نظم العشرات من الناشطين والنشاطات الحقوقيين مساء اليوم، الثلاثاء، في شفاعمرو تظاهرة احتجاجية ضد العنف المستشري في مجتمعنا عامةً، والعنف ضد النساء خاصةً، مؤكدين أنّ العنف بكافة أشكاله مرفوض. 

وشارك المظاهرة التي بادر إليها مجموعة "نساء القلعة" و-”كيان"- تنظيم نسوي و- "بلدية شفاعمرو"، عددٌ من الشخصيات الاعتبارية من بينها رئيس بلدية شفاعمرو، أمين عنبتاوي وآخرين من المدينة وخارجها. 

ورفع المشاركون شعارات منددة بالعنف منها؛ "معًا نقاوم العنف"، "كلنا شركاء لمنع القتل"، "حق كل امرأة وكل إنسان العيش بكرامة"، وشعارات أخرى. 

وبرز في المظاهرة حضور مُكّثف للجيل الشبابي الذي أكد رفضه للعنف التي تتعرض له النساء الفلسطينيات، سواءً مجتمعيًا أو مؤسساتيًا.
ويُشار إلى أنّ التظاهرة تأتي ضمن حملة "كوني Anti" التي أطلقتها جمعية "كيان" ومن خلالها تقوم بفعاليات مناهضة للعنف ضد المرأة لمدة 16 يومًا بدءً من تاريخ 25.11.16 – اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء- حتى اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وفي تعقيبٍ لها، قالت الناشطة نجاة ارملي من مجموعة "القلعة": نقف اليوم لنعبر عن رفضنا القاطع، دون تاويل أو تأتأة، لجرائم العنف عامةً، وضد النساء خاصةً. من المؤسف أنّ هذه الوقفة تأتي بعد أن كشفت الشرطة هذا الأسبوع عن ضحية إضافية للعنف، امرأة دفنت وهي حامل بجنينها في الشهر الـ 6!

وأضافت ارملي: مقابل هذا الحدث الجلل، المثلج للصدر هو الحضور الشبابي، فهذا دلالة على أنّ الوعي المجتمعي الرافض للعنف ضد النساء حاضر، وهنالك حاجة للعمل عليه أكثر، وهذا ما نقوم به في منتدى جسور وفي جمعية كيان، حيث رافق هذه الوقفة وهذه التظاهرة عدد من الفعاليات التوعوية في المدارس، ضمن ذات الحملة. 

وأوضحت ارملي، وهي عضو إدارة في "كيان": في كيان ننشط خلال العام لتعزيز هذا الوعي الرافض للعنف ونلمس التجاوب والتعاون، على الرغم من أنّ المعطيات مقلقة فهذا العام فقدنا 13 امرأة، فقط لأنهن نساء. 

بدوره قال رئيس بلدية شفاعمرو، امين عنبتاوي: الكلمة موقف، وهذا أقل واجب نقوم به، أن نقف كلنا سويةً في هذه الوقفة الاحتجاجية لرفع صوت عالٍ ورسالة سامية جدًا وصادقة، وتحديدًا في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها مجتمعنا، ونقولها بأعلى صوت "طبعًا أنا ضد العنف"، وكل واحد من موقعه يجب العمل للحد من انتشار ظاهرة العنف بكافة أشكاله وتحديدًا ضد العنف الموجه للنساء.
وأضاف: تأتي الوقفة لتوصل رسائل إلى كافة المستويات المسؤولة، فللأسف بتنا نسمع أخبار تهزنا بعمق، وعلينا أن نمنع استمرار ما يجري وعدم إلقاء اللوم على الآخرين، أقول أنّ كل إنسان مسؤول من موقعه، بدءً من البيت والأسرة والنادي والسلطة المحلية وحتى الكنيست والمحاكم والشرطة.
واختتم: كرئيس بلدية وكرجل تربية وتعليم، أؤكد أنّ الحصة الأكبر لمواجهة هذه الآفة هو التوعية والتربية والتثقيف من أجل أن نغير توجهنا، إذ ليس هناك من شرعية لأي إنسان بممارسة العنف، ويجب تذويت المثل العليا وأنماط حياة إنسانية وأخلاقية.
اما منى محاجنة، من "كيان"، فأكدت أنّ "كيان" ماضية في مواجهة ظاهرة العنف ضد النساء مشيرةً إلى أنّ الحضور في التظاهرة يؤكد على أنّ رسالة "كيان" تنتشر وتصل إلى أوساط أوسع من الحقل ومن المجتمع، فالحضور في المظاهرة لم يقتصر فقط على الناشطات النِسويات إنما على أفراد حقوقيين لهم مقولة واضحة ضد العنف المستشري خاصة الممارس على نساء مجتمعنا.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]