عادت قضية مطعم "الزعيم" في الناصرة لتطفو على السطح بعد توجه الكنيسة الروسية التي تملك الأرض التي يقع عليها المطعم كما تملك بناية بيت الصداقة سابقًا والساحة المجاورة لها، بأمر قضائي لأن يتم إغلاق المطعم وإقفاله وذلك ورغم كل الاتفاقيات التي عقدت ورغم القضايا التي تبت المحكمة بها حول الموضوع إلى جانب المبالغ الكبيرة التي يدفعها أصحاب المصلحة لمالكي الأرض، أمر قضائي بإخلاء المطعم سيتسبب بقطع أزراق عدة عائلات، ويتسبب بضرر أكبر، وهو خسارة الناصرة وأهلها لهذا المطعم الذي صار كمعلم من معالم المدينة بعدما افتتح منذ أكثر من 68 عامًا وطوال هذه السنوات كان مميزًا بوجباته وبشعبيته العالية.

تباين في الآراء حول هذا المطعم في الناصرة، فغالبية يريدون بقاء المطعم، وقسم يدّعي أن من حق أصحاب الأرض أن يسترجعوا أرضهم وأن القانون فوق كل شيء، وقسم آخر يقول أن المطعم أصلًا يؤثر على حركة السير ويجب أن ينقل لمكان آخر.

واجب يومي المرور على الزعيم وتذوق "عرائسه"
غانم غنومة قال لـ"بـُكرا" بهذا الشأن: مطعم الزعيم أصبح يعتبر معلما من معالم الناصرة، حيث اننا اعتدنا وجوده في مركز الناصرة وبالتحديد في عين الناصرة المكان التي يرتاده العديد من السياح، وقد خلقت هذه البقعة في الناصرة لعربة الحاج حسني الزعيم منذ اكثر من ستين عاما حتى يؤسس بها مشاوي الزعيم، الذي اصبح واجب يومي من واجبات السائح او الزائر ان يمر على المطعم ويتذوق المشاوي أو "العرايس" التي يحضرها، لذلك لا أوافق ابدأ ان يتم اغلاق المطعم واعتقد انه سيتم إيجاد حل كما يحصل في كل مرة، حيث انه في كثير من الأحيان حاولوا اغلاق المصلحة ولم يفلحوا.

بدوره المربي النصراوي رأفت عزام قال لـ"بـُكرا" بحرقة: انا بالطبع ضد اغلاق مشاوي الزعيم الذي اصبح ركنا هاما في عين الناصرة اعتاد عليه السكان من داخل وخارج الناصرة، وبالأساس انا ضد قطع ارزاق الناس، وخاصة ان هناك عائلات تعتاش وتكسب رزقها من المحل منذ سنوات، اعتقد ان البلدية ستعمل على حل الموضوع وستعيد فتح المحل.

النصراوية الناشطة جماهيريا علا أبو شقرة عقبت قائلة: طبعا انا ارفض قطعا اغلاق المطعم لان هذا المطعم يعتبر باب رزق لعائلات الى جانب ذلك فأنه اصبح يعتبر معلما من معالم الناصرة، ولا أرى بأنه يؤثر سلبيا على حركة المرور او الرصيف او ممر المشاة، كما انني في موسم المطر أرى الكثير من الناس يحتمون بالمطعم خلال هطول المطر بغزارة واثناء انتظارهم للحافلة على المحطة.

وتابعت: اذا كان قرار اغلاق مشاوي الزعيم منوطا بإعطائهم مكان بديل بنفس الجودة هذا الامر ممكن ان يكون حلا، علما ان شهرة المحل اكتسبها من المكان المتواجد به حاليا في عين الناصرة الى جانب خدمته المميزة والممتازة.

 المحامي علاء علاء الدين عقب قائلا: الكنيسة تصرفت بطريقه قانونية وليست كل طريقة قانونيه هي طريقه عادله، فشتان بين القانون والعدل حيث اثبت المسكوب ملكيته للأرض واخلى كل من كان يستعملها من مستأجرين.

وأضاف: انا شخصيا من زبائن المطعم ووجوده كان يعطي دفئ وحياه للمنطقة، البلدية لا ناقة لها ولا جمل بالموضوع فهذا نزاع قانوني عمره سنوات وليس وليد اللحظة بين أطراف البلدية لا شان لها به وحتى قانونيا لا تستطيع الدفاع عن اصحاب المطعم.


أصوات معارضة: ليس معلما والمسكوب اثبت ملكيته للأرض والبلدية لن تحل القضية!

أنور عفيفي بدوره عقب قائلا حيث كان له رأيا مخالفا: اعتقد اننا نقوم بتضخيم الأمور بينما يجب ان نضعها في مكانها الصحيح، اعتقد انه مجرد مطعم لبيع المشاوي وليس معلما من معالم الناصرة أو جزء من الإرث التاريخي والشعبي المهم لأهل الناصرة والمنطقة بالطبع مع احترامي الكامل لأصحاب المصلحة وزبائنه.

وتابع: اعتقد أن هنالك قضايا اهم وجب ان نعمل عليها وان نهتم بها، على أصحاب مشاوي الزعيم ان ينتقلوا الى مكان اخر في الناصرة بدون ان يحتلوا جزء من ممر المشاة وبنفس الوقت ان يحافظوا على سمعة المحل وزبائنه.

سعيد الزعيم: لن اتنازل عن "بسطة" والدي حتى لو اضطررت الى شنق نفسي امامه!
سعيد الزعيم احد أصحاب محل مشاوي الزعيم بدوره قال لـ"بـُكرا" بكل الم: أولا اشكر جميع المتضامنين معنا وأيضا غيرالمتضامنين ونحترم جميع الآراء، ولكن بالمقابل ان هذا المحل هو مكان رزقنا وهو المطعم الذي قام والدنا حسني الزعيم بتأسيسه عندما كان في سن الثامنة عشر لذلك لن نتنازل عنه، اصبح عمر المحل اكثر من 68 عاما وقد تواجدنا في هذه المنطقة قبل أي شيء وحتى قبل بيت الصداقة.
وتابع: قبل فترة ادعى المسؤولون في الكنيسة الروسية بأن محلنا موجود على ارضه ودخلنا بمحاكم مع الكنيسة الروسية واتفقنا على ان ندفع لهم اجار المحل خمسة سنوات قبل الاتفاقية وخمسة سنوات بعدها، ولكنه اليوم يقرر مرة أخرى ان يرفع قضية وبأمر من المحكمة اجبرونا على اخلاء المحل، وبدورنا توجهنا الى بلدية الناصرة التي وعدتنا بمساعدتنا على استرجاع محلنا ومصدر رزقنا، حيث تعتاش على هذا المحل عدد كبير من العائلات.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]