من المقرر ان تعقد لجنة المتابعة العليا ولجنة مكافحة العنف اجتماعا طارئا يوم السبت الموافق 29.10 الساعة 11:00 في بلدية الطيبة لبحث موضوع قتل النساء في المجتمع العربي وتداعياته الخطيرة وذلك في اعقاب جريمة القتل الأخيرة التي راح ضحيتها المربية هدى كحيل من يافة ام لاربعة أطفال وتبلغ من العمر 36 عاما فقط، وهي الضحية التاسعة التي تضاف الى النساء اللواتي يقتلن في المجتمع العربي دون رادع او حتى القبض على المجرم منذ بداية العام.

مقتل هدى وقبلها دعاء أبو شرخ من الرملة التي لقيت مصرعها امام أبنائها، وقبلهما العديدات اللواتي لقين حتفهن لاسباب غير واضحة ولا يمكن تفسيرها سوى اننا مجتمع ذكوري يميل الى الحيوانية اكثر من ميله الى الإنسانية، تركتا غصة وألم كبيرين في قلوب من عرفهما واحبهما وحتى داخل القلوب الرحيمة والعقول المتنورة التي ترفض القتل بمختلف صوره وبشكل خاص قتل المرأة التي هي الام والربيع والحضارة مهما كانت الأسباب، خاصة ونحن نتحدث هنا عن أمهات لاطفال، في ظل الصمت المؤلم للمجتمع والمؤسسات المعنية والقيادات "بكرا" يستمر في ظرح الألم حيث تحدث الى ناشطين رفضوا فكرة القتل واستنكروا انتشار تعنيف المرأة وقتلها في المجتمع في السنوات الأخيرة.

مفرعة، ساقطة، مش عاملة حساب لحدا

غسان منير عقب لـ"بكرا" في هذا السياق قائلا: وصلنا الى القاع وبدانا بتعنيف وقتل النساء نتيجة أسباب عديدة منها اهمال الشرطة المتعمد واهمال الرفاه الاجتماعي واهمالنا نحن.

وأوضح قائلا: الشرطة تتعمد التعامل مع المواطنين العرب بطريقة غير مهنية وكأعداء ولا تشكل تواجدا فعليا لخدمة وحماية المواطنين، كما انها لا تكترث او تهتم وتلقي القبض على مرتكبي فعل الجريمة بحق النساء اللواتي قتلن مما يشجع القتل اكثر في المجتمع، من ناحية اخرى فان هناك جزءً كبيرًا من المسؤولية نتحمله نحن، خاصة في ظل ما يحصل في محيطنا من قتل ودمار يؤثر علينا سلبيا ويجعلنا مجتمع دموي.

وتابع: الطريق الوحيد الذي علينا ان نسلكه حتى نصل الى بر الأمان هو اللجوء الى الوعي في المدارس وأماكن العبادة، تعليم أولادنا في البيوت التصرفات الصحيحة، وان نكف عن الصاق صفات الزنى والتبرج والانحلال بالنساء والكلمات الساقطة مثل "هاي مفرعة"، "هاي ساقطة"، هاي مش عاملة حساب لحدا" كلها مصطلحات رجعية تؤدي الى استعمال العنف المجتمعي ضد النساء من اشباه الرجال لأننا للأسف مجتمع ذكوري عنيف لا يفقة ، لا بالدين ولا بالعلم ولا بالقانون لا يسامح ولا يرحم.

واسهب: ازمة انعدام عاملين اجتماعيين في القرى والمدن العربية او في المدن المختلطة مثل يافا واللد والرملة يؤدي الى عدم وجود حلول او مساعدة للنساء المعنفات او اماكن لحمايتهم او لاذان صاغية تساهم في حل مشاكلهم.

أمه لا شرف لها تقتل باسم الشرف

تحرير بصول بدورها عقبت لـ"بكرا" قائلة: جرائم قتل النساء في مجتمعنا العربي على أي خلفية من الخلفيات التي يصدرها بعضاً من الاشخاص ويعطيها صبغة شرعية هي مرفوضه رفضاً تاماً فلا يجوز على اي شخص ان يشعر وكأنه في غاب ويتصرف كما يحلو له قرانا ومدننا العربيه تغزوها الجريمه والعنف بشكل عام وهنا لا استثني اي بلدة فكل يوم نسمع عن مقتل ومصرع لكن الوضعيه العامه والاساسيه هي قتل النساء وخاصة على شرف العائله هنا اذكر ان التربية على القيم والفضيلة في بيوتنا اولاً ومدارسنا ومؤسساتنا التربويه هي الاساس لكل شيء .. دعونا نفكر ماذا حصدنا من التربيه الذكورية.

