أجرى " صندوق الصداقة"، الذي يشرف عليه الحاخام " المتبرع" يحيئيل الشتاين- دراسة استطلاعية لأوضاع الفقراء ( اليهود) في إسرائيل، أظهرت ما وصفه معدو الدراسة " معطيات مقلقة" عن هذه الشريحة الواسعة في المجتمع الإسرائيلي، التي فُقدت ثقتها وأملها في تحسّن أحوالها.

وشملت الدراسة الاستطلاعية قرابة (500) إسرائيلي يهودي ممن يقيمون في بلدات مصنّفة في التدريج الاقتصادي- الاجتماعي ما بين 1-4، وقد أفاد هؤلاء الفقراء بأن أوضاعهم الاقتصادية تراوح في العام الأخير ما بين السيء والسيء جدًا، إلى درجة عجزهم عن الوفاء بالتزاماتهم المالية الشهرية في كافة النواحي.

رئيس الحكومة ووزراؤه هم المسؤولون!

واللافت أن 28% من هؤلاء الفقراء المشمولين في الدراسة، صرّحوا بأنهم معتادون على المشاركة في التكهنات وسحب اليانصيب ( التوتو واللوتو وما إلى ذلك)، بينما صرّح 25% منهم بأنه لو كانوا قادرين ( ماديًا) على مغادرة البلاد- لفعلوا- وصرّح عدد مشابه لهؤلاء (24%) بأنهم بدأوا مؤخرًا يستعملون الأدوية المضادة للاكتئاب والفزع والخوف الناجم عن أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية.

وأظهرت الدراسة أن غالبية المشاركين بالاستطلاع يعيشون حالة من اليأس والاكتئاب والإحباط وعدم الاستقرار، حيث صرّح 81% من أرباب العائلات الفقيرة بأنه ليست لديهم أية سبل أو وسائل للخروج من دوامة الفقر، بينما يعتقد 87% من هؤلاء بأن الحكومة لا تعبأ ولا تهتم بهم، وصرّح 65% منهم بأنهم فقدوا ثقتهم بالمؤسسات المركزية للدولة- وفي مقدمتها الحكومة والكنيست والمحاكم.

وأعلن 34% من المشاركين بالاستطلاع أن جميع وزراء الحكومة يتحملون المسؤولية عن أوضاع الفقراء في إسرائيل، بينما شدّد 22% منهم على مسؤولية رئيس الحكومة شخصيًا، وألقى 13,5% منهم بالمسؤولية على وزير المالية. لكن 10,5% من المستطلعة آراؤهم يعتقدون بأن وزير المالية، كحلون، يبذل جهدًا محمودًا لمساعدة الفقراء، بينما يعتقد 10% بأن النائبة شيلي يحيموفيتش تجتهد أكثر من غيرها في دعم قضاياهم ومطالبهم، وحصل وزير الداخلية أرييه درعي على 7,1%، ووزير الصحة، يعقوب ليتسمان على 7,3%- وسجّل الوزيران نفتالي بينيت ( المعارف) ويسرائيل كاتس ( المواصلات) والنائبان يئير لبيد ويتسحاك هيرتسوغ- فشلاً ذريعًا في نظرة الفقراء إليهم، حيث " فازوا" بصفر بالمئة!

29% لا يصوّتون للكنيست!

ومن بين المعطيات اللافتة في هذه الدراسة، أن 20% من الفقراء المشمولين فيها قدر صرّحوا بأنهم يعرفون عن كثب نساء فقيرات تعرّضن للاستغلال الجنسي على خلفية أوضاعهن المادية والمعيشية، بينما أعلن 29% منهم أنهم يعرفون شخصًا قريبًا كان ينوي الإقدام على الانتحار بسبب أوضاعه وأحواله.

وأعلن 27% من الفقراء قوبلوا بمعاملة سيئة من الاستخفاف واللامبالاة عند احتياجهم للخدمات الطبية وزاد عليهم 37% آخرون قالوا أنهم واجهوا الإقصاء والنفور والتهميش الاجتماعي بسبب أوضاعهم.

وصرّح 43% بأنهم يشعرون وكأنهم ليسوا جزءً من المجتمع الإسرائيلي، فيما أكد 29% أنهم لا يشاركون في انتخابات الكنيست، وأعلن 37% أنهم مستعدون لإرسال أولادهم للخدمة في الجيش بينما للأغلبية رأي آخر في هذا الموضوع. وأعرب 37,5% من الفقراء عن استعدادهم للمشاركة في المظاهرات، بما في ذلك إشعال الإطارات وإغلاق الشوارع والطرقات- للتعبير عن احتجاجهم على أوضاعهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]