اعتبر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية و"تايمز" البريطانية نشرت الأحد، أن حلف شمال الأطلسي منظمة "عفا عليها الزمن"، متهماً دولاً أعضاء في الحلف بأنها لا تدفع حصتها في إطار عملية الدفاع المشتركة وبالاتكال على الولايات المتحدة.

وأوضح ترمب "لقد قلت منذ زمن بعيد إن الأطلسي لديه مشاكل. هو (منظمة) عفا عليها الزمن، لأنها أنشئت بالدرجة الأولى منذ سنوات".

وأضاف "وبالدرجة الثانية، فإن الدول (الأعضاء في الحلف) لا تدفع ما يتوجب عليها".

وتابع "يجب أن نقوم بحماية هذه الدول، لكن بلداناً كثيرة من بينها لا تدفع ما يتوجب عليها، وهذا غير عادل بحق الولايات المتحدة إلى حد كبير".

وأردف ترمب "ليس هناك سوى 5 بلدان تدفع ما يتوجب عليها، وخمسة ليس عدداً كبيراً".

وأشار إلى أن وصفه الأطلسي بأنه منظمة عفا عليها الزمن، مرده إلى أن الحلف "لم يهتم (بموضوع) الإرهاب".

لكن ترمب قال لصحيفة "بيلد" إنه إذا تم استثناء كل مكامن الضعف هذه، فإن الأطلسي "يبقى في نظري مهماً جداً"، على حد تعبيره.

وهذه الانتقادات التي وجهها الرئيس الأميركي للأطلسي من شأنها تعزيز مخاوف حلفاء الولايات المتحدة من السياسة التي ستعتمدها واشنطن من الآن فصاعداً.

وكان ترمب قد أثار في السابق القلق من أن الضمانات الدفاعية التي تقدمها واشنطن لأوروبا منذ نحو 70 عاماً قد لا تستمر عندما قال خلال حملته الانتخابية، إنه سيفكر مرتين قبل مساعدة حلفاء بلاده في الحلف الأطلسي الذين لا يدفعون كلفة الدفاع عنهم.

عقوبات روسيا

وانتقد ترمب روسيا لتدخلها في النزاع السوري، معتبراً أن تدخل بوتين في سوريا "شيء سيء جداً" أدى إلى "وضع إنساني فظيع".

كما أثار إمكان التوصل إلى اتفاق مع موسكو لتقليص الأسلحة النووية في مقابل رفع العقوبات عن روسيا.

وقال ترمب في مقابلة مع صحيفة تايمز "هناك عقوبات ضد روسيا. لنرى إذا كان بالإمكان القيام باتفاقيات جيدة مع موسكو. أعتقد أنه يجب تقليص الأسلحة النووية بشكل ملحوظ".

وأضاف الرئيس المنتخب الذي لا يخفي إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن "العقوبات سيئة للغاية بالنسبة إلى روسيا، لكن أعتقد أنه يمكن التوصل إلى شيء ما يكون مفيداً لكثيرين".

وفي أواخر كانون الأول/ديسمبر أكد ترمب أنه لا يخشى سباقاً جديداً على التسلح، محذراً من أن الولايات المتحدة لن تسمح لبلدان أخرى بتعزيز قدراتها النووية من دون أن ترد بالمثل.

البريكست

إلى ذلك، توقع ترمب نجاح عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، معرباً عن رغبته في أن يوقع بشكل سريع على اتفاق تجاري مع لندن.

وقال ترمب في مقابلته مع "تايمز" إنه سيعمل "بجهد كبير لتوقيع (مثل هذا الاتفاق التجاري) بشكل سريع وفي إطار القوانين، (بحيث يكون) جيداً للطرفين".

وتتناقض تصريحات ترمب مع سلفه باراك أوباما الذي اعتبر سابقاً أنه إذا غادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي فستجد نفسها "في آخر الصف" قبل أن تتمكن من توقيع اتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة.

واعتبر ترمب أيضاً أن "بلداناً أخرى ستغادر" الاتحاد الأوروبي بسبب أزمة الهجرة، لتسير بذلك على خطى بريطانيا.

ويقيم الرئيس الأميركي المنتخب علاقات ممتازة مع زعيم حزب يوكيب البريطاني المعادي لأوروبا نايجل فاراج الذي كان أحد المسوقين لبريكست. وكان فاراج قدم الدعم لترمب خلال حملته الانتخابية.

ومن المفترض أن تقدم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الثلاثاء رؤيتها لمستقبل العلاقات بين بلادها والاتحاد الأوروبي.

وتأمل ماي في ضبط حرية تنقل الأفراد، وتسعى إلى استعادة السيطرة على حدود البلاد، وهو موضوع شكل إحدى النقاط الرئيسية التي دفعت البريطانيين إلى التصويت لصالح الخروج من الاتحاد.

ألمانيا واللاجئون

كما اعتبر ترمب أن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ارتكبت "خطأً كارثياً" بسياسة السماح لمليون لاجئ بالتدفق على بلادها.

وقال إن الاتحاد الأوروبي أصبح "عربة لألمانيا"، وتوقع أن يصوت مزيد من أعضاء الاتحاد على الانسحاب منه كما فعلت بريطانيا في حزيران/يونيو.

وأضاف معلقاً على ميركل التي قررت في آب/أغسطس 2015 الإبقاء على حدود ألمانيا مفتوحة أمام اللاجئين "أعتقد أنها ارتكبت خطأً كارثياً للغاية، وهو استقبال كل هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين"، لافتاً إلى أنه يحمل "احتراماً كبيراً" لميركل، وأنه لا يزال يرى أنها واحدة من أهم قادة العالم.

وقال ترمب إن ألمانيا حصلت في الآونة الأخيرة على انطباع واضح لعواقب سياسة الهجرة التي انتهجتها ميركل دون أن يخوض في تفاصيل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]