لم يعد غريباً في واقعنا حالنا اليوم، ظاهرة علاج المرضى الفلسطينيين القادمين من الضفة أو قطاع غزة، داخل المشافي الإسرائيلية، بل اصبح ذلك شيئاً مألوفاً في ظل تزايد الأعداد التي تصل أسرة مشافي الداخل للحصول على ما يمكن من العلاج اللازم للحالات المرضية المزمنة .

واقع فلسطيني إنساني، بات اكثر الوجوه معاناة عندما تكون الحالات المرضية جزء من إشكالات العلاج داخل مشافي السلطة الفلسطينية ، و خاصة لأحد الحالات لمريض فلسطيني لم تنجح المشافي هناك في علاجه ، الأمر الذي لقي استجابة مستشفى رمبام للعلاج ليجد هذا المريض نفسه في طائلة الدفع المادي عاجزاً عن دفع التكاليف المطلوبة .

مي يونس، الناشطة في حقوق الإنسان تؤكد في معرض ردها على مدى اهمية الإلتفات لمثل هذه الحالات على ضرورة إلزام السلطة الوطنية الفلسطينية على تحمل مسؤولياتها تجاه المرضى الذين يصلون المشافي الإسرائيلية بالقدر المطلوب، من باب قد يجتاز مسوى المناشدة بقدر مسؤولية الحقوق و الواجبات في دورها و موقعها ، مضيفة ان على السلطة ان تتفهم حجم المبالغ التي تقع على كاهل المرضى من جراء ارتفاع الإلتزامات المالية التي تطلبها المشافي الإسرائيلي بما يحفظ استمرار علاج المرضى .

و تواصل الناشطة مي يونس، التي تندرج من عائلة فلسطينية تقيم في قرية عارة ، عملها الإنساني بموجب موقعها و دورها المجتمعي في المساهمة بالقدر الممكن و المتاح لتقديم ما هو ضروري و هام لتسهيل ظروف المرضى القادمين من الأراضي الفلسطينية .

و من بين القضايا الأهم التي تواجه عمل الناشطة يونس، هي الإجراءت المعقدة التي قد تواجه العائلات الفلسطينية ، كما حدث مع احداهن في قصة تحمل هموم و معاناة امتدت لأكثر من ثلاثة أعوام، استغرقتها في محاولات و جهود من أجل التحصل على علاج مناسب لإبن عائلة يعاني من مرض عضال أصابه منذ فترة وصفه الأطباء بالحرج ، محذرين من تفاقم حالته الصحية التي تدهورت خلال فترة وجيزة، في حين تُرك أمر هذا الشاب بلا إهتمام مما يضعه في حالة يمكن لها ان تُشكل خطراً حقيقي على حياته .

و بالإشارة للواقع الصحي لهذا الشاب، لا زالت الناشطة يونس تواصل جهودها من اجل إنقاذ حالته و الحد من معاناته عبر تحرك عاجل في رسالة أوصلتها لإدارة المستشفى في حيفا، مطالبة إياهم بتحمل مسؤولياتهم تجاه هذا الشاب و العمل على اجراء تنسيق يضمن دخوله إلي الداخل الفلسطيني على وجه السرعة وفق تحويلة رسمية من الجهات المختصة .

و قالت الناشطة يونس في حديتها مع موقع بكرا،  ان المريض المذكور وصل مستشفى رمبام قبل أيام قليلة في حالة معقدة، بعد ان اكدت الفحوصات نزول وزنه بشكل كبير، بينما يخضع الآن لفحوصات شاملة و تحت مراقبة آنية، ليدخل بعد ذلك في مرحلة أنتظار تحرك الجهات الرسمية لإتمام عملية تحويل التقارير الشاملة، من جهة وزارة الصحة مرفقة بموافقة السلطة الفلسطينية ، و ضمان دفعها لتكاليف العلاج بعد فشل علاجه في مشافي الضفة .
و كشفت يونس عن مدى اهمية مطلب المستشفى الإسرائيلي بإلزام السلطة في عملية التحويل شريطة شموليته الإلتزام المالي، حسب الاجراءات التي تتم وفق القانون الطبي الإسرائيلي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]