في مبادرة من النائبتين عايدة توما-سليمان (الجبهة، القائمة المشتركة) وميراف ميخائلي (المعسكر الصهيوني) بالتعاون مع مشروع "نبني مستقبلاً مشتركًا" نَظمت أمس، الثلاثاء، في الكنيست طاولة مستديرة حول قرار الأمم المتحدة رقم 1325 والذي ينصّ على حماية النساء من العنف الجندري في مناطق النزاع المسلح والذي يعتبر العنف الجنسي ضد النساء في هذه المناطق جريمة حرب. 1325 ينصّ أيضًا على ضرورة إشراك وتمثيل النساء في مسارات حلّ النزاعات وفي التوصّل لحل عادل يضمن مكانتهن وحقوقهن فيه. 

شارك في الطاولة المستديرة والتي نُظّمت بعنوان "يتكلّمن عن السلام والأمن" عشرات النساء من جمعية "إيتاخ-معك"، "مدريشت آدم" و-"نساء يصنعن السلام"، ومنهن القاضية المتقاعدة سافيونا روتليفي، إضافة إلى رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة، د. عبد الله أبو معروف، دوف حنين، مسعود غنايم وعدد من عضوات الكنيست عن كتل أخرى. 

قالت النائبة عايدة توما-سليمان في افتتاح البرنامج "1325 هو قرار مميّز جدًا كونه قرار اتخذته مؤسسة دولية يحكمها رجال وهي من أكثر المؤسسات الرجولية في العالم، وهو نتيجة لنضالات خاضتها الحركات النسوية التي طالبت بأن يتم الأخذ بعين الاعتبار خصوصية تجارب النساء في مناطق النزاع المسلح وهو قرار يرسّخ الرؤيا الجندرية للنساء في مجال لم يتم تمثيل صوتهن فيه أبدًا من قبل". وأشارت النائبة عايدة توما-سليمان، رئيسة لجنة مكانة المرأة والمساواة الجندرية في الكنيست، أن هناك عدة قرارات إضافية تدعم القرار 1325 وتطبيقه على عدة مستويات وأضافت في هذا السياق أنه "من غير الممكن الحديث عن 1325 في السياق الإسرائيلي دون الحديث عن ركزيتين لتطبيقه؛ الأول ضرورة إنهاء الاحتلال الذي نعاني منه جميعًا، فلسطينيين وإسرائيليين. الركيزة الثانية هي ضرورة توسيع مفهوم الأمن ليتجاوز المفهوم العسكري. إن النساء يرغبن بأن يكنّ ممثلات في المفاوضات، كما ينصّ القرار 1325 – إنما في حالتنا هذه يجب أن نعمل جاهدات من أجل أن تكون هناك مفاوضات أصلاً".
في مداخلتها قالت النائب ميراف ميخائلي، رئيسة كتلة المعسكر الصهيوني، أنه برأيها "كل مفهوم الأمن يرتكز على السلام. إن النضال من أجل تمثيل النساء يهدف إلى إسماع الصوت الخاص بالنساء في هذه المنطقة التي تعاني من نزاعات مسلحة متواصلة تؤذي الطرفين. في هذه المنطقة عشنا فترات قصيرة جدًا والتي كان فيها بالإمكان الحديث السلام دون أن يتم التعامل معنا كمن يهذي أو يعاني من مرض نفسي. يصعب علينا كنساء أن نتذكر يوميًا ما هي مصالحنا الحقيقية وأن نعمل من أجلها فالنساء هن المتضررات الأساسيات من الحروب – لذا نحن صاحبات الشأن الأكبر في مصلحة إنهائها وإحلال السلام".

أما القاضية المتقاعدة، سافيونا روتليفي من "نساء يصنعن السلام" فقد قالت أن "دمج النساء في مواقع صنع القرار هو ليس فقط صحيح وعادل إنما بإمكانه إحداث تغيير فعلي. إن المزيد من طبقات الحماية مثل القبة الحديدة وخطط أخرى للدفاع العسكري لن تجلب لنا السلام. إننا نجلب حياة إلى هذه الدنيا ونريد الحفاظ عليها – لا تقديس الموت والأموات. إن هذا الشعور هو متشارك للنساء الفلسطينيات واليهوديات في إسرائيل والشرق الأوسط وهذه هي خصوصية النساء في أنهن يجلبن صوتًا وتجارب أخرى".
المحامية عنات طاهون-أشكنازي من "إيتاخ-معك": "هذا التحرّك المدني في السنوات الأخيرة حول 1325 تشير إلى حقيقة أن هذا القرار قد أتى من الحقل ومن الناشطات. العديد من الخطوات التي قمنا بها تلقى اليوم صدى إنما هناك خطاب أعمق ما زال بحاجة لأن يخترق الرأي العام".
د. ميراف شمولي، "نساء يبنين مستقبلاً مشتركًا": "في إسرائيل تم القيام في العديد من الخطوات من أجل ترسيخ القرار أمام متخذي القرار. إن الهدف الأهم هو تغيير الخطاب الجماهيري الذي يُقصي النساء – وواجبنا التفسير لم من المهم إشراك وتمثيل صوت النساء في هذا الخطاب وليس فقط لمصلحتهن".

تعقيبًا على مخرجات النقاش قالت النائبة توما-سليمان، أن "هذه المبادرة هي ليست الأولى أو الوحيدة للعمل على تطبيق القرار 1325 في إسرائيل، وكما أن هناك من يظنّ أنه في اليسار دون الاقتناع بضرورة إنهاء الاحتلال ووقف جميع ممارساته، أيضًا هناك من يردن العمل على تطبيق 1325 دون الخوض في لب الصراع والنزاع المسلح ألا وهو الاحتلال. برأيي أي حديث عن السلام دون ذكر الاحتلال والسعي للقضاء عليه هو كمن يدفن رأسه في الرمل ولا يريد فعلاً الحديث عن لم نحن بحاجة لتطبيق القرار 1325".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]