بعد ان كنت مع السكان في قرية ام الحيران، يوم الحادث، وسمعت منهم ما حدث، واطلاعي على ظروف المنطقة الجغرافية، وبعد اطلاعي على التحليلات المختلفة فيما يتعلق بما حدث مع الشهيد المربي يعقوب ابو القيعان، يدل على براءة الشهيد من كل التهم، وبدون ادنى شك.

وبعد نشر وزارة الصحة لتقرير فيه معلومات من نتائج تشريح جثمان الشهيد، هدفها تشوه الحقيقة في قضية استشهاد المربي يعقوب ابو القيعان، واختلاق نوع من التمويه فيما يتعلق بنواياه، ومتى أصيب قبل زيادة سرعة السيارة او قبل.

فبدون أدنى شك ان الشهيد يعقوب ابو القيعان قتل بدم بارد، وما بدأ كشف الحقائق من تصوير نشرته الشرطة، ومن خلال جهات حللت الأصوات ودمجها مع تصوير الطائرة للحادث، فقد بدأت الشرطة تغير في روايتها.

وقضية ما جاء في رد وزارة الصحة انه من غير المعلوم متى أصيب يعقوب، قبل ان زادت سرعة السيارة، او بعد، وهذا التقرير الذي ارادت من خلاله الحكومة ان تتستر على كذبها، فوضع التقرير قضية معقدة نسبيا متى أصيب يعقوب؟!، علما ان الإجابة عند اهل الخبرة قد تكون موجودة، ولكن قد لا تكون موجودة في معهد التشريح الجنائي في ابو كبير، لانه يتبع للحكومة، وقد يزورون النتائج. ولكن في كل الأحوال الحقائق تثبت براءة يعقوب رحمة الله عليه، واذكر منها، واقعا وتحليلا، ما يلي:

- الشرطة ذكرت انها أطلقت طلقات تحذيرية في الهواء، وبعد تحليل التصوير، تراجعت ونفت ذلك، كي لا يثبت كذبها، بل كانت الطلقات موجهه باتجاه السائق بقصد القتل.

- كان إطلاق نار باتجاه السائق منذ اللحظة الاولى وهذه حقيقة، فعندما يتعرض اي إنسان لإطلاق نار يصاب بالارتباك حتى ولو لم يُصب، فقد يفقد السيطرة على السيارة في مثل هذا الوضع.

- فَلَو كان يريد الشهيد ان يمس باي شرطي لحوّل مسار السيارة لرجال الشرطة الذين اقتربوا منه، علما انهم كانوا على بعد أمتار منه، ومن غير المعقول ان يفكر وسط إطلاق نار باتجاهه بالتوجه لتجمع الشرطة في أسفل المنحدر ( تجمع بعيد عنه) كما تدعي الشرطة .
- لو أصيب اولا في ركبته، او في صدرة يجعل السائق يتألم ويترك السيطرة على السيارة، ولن ينتبه للسياقة لانشغاله بالإصابة، وبالاوجاع.

- يرجح ان يعقوب أصيب بعيار في ركبته في بداية الحدث، مما أدى الى انغلاق رجله على دواسة البنزين، مما زاد سرعة السيارة، وبذلك ارتبك ولم يستطع التصرف كسائق.

- يعقوب يعرف ظروف المنطقة والطريق، حيث ان السيارة عندما زادت سرعتها في نزول حاد، اخره T اما سيحول السيارة الى اليسار او الى اليمين، ومقابله تلة فَلَو صار بالاتجاه الصحيح لاصطدمت السيارة بالتلة المقابلة، ولو حول اتجاه السيارة لليسار او اليمين بسرعة ستنقلب، لذا سائق بكامل وعيه لن يجرؤ على زيادة سرعة السيارة، وهو يعلم انه بكل الأحوال لن ينجو من الانقلاب او الاصطدام.

- في أسفل المنحدر يعلم يعقوب عن وجود واد عميق نسبيا، فلا يمكن ان يحول السيارة اليه وهو بوعيه، حيث يظهر التصوير ان السيارة منذ ان زادت سرعتها كان اتجاهها للوادي وفعلا تدهورت للوادي اي انه لم يكن بوعيه الكامل، فمن الطبيعي ان تنخفض سرعة السيارة عندما تدهورت في الواد، وتتحول لاتجاه معين دون ان تنقلب، فتحولت لليمين، وأخذت السيارة تغير اتجاهات وهذا دليل على عدم سيطرة السائق عليها.

