لأن حظوظ السيدات العربيات في العمل قليلة، ولأن المرأة هي عماد المجتمع، ولأن العمل الحر يعطيها دافعاً أكبر نحو الحرية والإنطلاق والنهوض بمجتمعها، تبرز في مجتمعنا تجارب تقدّم مثالا يحتذى به للمرأة العربية الطموحة، تجارب تؤهل المرأة  للتحرر من قيود الوظيفة التقليدية والنمطية التي تكبلها وتستنزف قدراتها، وتدفعها نحو الإنطلاق لتأسيس عمل حرّ خاص بها، يجعلها سيدة نفسها.

تدير خلود حرفي من ترشيحا حالياً شركة "اي نت" منذ 6 سنوات، بثلاث فروع القدس حيفا وسخنين، وتقدم خدمات في مجال الانترنت منها المبيعات.

معظم زبائنها من رجال الاعمال، وتنافس حرفي الشركات الكبيرة في البلاد في هذا المجال، قصتها مع افتتاح هذه الشركة جاء عندما كانت طالبة جامعية، وكباقي الطالبات العربيات، كان يتوجب عليها العمل من اجل تدبير امورها المالية، ومن هنا جاءت فكرة خلود حرفي في انشاء شركة خاصة بها، بعد ان اكتسبت الخبرة في هذا المجال.

الوصول إلى كل بيت

""اي نت" هي شركة عربية، جميع العاملين بها من المجتمع العربي، تهدف لتقديم افضل الخدمات لمجتمعنا العربي، "نعم" هي الجندي المجهول في مجتمعنا العربي، والتي قررت ان تكون على الخارطة في هذه البلاد، تستقطب الزبائن من جميع انحاء البلاد، من القدس حتى سخنين، وبحجم بعد المسافات، تقدم شركة "اي نت" الخدمات لجمهورها، تحت شعار "الزبون دائما على حق" وبهذا تتقدم وتتطور لتصل الى كل بيت في هذه البلاد، وهذا بفضل الصدق، الامانة والخدمة الجيدة، استطاعت وخلال 6 سنوات من ان تكون ندا قويا لاكبر الشركات في البلاد.

طموحات حرفي كبيرة جدا، فمخططها الوصول الى كل بيت، وان يكون لها فرع في كل قرية ومدينة عربية في البلاد.

ونهضت من لا شيء

عن خوضها هذه التجربة، والصعوبات التي واجهتها، وقصة نجاحها كان لموقع بكرا هذا الحديث مع صاحبة شركة "اي نت" بفروعها الثلاثة خلود والتي تقول: كانت لديّ الخبرة في العمل والإدارة، بعد ان عملت في احدى الشرك في البلاد، شعرت بانني كفؤ من اجل بناء شركة مستقلة يمكنني الانطلاق بخطوات ثابتة وصحيحة، خبرتي في هذا المجال منحتني دفعاً قوياً للعمل، مع اني لن اكن املك اي راس مال يشجعني على ذلك، وحتى ادوات القرطاسية من اجل الامور البسيطة لافتتاح مكتب لم تكن متوفرة، ولكن اصراري وعزيمتي القوية ساعدوني بذلك، اضافة للدعم المعنوي الذي تلقيته من العائلة، تغلبت على كل هذا واتخذت قراراً جريئاً، وأسست شركة جديدة وباشرت العمل ونهضت من لا شيء.

دمج الام العربية..90% من موظفي الشركة امهات

واضافت: أنا مغامرة بطبعي وافتتاح هذه الشركة أعاد إلي روح المغامرة وجعلني أعيد تقويم ذاتي، حيث انني اؤمن بان صعود السلم يجب ان يكون درجة، درجة، بدأت إنطلاق مشروعي وبشكل مدروس وواسع، ومن خلال عملي عرفت ما معنى مؤسسة فردية، وتعلمت كيف أسوقها، لان في الشركة برنامج شامل وقوي ويفيد جداً الاشخاص الجديين بالعمل، الذين يعرفون ماذا يريدون.

