أحيى العالم يوم السبت "اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة" ويهدف إحياء هذا اليوم الى رفع الوعي المجتمعي للتعامل مع هذه الفئة التي تعاني من التمييز والتهميش وعدم التقبل في بعض الأحيان. 

دمج المعاقين في كل جانب من جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية

وضمن متابعة "بـُكرا" للموضوع، أجرينا حديثًا مع بعض المختصين في المجال، ومع بعض ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن بين المختصين في هذا المجال كان لنا حديث مع زهريّة عزب من صندوق "مسيرة"،  والتي قالت: "يهدف الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة والذي يقام في 3 ديسمبر من كل عام إلى زيادة الوعي لدى المجتمع بحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة، وتمتعهم بحقوق الإنسان والمشاركة في المجتمع بصورة كاملة وعلى قدر من المساواة مع الآخرين، والمكاسب التي يمكن جنيها من دمج المعاقين في كل جانب من جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعاتهم".

واضافت:"على اعتبار ان اهتمام المجتمعات بحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة احد المعايير الاساسية لقياس المستوى الحضاري للمجتع، وذلك من خلال توفير كافة الخدمات التأهيلية والتدريبية والتعليمية لمختلف فئات الاعاقة لتتمكن من الاندماج في المجتمع. وفي اطار ترجمة ذلك الاهتمام ضمن منظومة المسؤولية الاجتماعية بين المؤسسات الحكومية والاهلية والخاصة جاءت فكرة تاسيس صندوق مسيرة".

وزادت:"في اواخر سنه ٢٠١١ بمبادره فريده من نوعها من سيدات ورجال اعمال عرب. صندوق مسيره بكامل هيّئاته لا زال يسعى الى رفع موضوع الاعاقه للرأي العام المحلي عن طريق طرح القضية من ناحيه واقتراح الحلوح من ناحية اخرى، من خلال مشاريع ومبادرات تقوم بها عده جمعيات في البلاد يقوم الصندوق بدعمها ومواكبة مشاريعها المتعلقه بدمج اصحاب الاعاقات في المجتمع، يرى اعضاء الإدارة أن مسؤولية خلق مجتمع متكافل هي هدف سامي انساني واخلاقي يمس كل فرد بمجتمعنا ولو بالقليل".

وانهى كلامه قائلا:"بقي ان نتذكر ونرفع اسمى ايات الشكر والعرفان لكل اللذين شاركوا بالتبرع والمشاركه الفعاله في الامسيه الخيريه التي اقامها الصندوق السنه وفي كل سنه منذ تأسيسه وكل اللذين يتبرعون بشكل شهري ودائم وكل المواكبين لنشاطنا اعلاميا من مواقع محليه ومحطات اذاعه واخيراً اعتز دائماً بالكوكبه الاداريه للصندوق".

لا يتوجب علينا كأشخاص مع إعاقات، إلقاء اللوم دائما على المجتمع

هناء شلاعطة وهي كفيفة، قالت بحديثها مع موقع بكرا:" مهمّ جدا اننا نشهد هذه الصحوة مؤخرا وهي تناول موضوع الإعاقة بالإعلام، بالنسبة لي كمجتمع، أتأمل ان لا نتحدث بعد عن موضوع الإعاقة، ان تصبح الأمور مفهومة ضمنا، وعندما تتبلور هذه المفاهيم في أنفسنا، لا يوجد حاجة الى ان نتحدّث عن الموضوع اكثر".

وأنهت كلامها قائلة:"لا يتوجب علينا كأشخاص مع إعاقات، إلقاء اللوم دائما على المجتمع، علينا كأشخاص ان نتّخذ زمام المبادرة وان نساهم بنشر التوعية ونساعد الأشخاص على ان يعاملونا بالطريقة الصحيحة".

 من القضايا الاجتماعية والمجتمعية التي تؤجج العواطف الإنسانية 

نوّاف زميرو وهو مقعد قال بحديثه مع موقع بكرا:"يحتفل العالم باليوم العالمي لذوي الإعاقة. ويهدف اليوم إلى تسليط الضوء نحو القضايا التي تخص ذوي الإعاقة في كافة المجالات. يعيش اليوم في المجتمع العربي في إسرائيل ما يزيد عن 400,000 شخص لديه إعاقة يعانون من الاهمال والتهميش من قبل المسئولين من جهة والنظرة الدونية وخدش الكرامات من قبل بعض افراد المجتمع من جهة أخرى".