- يظهر التصوير ان سيارة شرطة كانت قادمة من اتجاه الجنوب للشمال، حيث يظهر انها تعمدت الاصطدام بسيارة الشهيد، التي كانت تسير من الشمال للجنوب، كي توقفها عن الحركة، لان سائق سيارة الشرطة كان متأكدا من ان سيارة الشهيد تسير بشكل لا إرادي، وبدون سائق، لذا اصطدم بها بنية ايقافها عن الحركة.

- انطلاق بوق السيارة منذ ان بدأت تقريبا بزيادة سرعتها، دليل على ان السائق وقع بشكل غير إرادي (بعد إصابة) على المقود فانطلق البوق بشكل غير إرادي.

- من ينوي القيام "بعملية" لا يمكن ان يطلق البوق.
- وفرضا ان الشهيد تعمد اطلاق البوق، فاطلاق البوق يعني تحذير من هم أمامه بالابتعاد عن الطريق، فلا يمكن لمن ينوي القيام "بعملية" تحذير من هم أمامه، لتحذيرهم كي يبتعدوا. - يكون إطلاق البوق لإبلاغ السائق الآخرين انه في ضائقة، في مثل هذه الحالة قد يكون لإبلاغ الآخرين انه أصيب.

- كل رجال الشرطة ومن كان في المنطقة سمعوا مصدر إطلاق النار، وانه باتجاه سيارة الشهيد، فالسؤال هنا، لماذا لم يبتعد رجال الشرطة عن مسار وطريق السيارة؟ وهذا امر طبيعي اي إنسان يرى سيارة قادمة باتجاهه يهرب، ويبتعد عن مسارها!!!

- عند سماع تسجيل الحادث من قبل احد المتواجدين في المكان، كانت تسمع أصوات إطلاق نار كثيف جدا، وبعد ان تم تكذيب واعتراف الشرطة بانه لم يكن إطلاق نار للتحذير في الهواء، كما ادعت في بداية الامر، السؤال المهم جدا في القضية، أصيب الشهيد بعيارين احدهم في الركبة، والثاني في الصدر، فالسؤال: أين كان اتجاه الطلقات الاخرى التي أطلقت من قبل رجال الشرطة؟ علما انه لا يمكن بحال من الأحوال ان تكون في الهواء، لان إطلاق النار في الهواء من الواجب ان يكون للتحذير في البداية وهذا لم يحدث.

- من الطبيعي هنا، عندما نعد الرصاص الذي اصاب جسم السيارة، بالاضافة لشبابيكها، وما اصاب الشهيد، نجد ان رصاصا اخرا كان باتجاه ما، ومن المفروض ان يكون اتجاهه باتجاه السيارة وقد أخطأها، او باتجاه مصدر النيران، وليس في الهواء.

- ما من شك ان رجال الشرطة اصيبوا بهلع، وعندما كان يقول احدهم في التسجيل الصوتي الحذر من الجميع إطلاق نار!! دليل على ان الامر يطلب من رجال الشرطة أخذ الحيطة والحذر من قبل رجال الشرطة، حيث انه لم يحدد المتحدث مصدر إطلاق النار، علما ان الظلام كان يخيم على المنطقة، فيمكن ان يكون رجال الشرطة قد أطلقوا النار باتجاه مصدر إطلاق النار الاول في اعلى المنحدر او الثاني في أسفل المنحدر، الامر الذي أدى الى إصابة الشرطي الذي لقي مصرعه، علما ان الإصابات في رجال الشرطة كانت أسفل المنحدر.

- من المؤكد كان إطلاق النار من عدة اتجاهات، ومنها متعاكسة منها من اعلى المنحدر ومنها من أسفل المنحدر، ومنها من الجنوب.
- عدم هروب هذا الشرطي الذي يدعى انه قتل، قد يكون لإصابته بعيارات نارية قبل ان تصله السيارة وتصطدم به، وإصابة الشرطي الاخر وعدم هروبه عن مسار السيارة، قد يكون لمحاولته اسعاف زميله المصاب من العيارات النارية التي أصيب بها، او انه حاول ابعاد زميله المصاب عن مسار السيارة المتدهورة، ولم يفلح في مغادرة المكان بسرعة.
- وتأكيدا على الارتباك، وإطلاق النار العشوائي من قبل رجال الشرطة، اصيبت سيارات للشرطة بعيارات نارية، وتم تغطية بعضها بقماش ابيض، وتم جرها وابعادها عن مكان الحادث.