"والمميز في هذه الفكرة أنني وضعت في سلم اولياتي دمج الام العربية في سوق العمل من اجل اخراجها من الروتين العائلي التي تعيش به مع انها تملك القدرات والخامات وممكن الاستفادة منها، ولهذا قمت باستيعاب هؤلاء الامهات، و تم اختيارهم والعمل على تدريبهم في شركتنا. يوجد في الشركة 27 موظف، 90% منهم امهات، ينظرن الي وكأني صديقة ولست صاحبة الشركة، مع انني اصغرهم سناً، لانني قريبة جدا منهم، ويسود الشركة جو عائلي من الدرجة الاولى، والدعم الذي تلقوا مني سلط الضوء على نقاط كثيرة كنت غافلة عنها. كادارة لهذه الشركة ، والعمل مع فريق، وكيفية التسويق والاعلان. كما عرفني أكثر على ريادة الاعمال بشكل ملموس على أرض الواقع".

بناء جسور سلام

وأضافت حرفي: هذا ساعدني كثيراً لأعمل على نفسي في كيفية التعامل مع الآخر، من دون انفعال، وبناء جسور سلام في البداية مع نفسي وبعدها مع الآخرين. فقد تعلمت كيف اتعامل مع الناس وأوسع أعمالي وأطور نفسي، بدات في هذه الشركة مع موظف واحد وهو انا، عن طريق الهاتف، واحيانا اضطررت لطرق ابواب البيوت، حتى استيعاب الموظفين في الشركة كان بشكل تدريجي، مع تحسن وضع الشركة اقتصاديا،عمري غير مهم واظن كل انثى ترغب بان تبقى عمرها 18 سنة، اشعر بانني ما زلت في هذا العمر، وها انا أحصد النتيجة، بتوسيع دائرة انتشار الشركة في ثلاث مدن في البلاد، القدس، سخنين وحيفا.

واسهبت: لا يوجد شيء حتمي، والعثرات موجودة خصوصاً في ظل التحدّيات الاقتصادية اليومية القائمة في البلاد. على السيدة أن تعمل وإذا فشلت في مشروع فهذا ليس نهاية العالم، بل عليها المثابرة والإستمرار، نحن لا نعمل على إنجاح مشاريع بقدر ما نعمل على إنجاح الشخص نفسه، وهذا هو هدفنا.

وأوضحت: وهذا كله بفضل روح الطموح والمثابرة التي أتمتع بها شخصياً، علينا نحن أن نطبق ونعمل ونكافح من أجل الوصول إلى هدفنا، انا كخلود اليوم الانثى الوحيدة في البلاد التي تملك هذا النوع من الشركات، طموحاتي بان تكون شركة "اي نت" الشركة الاولى في هذا المجال، وان يكون لها في كل بلد فرع، وسوف اسعى من اجل هذا.

نجاح المشروع يعود إلى مدى جدية صاحبته في التعامل معه

تنصح خلود جميع السيدات اللواتي لديهن حلم بالعمل الحر بالعمل من أجل تحقيقه، لأن هذه المشاريع تدعم السيدة وعائلتها وتشعرها بقيمة ما تقوم به. وتدعو كل سيدة لديها حلم بالتجرؤ والقيام بالخطوة الأولى لأنها الأهم بالحياة، وبالإقدام والمثابرة حتى تصل إلى تحقيق مشروعها.

وتختم: أدعو كل سيدة لديها شغف بعمل ما إلى المثابرة والنضال لتحقيق حلمها بشتى الوسائل وعدم قتله، لأنه حتماً سيحقق نقلة نوعية في حياتها وحياة أسرتها،وأنصح كل سيدة لديها الطموح والقدرة على العطاء بالإقدام على ذلك، لأن على المرأة أن تكون ناشطة حقيقية من أجل خدمة مجتمعها.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]