وتساءلت: هل نقوم بقتل النساء لإرضاء قله قليلة من الناس؟ وماذا عن الديانات التي حرمت القتل ؟! وأمرت بالنهي بالمعروف عن المنكر وهل نحن من نقوم بدور الله على الارض ونحاسب هذه وتلك ؟! الا يسأل القاتل ومن يوافقه ما هي نتيجة القتل الا يدري انه قتل اولادها وامها ىعائلتها وهم على قيد الحياه ؟!

نضال طه قال لـ"بكرا" في ذات السياق: جرائم قتل النساء من ابشع الجرائم التي ترتكب، نحن شعب وأمه داعشيه الفكر، وصل بِنَا التخلف الى درجه لا يمكن تخيلها،الأخ يقتل اخته والزوج يقتل زوجته والسبب هو الجهل والتخلف، المصيبه الكبرى ان أمه لا شرف لها تقتل باسم الشرف، لا دين لها تقتل بإسم الدين،لا رب لها تقتل بإسم الرب.

نسويات: السلطات المحلية قد وضعت ازمة الجريمة والقتل جانبا في خانة القضايا الاجتماعية والاخلاقية

كما تحدث "بكرا" مع نسويات حول دور الجمعيات النسوية، وقالت الناشطة النسائية عربية منصور معقبة على دور الجمعيات النسائية في حماية النساء في حين ان عدد النساء اللواتي يقتلن يزداد من عام الى اخر: الجمعيات النسوية عملت وما زالت تعمل على التوعية والتمكين وايضاً المرافعة والمطالبة بسن قوانين بالعمل والتعليم والعمل والاحوال الشخصية وجميعها قضايا حياتية للنساء والمجتمع وتندرج كجزء أساسي في قضايا المجتمع .لا تستطيع الجمعيات النسوية تغيير منظومة اجتماعية مبنية على أساس الذكورية واسس عقائدية خاطئة. حيث ان هذا التغيير يحتاج الى تظافر جميع القوى من جمعيات مناهضة للقتل وكوادر حزبية ومؤسسات دينية وغيرها.

وتابعت: عملية التغيير لا تحصل دون مبادرات للتثقيف الداخلي داخل الأطر التي ذكرتها وللأسف لا يوجد لدينا توعية، هناك عدة أبحاث اجريت حول موقف الاحزاب بقضايا المساواة بين الجنسين لبناء حلقات تثقيفية حول الموضوع وحسب معرفتي المتواضعة لم يحصل سوى تبني الشعارات دون تذويتها.كما ان هناك عدة مدارس تذوت القيم التي تناسب المجتمع الذكوري بعيدا عن احترام المرأة وكيانها واختياراتها.

ونوهت: حتى ان السلطات المحلية قد وضعت ازمة الجريمة والقتل جانبا في خانة القضايا الاجتماعية والاخلاقية التي تعتبر مسلمات ولا يمكن المس بها. قيادات المؤسسات التربوية والسياسية المحلية منها والقطرية هي بمثابة مراكز إشعاع مجتمعية وفي حال بدأ العمل معها على أسس منهجية فيمكن تقليص ظواهر العنف لدينا بشكل جذري حتى وان طال الامر.

وحذرت ل"بكرا": لا تجلدوا المؤسسات النسوية فمنذ ان تأسست حتى اليوم هناك تغيير كبير حاصل على واقع المرأة وبالإمكانيات المتواضعة لديها ورغم الهجمة الشرسة ممن يعملون على تثبيت المنظومة الذكورية بشكل اكبر فان الجمعيات النسائية تعمل على تحقيق المساواة بين الجنسين ولا نعفي المؤسسة التنفيذية التي تلتقي أهدافها مع أهداف الذين يهاجمون الحركات النسوية من منطلقات سياسية لتقويض عملية التطور الاجتماعي لدى المجتمع العربي والاسباب معروفة للجميع.

واختتمت: لو كان هناك تنفيذ للقانون بشكل فعلي دون تقاعس لخفت الجرائم، لو كانت المغدورة يهودية والمجرم عربي لاختلف الامر لدى الشرطة، وقامت الحكومة بعقد مؤتمرات صحفية للقبض على القاتل.

