يُلاحظ بالسنوات الأخيرة، أن تقريبًا معظم الأحداث التي تحصل في البلاد والعالم (حتى في بعض الأماكن بدول العالم الثالث)، يتبيّن أنها موثقة بكاميرات المراقبة، فقد انتشرت كاميرات المراقبة في السنوات الأخيرة بشكل واسع جدًا.

كانت كاميرات المراقبة في السنوات الماضية تستخدم من قبل الجهات الحكومية والمؤسسات، وفي بعض الشوارع، كإحدى وسائل الحماية وحفظ النظام، ومع تقدم التكنولوجيا في العالم صار باستطاعة المواطن العادي أن يستخدم هذه الكاميرات، في بيته، أو حول بيته أو حول شركة يديرها او محل تجاري، بهدف الحماية أيضًا، وحفظ الأمان، وإبعاد اللصوص، وأيضًا توثيق ما يحصل حول المكان، فكم من لغزٍ حلّته هذه الكاميرات وكشفت تفاصيله.

وكما في كل مجالات الحياة، فإن هذه الكاميرات تحتاج لمن يركبّها ويجهزها، كما أنها تحتاج لمن يصنعها، ولكننا لم نصل بعد لمرحلة الصناعة، وهذا نتركه للغرب الذي يتقدم علينا في هذه المجالات وللشركات الكبرى، ولتركيب هذه الكاميرات يحتاج الامر لتقنيين مهنيين، وهذه واحدة من المهن التي لم تكن منتشرة في مجتمعنا العربي في الماضي واليوم بدأت تدخل شيئًا فشيئا. مهنة جديدة، تحتاج لتعليم وخبرة وبراعة.


من "الأدوية" إلى "الكاميرات"
يقول الشاب هشام علي، من قرية كوكب، وهو "تقني تركيب كاميرات" أو "مختص في تركيب وسائل الأمان"، أنه تعلم في البداية موضوع "هندسة الكيمياء" كهندسي، ثم حصل على لقب أول في "بيوتكنولوجيا" وعمل في شركة دواء طوال السنوات الست الماضية، وهو مجال محدود بفرص العمل وفي امكانية التطور خصوصًا في الشمال، فقرر أن يدخل في مجال آخر، وتعلم موضوع "الحماية والأمان" وأصبح تقنيًا لتركيب وتشغيل كاميرات المراقبة.

ويتحدث هشام لـ"بـُكرا" عن أهمية هذا المجال: في هذه الأيام، خصوصًا مع حالة شبه انعدام الامان بالمجتمع العربي، نسمع يوميًا عن حوادث قتل واعتداء، وكل مواطن يخاف على نفسه، فيحرص على تركيب هذه الكاميرات، للحماية، وأيضًا للشعور بالراحة وإبعاد اللصوص الذين يتجنبون الاقتراب من بيوت حولها كاميرات، فتكون هذه الكاميرات كرادع مهم أو في اسوأ الأحوال كدليل في حال حدوث شيء لا سمح الله، ولمراقبة محيط المنزل في حالة عدم التواجد فيه، وأيضًا الأمر ينطبق على أصحاب المحلات التجارية وأصحاب الشركات، لذلك رأيت أن هذا المجال مهم جدًا، فاخترت أن أتعلمه وأعمل فيه، ولم أقدم على العمل دون التعلم بشكل مهني وكما يجب، كي يُنجز العمل بشكل كامل وصحيح، في النهاية أتمنى أن يصطلح حال مجتمعنا، وأن تكون هذه الكاميرات فقط لرصد الأمور والأحداث الجميلة، وللوقاية فقط.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]