بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، نظمت المدرسة الاعدادية أورن بمدينة العفولة برنامجًا خاصًا استضافت فيه النائب د. يوسف جبارين، رئيس اللوبي البرلماني للعيش المشترك والمبادر ليوم اللغة العربية في الكنيست، بالاضافة الى رئيس بلدية العفولة يتسحاق ميرون، ود. بسيليوس بواردي، والصحافي فرات نصار من القناة الثانية، ومسؤولين بوزارة المعارف في لواء الشمال. وقد افتتحت البرنامج وتولت عرافته المربية ريما بشارات.

وأثنى جبارين في كلمته في افتتاحية البرنامج على المبادرة الهامة والمميزة التي من شأنها تشكيل الخطوات الاولى نحو التقارب بين المواطنين العرب واليهود، خاصةً في ظل الموجة التحريضية والعنصرية ضد المواطنين العرب، مؤكدًا على أهمية تدريس اللغة العربية في كل المدارس اليهودية كلغة ثانية اساسية، وعلى ضرورة توسيع مثل هذه النشاطات في المدارس اليهودية. كما وشكر جبارين الهيئة التدريسية في المدرسة ومعلمة اللغة العربية ريما بشارات على تنظيم هذا البرنامج.

وبعد الافتتاحية والفقرات الثقافية والفنية التي قدمها طلاب المدرسة باللغتين العبرية والعربية، عقدت ندوة حوارية بمشاركة جبارين وميرون وبواردي ونصّار حول مكانة اللغة العربية وتدريسها في المدارس اليهودية، وقد حضر اللقاء أكثر من 200 طالب وطالبة.

وقدم جبارين في مداخلته خلفية عن المكانة القانونية للغة العربية في اسرائيل كلغة رسمية، مؤكدًا على أنه اعتمادًا على القانون الرسمي فإن اسرائيل تعتبر دولة ثنائية اللغة، إلا أنه على أرض الواقع فقد تبنت الدولة سياسة أحادية اللغة تعتمد على العبرية فقط، حيث يتم اقصاء وتهميش اللغة العربية من الحيز العام ومن المنشورات الرسمية لمؤسسات الدولة.

وأكد جبارين على أهمية التشديد على ان أي تعامل مع اللغة العربية يجب أن يكون من المنظور المدني والديمقراطي وليس من المنظور الأمني والعنصري، محذرًا من التعامل مع اللغة العربية كلغة "العدو"، وموضحًا أن هذا التعامل من شأنه أن يمس بحقوق المواطنين العرب وقيم حقوق الانسان.

وأضاف جبارين أن تعزيز مكانة اللغة العربية في الحيز العام وتدريسها في المدارس اليهودية من شأنه أن تطوير المواطنة المشتركة، ويكون بمثابة ردّ تربوي وحقوقي على السياسات التي تهدف إلى تهميش مكانة اللغة العربية.

وعرض جبارين حقوق الطلاب العرب في مجال التعليم وخصوصًا المساواة بالميزانيات والبنى التحتية وضمان حصة الطلاب العرب من كافة الموارد المادية، والتعبير عن مضامين التعليم بما يتناسب مع ثقافة وخصوصية الطلاب العرب في كل جهاز التعليم، واشراك المختصين والأكاديميين العرب في ادارة جهاز التعليم والتعليم العربي، بالاضافة الى ضمان فرص تعليمية مشتركة للطلاب العرب واليهود من خلال مدارس ثنائية اللغة.

وفي نهاية اللقاء، أكد المتحدثون بأنهم سيواصلون دعمهم لمشروع تدريس اللغة العربية في المدارس اليهودية، خاصةً وأن اللغات تعتبر جسرًا للسلام بين الشعوب.

يذكر أنه في المدارس اليهودية الاعدادية في منطقة الشمال هناك 114 معلما يهوديا و 77 معلما عربيا يدرّسون اللغة العربية. كما وتشير المعطيات الى أن هناك حوالي 16400 طالب يهودي فقط يدرسون اللغة العربية بالمرحلة الاعدادية، ويهبط هذا العدد الى اقل من 1400 فقط طالب في المرحلة الثانوية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]