بدورها سماح اغبارية مديرة جمعية نعم ، نساء عربيات في المركز قالت: التمكين الاقتصادي هو واحد من اهم عوامل مساعدة المراه لنفسها وانقاذ حياتها وليس الأوحد ، وهي قضايا مهمة جداً، من الصعب فصل المواضيع عن بعض ولكن الأساس برايي في موضوع مكافحة العنف هو تكاثف الجهود ومنع الجريمة ، بواسطة تطبيق القانون والحجز بالمجرمين في السجون ومن ثم العمل على تربيه اجيال اقدر وافهم من الناحية النسويه . وهذا ما نحاول تغييره حاليا. مكافحة العتف مهمة صعبه وليس هناك احد او ساحر منفرد يحولنا لمجتمع افضل ,لكل منا واجبه ومكانة وعلينا جميعا تحمل المسؤوليه.

بسبب تخاذل الشرطة ساد قانون الغاب يتم الاعتداء على كل ما لا يرونه يدعم أفكارهم الرجعية دون رادع


ديانا قاسم الناشطة النسوية قالت لـ"بكرا" معقبة: للاسف ما يحدث في الاونة الاخيرة من اعتداء على نساء في مجتمعنا العربي مقلق جدا ومحزن بشدة، وهذا ليس وليد صدفة وانما ترسبات وتراكمات مفاهيم اجتماعية خاطئة، بذرائع مختلفه منها عادات والتقاليد تشبه أيام الجاهلية، ونسيان الامور الطيبه والحسنه والعلاقات الحميمه بين الناس، كان الماضي يحمل أملا ومستقبلا باهرا بعيدا عن الضغينة والعنف باشكاله المختلفة.

وتابعت: لقد تناسى المعنفون ان المرأة المعتدى عليها ممكن ان تكون اما، اختا او صديقة، هذا التفكير السلطوي الذكوري للاسف يطغى في حالات الاعتداء والقتل، فنبرر للرجل المعتدي ونتهم المرأة الضحية، ونحكم عليها من منطلق لبسها او نشاطها الاجتماعي او عملها ،لانها رفضت ان تسير وفق تعليمات المجتمع الذكوري وفكره المتعصب المتجذر من فكرة ان المرأة مكانها في البيت، ورغم التطور الذي وصلت اليه المجتمعات الا ان مجتمعنا للأسف ما زال يفرح عندما يولد الصبي ويحزن عند ولادة البنت.

شعب يرى في جريمة قتل أمرأة شرف ، هو شعب بلا شرف

وقال المحامي طلب الصانع رئيس لجنة مكافحة العنف لـ"بكرا": شعب يرى في جريمة قتل أمرأة شرف ، هو شعب بلا شرف !جريمة قتل إضافية وهي المربية هدى كحيل ( 36) أم لأربعة أطفال ، جريمة القتل الثامنة منذ بداية هذا العام ، تُقتل المرأة بحجة شرف الرجل ؟!؟ فمتى كان القاتل شريفاً ؟؟؟ يتم قتل النساء العربيات بوحشية بحجة الدفاع عن شرف الرجل العربي!؟

ونوه: السكوت على الجريمة والمتستر على المجرم مجرم ، والسكوت عن قول كلمة الحق هو دعم للباطل وخذلان للحق ، وأعظم جهاد هو قول كلمة الحق .لقد حان الوقت كي ان ندرك ان تغيير واقعنا هو مسؤوليتنا ، وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وعلينا ان نبادر لتغيير واقعنا الاليم .لا يعقل أن نحارب العنف ، و نحن ننشر ثقافة القتل و العنف وذبح الفتيات !وعلى كل واحد منا ان يبحث عن شرفة في سلوكة هو وليس ان ينصب نفسة قاضيا وجلادا يدين الآخرين ويبرأ نفسة !شرف الإنسان موجود في حريته و كرامته و في العيش بأمن و سلام ، وأي انتهاك لحقوق الإخر هو انتقاص و تدنيس لشرفه.

واردف ل"بكرا": ندرك تماما أنة كلما زاد غباء الإنسان زادت حاجته إلى إثبات سلطته بشكل أكبر، و أيضاً كلما زاد غباء الرجل زادت حاجته لإثبات سلطته بشكل أعنف ضد المرأة .المرأة هي الام ، هي الحياة ، هي العطاء ، وليس بالصدفة الحديث المأثور" الجنة تحت اقدام الأمهات ". (( أكرموا النساء، فو الله ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم )) صدق رسول الله صلى الله علية وسلم، أين نحن من الحديث النبوي الشريف (( إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ )).

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]