- التقرير الطبي يظهر ان يعقوب توفي بعد 20-30 دقيقة اثر نزيف بطيء من احد الشرايين في الصدر، فهنا يمكننا ان نقول:
اذا أصيب في الصدر قبل ان تزيد سرعة السيارة، فمعناه انه اخذ يتألم وترك المقود، ووضع يداه على الإصابة، كما يحدث مع كل إنسان، وارجع جسمه للخلف وضغطت رجله بدون قصد على دواسة البنزين.
واذا أصيب في الصدر من العيار الذي سمع بعد ان توقفت السيارة، فمعناه انه أطلق عليه للتحقق من موته رغم انه لم يشكل خطرا على اي شخص، او ان الشرطة تعمدت قتله لإخفاء الجريمة بعدم تقديمها له الإسعاف، علما ان الشرطة تعلم انه حي بعد توقف السيارة بشكل تام، وأبقته ينزف على ما يبدو ليموت وتختفي الحقيقة بموته.

- والسؤال المهم في القضية، لماذا تم دفن جثمان الشرطي خلال ساعات، على غير العادة في حوادث اخرى؟ولماذا لم تنشر الشرطة على الملأ تقرير تشريح جثمان الشرطي؟ ان شُرح كما تدعي الشرطة لتأكيد روايتها، وعدم النشر يثير الشك.
- الامر انحرف عن مساره، وأخذ طابعا سياسيا عندما أدعى وزير الأمن الداخلي، والقائد العام للشرطة، ورئيس الوزراء ان يعقوب مخرب، وارهابي، وانه ينتمي ل "داعش"، فتم تكذيب انه ينتمي ل "داعش" من قبل المخابرات.
- التصريحات المتهورة للمسؤليين في الحكومة، وفشل قادة الشرطة في المكان، وللتغطية على اخطائهم، كي لا يحاسبوا، جعل التمويه، والكذب المنسق بين جميع المسؤولين وسيلة للخروج من المأزق.
- عدم الكشف عن تقرير التشريح الكامل ليعقوب في هذه المرحلة دليل على وجود أشياء تريد الحكومة والشرطة إخفاءها.
- وسؤال اخر: لماذا اصدر الحكم على يعقوب بالاتهام، قبل التحقيق مع رجال الشرطة، وأخذ شهادات الاهل الذين كان يعقوب باتصال معهم، وقوله لهم دعوهم يهدمون لا نريد مشاكل، "الله بعوض"، ولماذا لم تأخذ شهادات المواطنين الحضور في المكان؟.
- تحليل التصوير، ودمجه مع تسجيل الصوت يثبت ان يعقوب برئ من اتهامات الحاقدين له.

- وسؤال اخر نطرحه: هل كانت توجيهات من جهة معينة بإطلاق النار بنية القتل؟ لتخويف الناس والقبول بالتخلي عن الارض، وقبول حلول الذل التي تطرحها الحكومة على عرب النقب.
وسؤال اخر: لماذا كان يحمل رجال الشرطة البندقيات، ومعهم قناصة؟ كما شاهدناهم بام اعيينا في ام الحيران، علما انهم لا يحملون البندقيات عند الهدم لليهود كما هو معروف.

هذه تحليلات شخصية، وانا لست بخبير، وهناك من هم اخبر مني، الا انني لا أستطيع ان أكتم ما يجول في صدري، وها انا أضعه امام الملأ، فهناك أشياء ذكرتها وهي مهمة في الموضوع، من ظروف المنطقة الجغرافية التي وقع فيها الحادث؛ من وجود منحدر، وواد نهاية المنحدر، ووجود مثلث طرق أسفل المنحدر، ووجود تلة نهاية المنحدر، وذكرت حقائق كثيرة، وكلها تبرئ الشهيد من التهم التي وجهها المنتفعون سياسيا من اعضاء الحكومة، والمنتفعون سياسيا من هدم البيوت العربية.

وبالتنسيق التام مع عائلة الشهيد، والأطر الفاعلة، لن نسكت حتى نظهر كذب الحكومة، وأخذ حق يعقوب واهله، ممن اعتدى عليهم.
فيا اهلنا، وحدة كلمتنا ومشاركتنا في الفعاليات النضالية واجب ديني ووطني، كي نقول للظالم انت ظالم، والساكت عن الحق شيطان اخرس!! فإلى وسائل اعلامنا، نطلب منهم ان ينحازوا للحق، بدون أدنى تردد، فيمكنكم اجراء التحقيقات الإخبارية، والتقارير، عن حادث يعقوب ذاته، وعن هدم البيوت عامة وفِي النقب خاصة، ففقط في النقب هناك قرابة 50 الف بيتا معرض لخطر الهدم في اي لحظة.
ولن نسكت بإذن الله، الا بأخذ الحق من الظلمة، وإلا بتحرير جثمان الشهيد المربي يعقوب ابو القيعان.
فالمجد والخلود لشهدائنا الابرار.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]