لا زال داخلنا الفلسطيني مصعوقا من ظاهرة قتل النساء بذريعة "شرف العائلة" وآخرها كان مقتل المرحومة هدى ابو سراري امام اعين اطفالها الأربعة.

وقبيل هدى، قتلت ابنة اللد، المرحومة دعاء ابو شرخ، ايضًا أمام أعين أطفالها، حيث باغتها مجهول الهوية وقام بإطلاق النار عليها من بعد صفر ليتركها جثة هامدة وأطفال لن ينسوا هذا المشهد طوال حياتهم. 

وكانت المرحومة هدى قد اجتمعت مع شقيقة المرحومة دعاء، شيماء ابو شرخ، بحيث تحدّثتا عن السفر لأداء فريضة العمرة.

وقبيل اسبوع من مقتلها، أبلغت هدى، شيماء بأنّها تودّ اداء العمرة عن روح المرحومة دعاء. وقتلت هدى بعدما تسجّلت رسميا لأداء العمرة، بحيث كان من المفروض ان تسافر الى هناك في الرابع والعشرين من الشهر الثاني عشر.

وأفاد مراسل "بكرا" ان شقيقة المرحومة دعاء ابو شرخ، شيماء ريفي (ابو شرخ)، ستسافر لأداء العمرة عن روح المرحومتين.

تُجدر الاشارة الى ان مراسلنا وصل الى مراسلات بين المرحومة هدى وبين شيماء، وكانت هذه المراسلات قد جرت قبيل مقتل هدى بأسبوع.

رؤية ودعاء لم تتعرض لعذاب القبر

وفي حديثٍ مع شيماء ريفي (ابو شرخ) قالت لـ بكرا: بداية انا مرتاحة كثيرًا لما شاهدته برؤيتين لي عن أختي دعاء وهدى، بحيث كانت الاولى قبل اسبوع وهي عن شقيقتي المرحومة دعاء ابو شرخ، والثانية فجر اليوم عن المرحومتين سويةً.

وتتابع شيماء حديثها قائلة: قبل اسبوع استيقطت على رنين الساعة لأداء صلاة الفجر، وحينها كنت قد رأيت في منامي شقيقتي المرحومة دعاء، بحيث كانت تطرق الباب وعندما سألنا "من الطارق؟" أجابت بكلّ حماس"انا دعاء.. انا دعاء"، لم أصدِّق ما سمعته أذنيّ بحيث دخلت دعاء وقبّلتني انا ووالدتي وقالت لنا "لا تقلقوا عليّ كثيرا فانا مرتاحة في قبري ولم أتعرَّض لعذاب القبر".

واضافت: مرّة اخرى، قبيل وداعنا، سلّمت علينا ومن ثم قالت "انا ذاهبة" فسألناها " الى اين ذاهبة؟" فجوابنا كان هو "ذاهبة الى قبري من حيث اتيت".

الدعاء إلى الله والعمرة

واضافت عن العمرة مع هدى: كنت انا وهدى جالسات في المتنزّه، هدى مع والدتها وانا مع أولادي، ومحور حديثها كان "اداء فريضة العمرة"، فحينها قالت هدى بكلّ حماس "يارب ارزقني زيارة بيتك" وانا كنت اقول في نفسي حتى لو أن حصل هذا فمستحيل ان نخرج سويّة الى بلاد الحجاز ولكن لعلّ الله يستجيب لدعوتنا، وفوجئت قبل اسبوع برسالة من المرحومة هدى بحيث أرسلت لي رسالة تقول فيها "نويت اداء فريضة العمرة عن روح شقيقتك دعاء ابو شرخ"، فأجبتها بانفعال "يا الله، متى ستسافرين؟" وحينها اتضّح لي ان موعد سفرها هو عينه موعد سفري، مما يعني أن ابواب السماء كانت مفتوحة والله استجاب لدعوتنا سويةً!.

وأكملت شيماء: سألتها حينها "هل تتذكرين اللحظة التي دعونا في الله بان يستجيب لنا"، وبفضله عزّ وجل استجاب لنا وسجّلنا للعمرة وباذن الله ان العمرة قد كتبت لهدى حتى بعد مقتلها بدم الغدر.

العلاقة بين الجريمتين

وعن اذا كان هناك صلة بين حادثتيّ القتل، تقول ابو شرخ: لا توجد اي صلة بين مقتل شقيقتي دعاء ومقتل صديقتي هدى، لكلّ جريمة، قصة تختلف عن الاخرى كلّيا، فمعروف للجميع ان شقيقتي دعاء كانت مهدّدة ولا نعلم من الذي قتلها، اما المرحومة هدى فمعروف ان شقيقها مختلّ عقلياً ويتعاطى الأدوية المختلفة.

ونوّهت: من خلال اطّلاعي على وسائل الاعلام، كنت قد قرأت عدّة اقاويل تشير الى ان اسباب مقتل صديقتي هدى بشكل خاص وكلّ النساء عامة، تعود الى "شرف العائلة" وهذا ما انفيه انا جملة وتفصيلا ولا اعتقد ان الشرف او اي امر غير الشرف مبرّرًا للقتل.

عودة إلى الرؤية 

وأكدّت ان: باعتقادي ان الرؤية التي شاهدتها بدعاء تدلّ على أنّها رآت منزلتها في الجنّة وأنّها الان مرتاحة البال ومطمأنة، وعليه انا ايضا اشعر بالراحة والاطمئنان على مصير اختي التي قتلت بكل دم بارد.

وعن الرؤية التي جمعت المرحومتين مع بعضهن البعض، تقول شيماء ريفي (ابو شرخ) بحديثها لبكرا: ايضا فجر اليوم استيقطت لأداء الصلاة، كانت رؤيتي للضحيتين، بان دعاء كانت تقف على جانب الطريق لوحدها في مكان جميل للغاية لا يمكنني وصفه ومغطّى بالورود واذكر ان شقيقتي في الرؤية كانت تنتظر المرحومة هدى بفارغ الصبر وعندما وصلت أكملتا الطريق سوية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]