بلدية الناصرة رئيساً وادارة ومجلس بلدي تعبر بهذا البيان عن احترامها الشديد معتزة بموقف الرجال ومقدرة بأعجاب المثال الإنساني الحي الذي وقفه الحاج محمود الحسيني في ختمة أبنه الدكتور عبد القادر الحسيني حين أعلن أمام الجميع أنه متنازل عن دم ابنهُ لوجه الله تعالى ودون شروط رغم الحزن والمأساة التي لحقت بالعائلة بعد مقتل الأبن وطالباً من جميع الأقارب وأفراد العائلة عدم التفكير بالأخذ بالثأر واحتساب المرحوم شهيداً عند الله.

رئيس بلدية الناصرة السيد علي سلاًم والذي حضر ختمة المرحوم ومعه عدد من أعضاء الإدارة وأعضاء بلدية ثمًن موقف الحاج محمود الحسيني الذي يُعزًز نشر قيم العفو والتسامح في البلاد ويساعد في تهدئة الأوضاع ويكون بمثابة رسالة إلى المجتمع في التسامح ونبذ العنف ونشر الفضيلة .

وشكر بأسم أهل الناصرة جميعاً عائلة الحسيني على موقفها الشجاع الذي يعتبر مفخرة سًتُسجل في تاريخ شعبنا.

بلدية الناصرة إذ تشيد بهذا الموقف المشرف للحاج محمود الحسيني تدعو الأهل جميعاً في الناصرة والوسط العربي عامة أن نعمل جميعاً يداً واحده لنبذ العنف والنزاع من أي مصدرٍ وأن نتعاون على البر والتقوى وأن نعتبر موقف الحاج الحسيني طريقنا إلى إنهاء الخصومات والنزاعات وأن نتعلم من هذا المشهد الإنساني ونسعى إلى المسامحة والصلح حتى نغلق باب الخصام والنزاع.

وتحدث بالأمس خلال ختمة عزاء المرحوم الدكتور عبد القادر ، العديد من رجال الدين منهم الشيخ اسماعيل السلطي والشيخ انور عبود والشيخ محمد حمدان والشيخ وليد جمعة والشيخ ابو الوليد غزالين واخرون .واكد المتحدثون :" ان الله مع الصابرين ، ونسأل الله ان يجعل قبر المرحوم روضة من رياض الجنة ، وغدا راحلون ومودعون والعبرة ليس في الموت ، والعبرة هي ما بعد الموت ولإنسان معرض دائماً لمصائب الدنيا وما قام به والد القتيل مثالاً يحتذى به في التسامح والفوز بالأجر العظيم الذي وعد الله به من يعتق رقبة مسلم لوجه الله ونسأل الله أن يتغمد أبنهم بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهمهم الصبر والسلوان ". وثمن المتحدثون والحضور هذا الموقف الذي يعزز من نشر قيم العفو والتسامح في المجتمع.

اما رئيس بلدية الناصرة علي سلام فقد قال في كلمته :" اطلب من الجميع عدم الانجرار وراء المشاكل والعنف والفتن ويكفي ما يحدث في المجتمع العربي ، يجب علينا ان نتوحد وان نكون بيتا واحد ، فنحن الان ندفع الثمن غاليا ونخسر شبابا لا ذنب لهم ، ويجب ان نحب بعضنا البعض وان تكون الناصرة بيتا واحد للجميع وعائلة واحدة".واضاف علي سلام :" نحن نثمن هذا الموقف الكبير للحاج محمود الحسيني الذي يعزز من نشر قيم العفو والتسامح في المجتمع. وانا لاول مرة اسمع في البلاد ، عن ان ابا يضحي بدم ابنه الغالي من اجل السلام والتاخي والتسامح ، والوحدة في هذه المدينة ، ويجب علينا عدم الانجرار وترك الحساب لله وحده ونشكر كل عائلة الحسيني على هذا الموقف الذي نفتخر به جميعا في الناصرة ونتمنى ان يكون الشاب الدكتور عبد القادر الضحية الاخيرة لمسلسل العنف المستشري".

وقال الحاج محمود الحسيني والد الفقيد:" اطلب من كل من تعاطف معنا ومن كل اقاربنا عدم القتل او الاخذ بالثأر ، والله اغلى من الجميع ، وانا فقط استعين بالله وحده واتوكل اليه فالله اعطى واخذ ، ولا نريد اي امر اخر وانا اشكر الجميع وكل من وقف معنا ".واضاف الحاج محمود الحسيني:" نحن لا نخشى القتله ولكن نخاف من الله عز وجل ولا نحسب حساب الا لله الذي خلقنا، وابني المرحوم عبد القادر مات وهو يعمل بجد وشرف من اجل اكمال دراسته ولم يتذمر من اي شيء ومن قتله هو انسان مجرم بدون دين او ضمير وبدون اي مبادئ ، وابني قتل بدون اي ذنب او اي حق وحسبي الله ونعم الوكيل ".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]