الحكاية التالية (نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت")- تكاد لا تُصدّق وأبطالها هم: سيدة يهودية إسرائيلية، ورجل عربي فلسطيني وطفلة لا تعرف هويتها.

بدأت هذه القصة قبل عشر سنوات، عندما تعرّفت سيدة يهودية من "بيتح تكفا" على رجل ادعى أن أسمه "دافيد" وكانت هي بالخامس والثلاثين من العمر، وهو في الرابعة والأربعين.

وبعد حين، قرّر الاثنان الزواج، حتى بعد أن اكتشفت السيدة أن "دافيد" هو في الحقيقة فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة، وهي متأكدة الآن أنه أراد الزواج منها للحصول على الهوية الاسرائيلية.

وجرى حفل زواج الاثنين في الضفة، عام 2005، في غياب أسرة السيدة اليهودية، وبعد الزواج أشهرت الاسرائيلية إسلامها!.

ولادة الابنة في عمّان!
تروى السيدة لمراسل الصحيفة قصتها فتقول: "لم اتزوج من هذا الرجل بدافع الحب، بل لأنني كنت أعيش في ما يشبه الوحدة والعزلة، وكنت بحاجة إلى من يلتفت إلىّ، ويهتم بي. وقد تزوجته رغم علمي بانه كان متزوجًا، وأصبحت أنا زوجته الثانية، لكنني لم اعبأ بذلك" – حسب روايتها.

وفي البداية عاش الزوجان في الضفة الغربية، وبعد عام واحد انتقلا للإقامة في العاصمة الأردنية، عمان، لكن الزوجة الاسرائيلية ظلّت – حسبما تقول- تشعر بالغربة والاغتراب، رغم أنها أصبحت تجيد اللغة العربية، وتلتزم بالتقاليد الاجتماعية للبيئة الجديدة "لكن عزائي أنه أصبحت لي أسرة ترعاني، وتلبي ولو بعض احتياجاتي" – كما روت للصحفي.

ولم تكن حياة الزوجين مستقرة، وتخلّلتها خصومات ونزاعات ومشادات، لأكثر من سبب، بما في ذلك اعتراض الزوج على خروج زوجته للعمل.
وتطورت "الدراما" الزوجية عام 2007، حيث رزق الزوجان بمولودة، وبعد فترة وجيزة أبلغ الرجل زوجته بان ابنتهما فارقت الحياة، وحين طلبت رؤية جثمانها ومن ثم زيارة قبرها- رفض الزوج هذا الطلب "ولقد صدّقت كل ما قاله زوجي، وغرقت في حزن عميق".

الابنة حيّ يُرزق!
بعد عام من الأسى والأحزان، ملّت السيدة الإسرائيلية العيش في الأردن- كما تقول- وفي يوم من الأيام، حزمت أمرها واغراضها وغادرت عمًان عائدة إلى إسرائيل- دون علم زوجها- وعادت لاعتناق ديانتها اليهودية!

ولكن الحكاية لم تنته، فبعد ثلاث سنوات من عودتها إلى إسرائيل، اتصلت بها من عمّان ابنة عمة زوجها الفلسطيني وطلبت منها المجيء إلى عمّان "بسرعة، وعلى عجل، ولا تخافي، ولن تندمي"- حسبما أكدت لها قريبة الزوج.

وبعد تردد، سافرت السيدة إلى الأردن، وتبيّن لها ابن ابنتها لم تفارق الحياة، بل هي حيُّ يرزق، وهي تعيش في كنف ابنة عمة الزوج المهجور. وقبل اللقاء بين الأم والابنة، طُلب من الأم ان تتظاهر أمام ابنتها بأنها قريبة للعائلة، وليست أمها، فوافقت على مضض – بينما الزوج في هذه الأثناء، غائب عن الصورة، لا يعلم بشيء!

عاد الرجل يتوسل إلى زوجته باستئناف العلاقة!
وتروى السيدة الإسرائيلية، أنها تسافر إلى الأردن، مرة كل بضعة شهور، لمشاهدة ابنتها "رغم أنني أشعر في كل رحلة بالخوف والتوجس"- حسبما تقول.

وفي هذه الأثناء، راح الزوج يبحث عن زوجته التي هجرته، وتوصّل إلى مكان إقامتها، وتقول هي أنها وجدته أكثر من مرة، بانتظارها أمام العمارة التي تقيم فيها، فيتكلم معها متوسلًا أن تعود إليه، ولو مؤقتًا من أجل الحصول على الهوية الإسرائيلية، لكنها ما زالت ترفض "وأشعر بالخوف مما قد يفعل إزاء رفضي، ولهذا السبب أضع تحت مخدتي سكينًا لأدافع بها عن نفسي إذا ما حاول إيذائي" – كما قال.
والأمر المثير هو أن الزوج لا يعلم (حتى الآن؟) بأن زوجته النافرة على علم بأن ابنتهما (ابنة العاشرة) على قيد الحياة، وبأنها تزورها بين الحين والآخر.

وتطالب السيدة اليهودية السلطات الإسرائيلية بأن تساعدها في جلب ابنتها إلى البلاد، لتقوم هي على تربيتها ورعايتها، وهي تتلقى الدعم في هذه المساعي من التنظيم اليهودي العنصري المسمى "يد لأحيم" ("يد ممدودة للأخوة اليهود"- بترجمة حرّة) وهو تنظيم يزعم أنه يحرص على منع اقتران اليهوديات بالأغيار، غير اليهود، حفظًا لطهارة العرق! وقد "نصحها" مسؤولو التنظيم بأن تأخذ عينة من دم ابنتها (بواسطة إبرة زودوها بها) لكي تثبت للمحكمة- إذا ما انعقدت- صلتها بابنتها!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]