجتماعية، وغالبية البيوت لا تدير اقتصاد منزلي متوازن، وتحمل ديون متراكمة.

وأضاف: وبالرغم من ان مجتمعنا ما زال مهمشاً اقتصادياً في اسرائيل، الا انه قفز قفزة نوعية جيدة جداً في السنوات العشر الاخيرة. ويأتي ذلك نتيجة ازدياد عدد الخريجين الجامعيين القادرون على الحصول على وطائف بمردود مادي اعلى من المعدل، وذات استقرار في الدخل الشهري. ونضيف أيضاً تضاعف نسبة النساء العربيات في سوق العمل من 17٪‏ الى 35٪‏، مما يحسّن من مستوى حياة هذه العائلات.

ونوه: القناعة هي سمة محمودة، ولكن علينا أيضاً ان نحافظ على طموحنا بان نصبح انجح اقتصادياً، وذلك يأتي بالأساس من تطوير مصالح تجارية وصناعية، وهذا الأمر يحتاج الى دور حكومي جدي اكثر، لاستقطاب المستثمرين في بلداتنا. وللأسف الشديد يأتي التحسن الاقتصادي في طل ازدياد بالتهميش السياسي والاجتماعي، من خلال تعميق يهودية الدولة على حساب طابعها المدني والديمقراطي.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]