وزاد:"إن قضية الإعاقة من القضايا الاجتماعية والمجتمعية التي تؤجج العواطف الإنسانية وتثير المشاعر السامية والنبيلة، والاهتمام بمشاكلهم أصبح اهتماماً عالمياً إلا أن سياسة انتهاك حقوق ذوي الإعاقة ما زالت محلية وتتوارثها الجهات الرسمية والغير رسمية، وتُطَبق فعليا على ارض الواقع في شتى الميادين، ولا يخفى على أحد أن الواقع الذي نعيشه لا يدعو للتفاؤل والأمل، فالمجتمع يظلم ويخدش كراماتنا، وصناع القرار لا يبذلون الجهود الكافية للاستثمار بذوي الإعاقة، والمسئولين من مصممين ومهندسين يتمسكهم الإهمال والتقصير، فنكاد نندهش من جودة ودقة تنفيذ الأعمال في تصاميم الأبنية والأرصفة في الوسط اليهودي خلافاً عنه في الوسط العربي".

وأشار الى ان:"نحن نؤمن أن الإعاقة الحقيقية هي الاستسلام والانعزال والإنكار، فعلينا استغلال ومتابعة المستجدات والآليات العلاجية التأهيلية وتطوير أجسادنا وقدراتنا لما فيه من منفعة لنا في تحسين ظروف واقعنا والذود عن حقوقنا، ولكن هنالك ضرورة بمرافقتنا ومساندتنا من قبل مختصين خاصة في المراحل الأولى، حيث نحتاج إلى التأهيل والإثراء لاكتساب معلومات وأدوات عمل ملائمة في هذا المجال وحينها يمكننا اخذ المبادرة بأيدينا وخوض غمار النضال والكفاح بأنفسنا، وهنالك دور لكم أيضا أيها الأعزاء من أفراد المجتمع، نعم نحن أمانة بين أياديكم، ومن واجبكم الحفاظ علينا والدفاع عنا".

وانهى كلامه قائلا:"فنحن جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع، وانتماءنا له لا يتبدل ولا ينقص وننتظر منكم وقفة تضامنية، مشجعة وداعمة وإحاطة أذرعكم بأذرعنا لنعمل معا، نغير معا، لنصل معا ، إلى شاطئ الأمان حيث يرسو فيه مركب العدالة والمساواة".

كنت أودّ ان أتحدَّث بهذا الْيَوْم، ان لا يكون هناك هذا الْيَوْم

اما سعاد ذياب فقد قالت بحديثها مع موقع بكرا:" كنت أودّ ان أتحدَّث بهذا الْيَوْم، ان لا يكون هناك هذا الْيَوْم، لأن نصل لوضع ناس مع اعاقة مندمجين بمجتمعهم، لهم مكانتهم الانسانية والحضارية والثقافية، حاصلين على كل حقوقهم ومندمجين بالمجتمع ولا يوجد حاجة الى ان نذكر هذا الْيَوْم، لكن، الواقع ليس كذلك، الواقع اصعب بكثير، ألاشخاص ذويّ الإعاقة بالمجتمع العربي يشكّلون اكثر من 22%، هم مجموعة مهمّة، الذي لا يراهم المجتمع ويرفض ان يكونوا مندمجين فيه، أحبّ ان أقول انه في الفترة كان هناك تغيير بالتوجهات في المجتمع من ظهور جمعيات ونشاطات صندوق دعم المعاقين".

واضافت:" هذه النشاطات تغيّر هذه البصمة الذي يعطيها المجتمع لاصحاب الإعاقة، بالفترة الاخيرة نشعر أنّ هناك تغيير، يرافق هذا التغيير تغيّر في سن القوانين، لا يكفي بالنسبة لقضية تشغيل ذوي الإعاقة، من ناحية اخرى يتم العمل على منحة وطنية، تامين وطني تحت الأجر المتدنّي، هذا يمنع توفير احتياجاتهم من اكل، معيشة واحتياجات خاصة".

وأنهت كلامها قائلة:" مسار التغيير لا يكون دون اشراك ناس مع اعاقة، في مسار التغيير، يجب ان يكون نشطاء وقياديين بحيث سيتم التغيير معهم بمشاركتهم دون إخفاءهم".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]